يتهيأ ملايين المسلمين حول العالم لأداء فريضة الحج أو العمرة، وهما من أعظم الفرائض الإسلامية لما لهما من ثواب عظيم وفضل كبير. ولكن، يغفل الكثيرون عن وجود أعمال عظيمة الأجر والثواب قد تعادل أو تفوق في ميزان الله ثواب فريضة الحج والعمرة، وتتيح للمسلمين فرصة كسب الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، حتى وإن حالت الظروف دون أدائهم للحج أو العمرة.
موضوعات مقترحة
فماذا عن أولئك الذين لا يملكون القدرة على أداء هذه المناسك، ويعجزون عن أداء فريضة الحج لأسباب مادية أو صحية؟ هناك الكثير من الأعمال الصالحة التي تعادل ثواب الحج والعمرة، وتفتح أبواب الجنة لأولئك الذين لا يستطيعون أداء هذه المناسك.
نستعرض فيما يلي بعض الأعمال التي ورد ذكرها في السنة النبوية الشريفة وتُعادل ثواب الحج والعمرة:
بر الوالدين: ثواب الحج والعمرة في البيت
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من برّ والديه فقد حجّ وعمرّ"، (رواه الترمذي).
يُعدّ بر الوالدين من أفضل الأعمال وأعظمها أجرًا، فهو واجب شرعي وعبادة عظيمة. فمن يبر والديه ويُحسن إليهما ويُطيعهما، فكأنّه حجّ وعمرّة. وهذا يُعطي مؤشّرًا على عظم أجر بر الوالدين، حيث يُقارن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العبادة بأداء فريضة الحج والعمرة.
السعي في حاجة أخيك: ثواب حجة بعد حجة
عن الحسن البصري رضي الله عنه، قال: "مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة"، (رواه الترمذي).
يُحثّ الإسلام على مساعدة المسلمين ونصرتهم، فمساعدة أخيك المسلم في قضاء حاجته يُعادل ثواب الحج والعمرة في بعض الأحيان.
التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربعًا وثلاثين وتسبحوه ثلاثًا وثلاثين وتحمدوه ثلاثًا وثلاثين في دبر كل صلاة".
تُعد هذه الأعمال الثلاثة من الأعمال الصالحة التي تنال ثوابًا عظيمًا من الله تعالى. فمن عجز عن أداء فريضة الحج لأسباب خارجة عن إرادته، فعليه أن يسعى لأداء هذه الأعمال ونيل أجرها العظيم.
كما أن العمرة في رمضان تعادل ثواب حجة، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "عمرة في رمضان تعادل حجّة". (رواه الترمذي).
ندعو الله أن يتكفل بنا إلى بيته الحرام ومدينة رسول الله بحجة وعمرة من حيث لا ندري ولا نحتسب.