ليست حدثًا عابرًا.. عاصفة الإسكندرية بداية لتحولات كبرى في خريطة الطقس | خاص بالفيديو

1-6-2025 | 14:01
ليست حدثًا عابرًا عاصفة الإسكندرية بداية لتحولات كبرى في خريطة الطقس | خاص بالفيديوعاصفة الإسكندرية
الإسكندرية - جمال مجدي

مع الساعات الأولى من صباح أمس السبت، تحولت سماء الإسكندرية إلى ساحة معركة لعناصر الطبيعة؛ التي حضرت بكامل عتادها، ليعيش أهالي عروس المتوسط تحت أمطار تهطل بغزارة كالسيول، وتلطمهم رياحٌ عاتية تجاوزت سرعتها 90 كم في الساعة تهب كالأعاصير، وحتى الثلوج التي لم تعرفها المدينة في تاريخها الحديث، كانت حاضرة في أرض المعركة.

موضوعات مقترحة

لم يكن ذلك مشهدًا سينمائيًا، ولا يمكن وصفه بأنه مجرد «طقس سيئ»، بل كان حقيقةً وإنذارًا لما أصبح عليه مناخ المنطقة الساحلية، وحذر منه العلماء قبل سنوات.


 

إنذار ببداية تحولات كبرى في خريطة الطقس

الدكتور هشام العسكري، خبير الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية، كشف أن ما حدث يعد إنذارًا لبداية تحولات بيئية أعمق؛ قد تُعيد رسم خريطة الطقس في شرق المتوسط.

«ما حدث في الإسكندرية ليس طبيعيًا ولا مألوفًا» يؤكد خبير علوم نظم الأرض خلال حديثه لـ«بوابة الأهرام»

ويوضح أن المدينة ليست من نوع المدن الساحلية التي تشهد -عادةً- أعاصير أو تسونامي؛ حيث ترتبط مثل هذه الظواهر غالبًا بالمحيطات الواسعة كالمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، على عكس البحر المتوسط الذي يُعد من المسطحات المائية شبه المغلقة والهادئة 


عاصفة الإسكندرية

اقرأ أيضًا:

أسباب عاصفة الإسكندرية

«البحر المتوسط شهد خلال العقود الثلاثة الماضية ارتفاعًا في درجة حرارة بمعدل يتراوح بين 2.5 إلى 3 درجات مئوية» يوضح العسكري أسباب الأزمة البيئية التي تعرضت لها الإسكندرية، مؤكدًا أن مثل هذا الارتفاع يعادل -تقريبًا- ارتفاع الحرارة في البيئات الاستوائية، على الرغم من وجود المتوسط خارج النطاق الاستوائي ومداري الجدي والسرطان.


عاصفة الإسكندرية

ويتابع أستاذ الاستشعار عن بُعد، أن هذا التغير المشهود، يشير إلى ظهور أنماط فيزيائية جديدة في البحر المتوسط، ويجعله بيئة خصبة لظواهر مناخية متطرفة غير مسبوقة، مما يستدعي الانتباه العلمي والاستعداد المسبق.


عاصفة الإسكندرية

إعصار درنة الليبية.. نموذج تحذيري

«في عام 2019، توقّعت حدوث ظواهر مشابهة، خلال إلقائي محاضرة في مكتبة الإسكندرية» يقول العسكري، موضحًا أن ما حدث في مدينة درنة الليبية من كارثة إنسانية، كانت بسبب إعصار قوي أودى بحياة ألاف الأشخاص، محذرًا -من جديد- من إمكانية تكرار هذه السيناريوهات في المنطقة.


عاصفة الإسكندرية

وأضاف أن ما شهدته الإسكندرية من أمطار كثيفة، ورياح عنيفة، وثلوج غير معتادة، ليس حدثًا عابرًا، بل مؤشر على تغيّر في شكل البيئة المناخية، منوهًا أنه مع اقتراب أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، التي تُعد ذروة ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط، قد يؤدي ذلك إلى هطول أمطار شديدة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.


عاصفة الإسكندرية

لماذا ترتفع درجة حرارة البحر المتوسط؟

يجيب الدكتور هشام العسكري: أن الأرض كوكب يتكوّن من عدة أغلفة [ الجوي، المائي، الجليدي، واليابسة ]، وكل غلاف يتأثر بالآخر.

ويضيف أن الطاقة تنتقل بين هذه الأغلفة عبر «الغازات الدفيئة» التي تُعتبر العامل الرئيسي في رفع حرارة الكوكب، وبالتالي تؤثر على توزيع المياه بين حالاتها الثلاث [ البخار، السائل، والجليد].


عاصفة الإسكندرية

ويستطرد: أن الأرض تشهد خللًا في العلاقة بين الأغلفة المختلفة، مما يُحدث اضطرابات فيزيائية شديدة داخل الغلاف الجوي، على غرار الحركات الاستوائية العنيفة التي بدأت تضرب مناطق لم تكن معتادة عليها.


عاصفة الإسكندرية

«الاحترار العالمي».. مصطلح يشير لكارثة!

ويؤكد أستاذ الاستشعار عن بُعد، أن مصطلح «الاحترار» جاء نتيجة قياسات دقيقة لدرجات الحرارة على مدار التاريخ الجيولوجي للكوكب، وليس فقط بناءً على التغيرات في قارات محددة، لافتا إلى وجود تباين كبير في نسب الحرارة والبرودة من منطقة إلى أخرى؛ لكن المحصلة النهائية هي وجود ارتفاع تصاعدي على مستوى كوكب الأرض بأكمله.


عاصفة الإسكندرية

كيف واجهت الدولة المصرية التغيرات المناخية في المناطق الساحلية؟

«الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التغيّرات المناخية المتسارعة» يؤكد الدكتور هشام العسكري، موضحًا اتخاذ تدابير وقائية متقدمة، من خلال تنفيذ مشروعات قومية ضخمة، في مقدمتها مشروع حماية ساحل البحر الأبيض المتوسط، الذي يُعد أحد أبرز الخطوط الدفاعية لدرء المخاطر المناخية المحتملة عن المدن الساحلية، وعلى رأسها الإسكندرية.


عاصفة الإسكندرية

خطة للتأهب.. الإنذارات المبكرة ضرورة مُلحة

ويطرح العسكري تصورًا للاستعداد لمثل هذه الظواهر، لاسيما في الإسكندرية، تبدأ بحتمية نشر أجهزة للإنذار المبكر على طول كورنيش الإسكندرية، وصولًا إلى تأمين الإعلانات واللوحات الضخمة تجنبًا لانهيارها مع العواصف.


عاصفة الإسكندرية

ويشدد على أهمية التمييز بين مصطلحي المناخ والطقس، موضحًا أن المناخ يتغير على مدى عقود وقرون، بينما الطقس قد يتبدّل خلال أيام أو ساعات.

ويتابع أن ما نحتاجه اليوم هو الانتقال من «تنبؤات مستقبلية» إلى «التوقعات الآنية»، عبر رصد دقيق واستباقي للحركة المناخية والظواهر الجوية، خاصة مع تزايد الحالات المفاجئة في أنحاء العالم.

 

عاصفة الإسكندرية

مصر جزء من العالم.. ولسنا بمعزل عن التغيرات المناخية

«الجيل الحالي عاصر العديد من الكوارث المناخية في مختلف بقاع العالم» يضرب أستاذ الاستشعار عن بُعد عددًا من أمثلة الكوارث الطبيعية، مثل تسونامي اليابان وسومطرة، وحرائق لوس أنجلوس، وكذلك عواصف اليونان.

ويؤكد أن مصر ليست بعيدة عن هذه الظواهر، ويجب التعامل معها بوعي واستعداد علمي حقيقي؛ بدراسة حجم التأثيرات الممكنة على مصر، ووضع خطط علمية وسريعة للتعامل مع المفاجآت المناخية، لأن التأخر في الفهم أو المواجهة قد تكون عواقبه فادحة.


عاصفة الإسكندرية

واختتم الدكتور هشام العسكري حديثه قائلا: «إن العلم والمعرفة جناحا أمان في مواجهة تغيرات المستقبل»، و«الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا في الاستعداد والتأقلم مع المتغيرات المناخية بما يضمن السلامة للجميع»

ربما تبدو صورة ما حدث في الإسكندرية بالأمس أكثر وضوحًا الآن، ومع ما حمله حديث الدكتور العسكري من تحذيرات وإنذارات، لما يمكن أن يتكرر أو نشاهده من تأثيرات تغير المناخ، أصبح من الأهمية الإسراع في إعداد المواطنين للمواجهة، وأضحت التوعية بأساليب السلامة مع مثل هذه المتغيرات ضرورة حتمية، كأحد إجراءات الصمود أمام «غضب الطبيعة» التي يبدو أنها بدأت «تكشر عن أنيابها».


عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية

عاصفة الإسكندرية
         

موضوعات متعلقة:

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة