دوّن المؤرخون الأحداث الجوية وتقلبات الطقس عبر تاريخ مصر الطويل، فقد أورد هيردوت فى تاريخه أن عاصفة طيبة بالأقصر أدت لتهدم منازل قبل الميلاد، فيما وصفت الصحف الرياح التى ضربت مصر فى شهر مايو عام 1902م، وأدت لنشوب حرائق كبرى فى كافة مدن وقرى مصر آنذاك، بأنها أيام النحس والشؤم.
موضوعات مقترحة
في شهر مايو عام 1902م رصدت الصحف المصرية عاصفة ضربت مصر التي أدت لموت 113 مواطناً ووقوع آلاف الحرائق حتي شبهتها الصحف بـ"أيام النحس والشؤم"، وامتدت الرياح لتضرب كافة مدن مصر آنذاك، وتوقع مئات الضحايا والمصابين بسبب الرياح التى أدت إلى نشوب حرائق، مؤكدة أن شهر مايو كان شؤما علي أنحاء متفرقة من دول العالم.
فى ثلاثينيات القرن الماضي، دوّن الباحث تادرس حنا، بمرصد حلوان، أهم الوقائع الجوية فى مقال منشور له بالصحف والمجلات المصرية ثلاثينيات القرن الماضي، وقد كان على تادرس أن يقدم بحثه عن علوم الفلك واتقان المصريين للظواهر الجوية، بشواهد تاريخية من مجلة المساحة الصادرة في عام 1907م، والكتالوج الذي قام بوضعه العالم "هيننج" عن الظواهر الجوية العظيمة التي شهدتها مصر قديماً قبل الميلاد.
قال تادرس إن فى عام 369م حصل طوفان من الأمواج لا مثيل له عند بحر الروم "البحر المتوسط"، مصحوباً بزوابع شديدة وأمطار وزلازل وبرق ورعد، أما في عام 1200 ميلادية، فقد كان فيضان النيل منخفضًا، وضرب جفاف شديد الحبشة وكان مقياس الروضة يقدر مابين 12 ذراعاً و21 ذراعاً.
وقال تادرس إن مجلة "المساحة المصرية" الصادرة في عام 1907م، قدمت بياناً عن الحوادث الجوية العظيمة التي حدثت في مصر، منها أن عام 30 قبل ميلاد المسيح، شهدت مصر أمطارًا غزيرة صاحبها رياح عاتية حملت رمالاً حمراء كالدم وأصوات مرعبة من السماء.
أما في عام 829 ميلادية، فقد شهدت مصر طقساً شديد البرودة، حتي أن نهر النيل تجمد، لافتاً أنه يحتمل أن يكون هذا العام هو 822م، حين اشتد البرد بقارة أوروبا، أما في عام 1182م، فقد كان فيضان النيل عاليا في عام 70 بعد ميلاد المسيح، و119 ميلادية، وقد كان الفيضان عالياً أيضاً في عام 1112 قبل ميلاد المسيح .
واسترسل حنا تادرس في مقاله الذي نشره في عام 1931م بمجلة المقتطف، عن اتقان المصريين لعلم الفلك، مؤكدًا أن المصريين الأوائل كانوا أول شعوب العالم في معرفة الفلك، وكانت مدينة عين شمس لها المقام الكبير في تثقيف عقول أبنائها وعقول الأجانب .
وأضاف تادرس، أن المصريين كانوا أصحاب الريادة والسيادة في هذا العلم إلى أن انتابت البلاد الثورات الداخلية ووقعوا فريسة الاحتلال الأجنبي، لافتاً إلى أن المصريين كان لهم الباع الأكبر في معرفة الظواهر الجوية بجانب الفلك، حيث اهتموا بالظواهر الجوية لمعرفة أوقات الحصاد والزرع، وجعلوا لكل شهر أطعمة خاصة به، بل قاموا بإنشاء معابد ضخمة للإله "توت" وأصلها بالهيروغليفية "تحوت" إله الحكمة.
تقرير لمجلة المساحة المصرية الصادرة في عام 1907م
تقرير لمجلة المساحة المصرية الصادرة في عام 1907م
تقرير لمجلة المساحة المصرية الصادرة في عام 1907م