يجتذب سوق برقاش للإبل عشاق التصوير الفوتغرافي الذين يدونون عالم السوق المتخصص فى بيع الإبل قُبيل عيد الأضحى المبارك، بدءا من العشر الأوائل من شهر ذى الحجة. المصور الشاب أحمد رزق حسين، كامن من بين هؤلاء المصورين الذين اجتذبهم السوق بجِماله وجَماله، وراح يلتقط الصور الفوتوغرافية التي خص بها "بوابة الأهرام"، مؤكدًا أنه صمم على تدوين عالم السوق من خلال كاميرته. تم تأسيس سوق الجمال فى الجيزة، خلال عشرينيات القرن الماضيـ ىوكان يتواجد أولا فى إمبابة ثم تم نقله ليستقر منذ سنوات عديدة فى برقاش، ليحمل اسمها ويكون السوق المتخصص فى الإبل من أقدم أسواق الشرق الأوسط والمنطقة العربية، والذي يضم أجناسًا عدة من الإبل، ويجتذب كافة تجار الإبل من كافة ربوع جمهورية مصر العربية. ويوضح المصور أحمد رزق لـ"بوابة الأهرام"، أن سوق برقاش يمتاز بروح المكان حيث المكان يفيض بالحياة والحركة، وكل تفصيلة فيه تحكي قصة، من رغاء الجمال وهي تصيح، لأصوات الجمّالة لعيون الناس المليئة بالشغف والرزق. فى مصر يوجد سوقان لهما شهرة كبيرة فى تجارة الإبل، وهما: سوق دراو بمحافظة أسوان بصعيد مصر، وسوق برقاش بالجيزة، حيث تصل حركة البيع لنجو 150 ألف رأس من الجمال والنوق سنويًا، بمتوسط يصل لـ12 ألف رأس شهريًا، وتخضع السوق لرقابة بيطرية قبل وصولها البلاد من مختلف الدول عبر جنوب مصر، خاصة أن معظمها قادم من السودان، وهى نقطة التقاء الإبل من مختلف الدول ويتم من خلال السوق إعادة تسويقها بمختلف المحافظات. هناك قواعد فى سوق برقاش ، ومن الملاحظ أن التاجر المحنك دائما ما يردد «آآآخ»، فيتسجيب الجمل ويجلس بين يديه ليقوم بفحصه الطبى ومعرفة أمراضه.. يتفحص اللسان الذى يظهر ما يعانى منه الجمل، ويحدد أيضا شراسته، ويفحص الوشم المحفور على جسده، وهو يشير لجنس الإبل ونوعه، تلك العادة القديمة التى صنعتها القبائل للتمييز بين إبلها فى موسم الرعى، ويقال أن وسم الإبل من قبائل الأنباط التى عاشت فى مصر بكثافة خلال العصر الروماني، حيث توجد دراسات أثرية تظهر وسوم الحيوانات، ومنها الإبل. هناك أنواع عدة من الإبل، منها: الجمل الزبيدى، والرشيدي، والعزباوي والبشاري، والمولد، والسوداني وكذلك الصومالي، وغيرها من الأجناس سواء المُعدة للذبح والطعام، أو التربية التى يعرفها المحنكون، بينما تستعد الإبل للصوم، فهى تبدأ الصيام حين يمتلئ السنام بالدهن، فتقل رغبتها فى الطعام، وغالبا ما يكون ذلك خلال شهر ديسمبر حتى أوائل شهر أبريل. ارتبطت الإبل بغناء وأشعار الحداء، وهو الفن الذي اندثر، ويقوم الباحثون فى الدراسات الشعبية بالتدوين لتراثه، ويضيف المصور الشاب أحمد رزق حسين أن ظاهرة تجار الإبل وقصصهم وأزيائهم المثيرة تحتاج أيضا للرصد ، مؤكدًا أنه سيواصل رصد هذا السوق بالكاميرا الفوتغرافية، والذي يُقام يومين فى الأسبوع، ويشهد حركة تجارية كبيرة قُبيل عيد الأضحى المبارك من أجل توفير الأضاحي. # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # #