وسط أشد جفاف منذ 173 عاما.. مزارعو المملكة المتحدة يصلون من أجل هطول المطر

3-6-2025 | 09:42
وسط أشد جفاف منذ  عاما مزارعو المملكة المتحدة يصلون من أجل هطول المطر الجفاف
أ ف ب

يصلّي المزارع لوك أبليت في شرق إنكلترا لكي تنعم السماء على أراضيه بالمطر كي تنمو نبتات البطاطا التي يزرعها، في ظلّ أشدّ موجة جفاف تشهدها المملكة المتحدة منذ أكثر من قرن ونصف قرن.

موضوعات مقترحة

في مزرعته التي تبلغ مساحتها 400 هكتار بالقرب من بيتربورو، لم تهطل قطرة مطر واحدة منذ نهاية مارس.

يقول المزارع البالغ 36 عاما، والذي لا يملك نظام ريّ في أرضه حيث يزرع أيضا الشعير والقمح "لست متأكدا تماما من كيفية تحمّل هذا الوضع".

يشير أبليت من على أرضه الترابية، إلى أن سيقان الشمندر السكري الصغيرة الخضراء المصفوفة في حقله، التي زرعها في نيسان/أبريل، يجب أن تكون "ضعف حجمها الحالي على الأقل" وأن يكون لها جذور.

في الحقل المجاور، وبمساعدة والده كلايف، انتهى لوك لتوه من زراعة البطاطا في تربة صلبة كالصخر.

وفقا لمكتب الأرصاد الجوية، هطلت 80,6 ميليمترا من الأمطار في المملكة المتحدة منذ بداية الربيع في مارس، وهو أقل بكثير من أدنى مستوى تاريخي بلغ 100,7 ميليمتر سُجِّل عام 1852.

وقالت الهيئة لوكالة فرانس برس إن هذا "الربيع هو الأكثر جفافا حتى الآن منذ أكثر من قرن".

في هذا البلد المعروف بمناخه المحيطي، يؤثر نقص الأمطار وأشعة الشمس القياسية بشكل خاص على اسكتلندا وشمال إنكلترا، حيث مستويات مخزونات المياه "منخفضة بشكل خاص، إن لم تكن استثنائية"، بحسب وكالة البيئة.

عقدت هذه الأخيرة اجتماعا لفريقها العامل المعني بالجفاف الشهر الماضي، وحثّت شركات المياه على "بذل المزيد من الجهود للحفاظ" على احتياطيات بريطانيا المائية.

لا تزال ذكرى صيف عام 2022، الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة في المملكة المتحدة مستوى 40 درجة مئوية للمرة الأولى، حاضرة في أذهان الجميع.

- "من طرف إلى آخر" -

مع تغير المناخ، "يتزايد احتمال حدوث موجات جفاف"، ما يؤثر على كمية المياه في الخزانات والأنهار، على ما تقول مديرة الجمعية الملكية للأرصاد الجوية ليز بنتلي لوكالة فرانس برس.

وقد ارتفع هذا الاحتمال من موجة جفاف شديدة كل 16 عاما إلى موجة جفاف كل خمس سنوات في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، قبل أن يرتفع إلى موجة جفاف كل ثلاث سنوات في العقود المقبلة.

 

وفي الجانب الزراعي، تلفت ليز بنتلي إلى أن انخفاض رطوبة التربة يؤدي إلى "انخفاض المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية في المتاجر الكبرى".

وقد بدأ بعض المزارعين بالري مبكرا، على ما أفاد الاتحاد الوطني للمزارعين، وهو الاتحاد الزراعي الرئيسي الذي يدعو إلى الاستثمار لتركيب خزانات تخزين مباشرة في المزارع.

وأصدرت نائبة رئيس الاتحاد رايتشل هالوس بيانا قالت فيه إن "الظروف الجوية القاسية تؤثر على قدرتنا على إطعام البلاد ويجب على الحكومة أن تدرك أهمية المياه لإنتاج الغذاء" في أوقات الندرة.

من جانبه، قدّم لوك أبليت قبل عامين طلبا للحصول على ترخيص لتركيب نظام ري على الأرض التي يستأجرها من السلطات المحلية.

لكنه لم يحصل عليه بعد. ويقول المزارع مُلخّصا الأمر "بدون هذا الترخيص، لا أستطيع الاعتماد إلا على الماء الذي يهطل من السماء".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة