التنمية الإدارية مدخلنا للتنمية الشاملة.. المنظمة العربية للتنمية الإدارية في قلب التحول المؤسسي العربي|صور

30-5-2025 | 17:41
التنمية الإدارية مدخلنا للتنمية الشاملة المنظمة العربية للتنمية الإدارية في قلب التحول المؤسسي العربي|صورالمنظمة العربية للتنمية الإدارية في قلب التحول المؤسسي العربي
عمر المهدي

بالعقل العربي والإرادة المؤسسية.. المنظمة العربية للتنمية الإدارية تقود مسيرة التحديث في الوطن العربي

موضوعات مقترحة
وتؤسس وتعد لإدارة عربية حديثة ترتكز على الكفاءة والتحول الرقمي

مع تسارع التغيرات الإقليمية والدولية باتت التنمية الإدارية ركيزة أساسية لتحقيق خطط التنمية الشاملة والمستدامة في جميع الدول،  إذ لا يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح دون جهاز إداري كفء، يمتلك الرؤية، والقدرة، والمرونة لمواكبة تحديات العصر وتقديم خدمات فعّالة تلبّي تطلعات المواطن العربي.

 ومن هذا المنطلق، تبرز المنظمة العربية للتنمية الإدارية، إحدى منظمات جامعة الدول العربية، كمؤسسة رائدة في دعم الإصلاح الإداري، وبناء القدرات، ووضع الاستراتيجيات التي تسهم في تحديث الهياكل المؤسسية وتعزيز الأداء الحكومي.

وفي ضوء هذا الدور المحوري، نلتقي في هذا الحوار مع الأستاذ طارق سالم البقلي، المشرف العام على قطاعات التدريب بالمنظمة، نسلّط الضوء على جهود المنظمة في تطوير الإدارة العربية، وبناء القدرات المؤسسية، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لدعم خطط التنمية في مصر الوطن العربي.

وإلى نص الحوار
في البداية نود أن نتعرف على المنظمة العربية للتنمية الإدارية وأهدافها؟
تأسست المنظمة العربية للتنمية الإدارية عام 1961 بقرار من المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية وبدأت أعمالها فعليًا عام 1969، المنظمة هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية، وتتمثل رسالتها في دعم الدول العربية إداريًا وتنمويًا عبر تقديم خدمات مهنية متخصصة في مجالات التدريب، والاستشارات، والبحوث، وتنظيم المؤتمرات، والإنتاج الفكري بهدف إلى بناء قدرات بشرية ومؤسسية قادرة على قيادة عمليات الإصلاح الإداري والتنمية المستدامة.

 ما أبرز الأنشطة التي تضطلع بها المنظمة؟
المنظمة العربية للتنمية الإدارية تضطلع بمجموعة من الأنشطة الأساسية التي تساهم في تعزيز الأداء الإداري في الدول العربية أبرز هذه الأنشطة هو التدريب وبناء القدرات، الذي يهدف إلى تأهيل الكفاءات العربية في مختلف القطاعات، مع ضمان توافق البرامج التدريبية مع احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى ذلك، تقدم المنظمة خدمات الاستشارات وإعادة الهيكلة، حيث تساعد المؤسسات في تطوير هياكلها الإدارية وتنظيم لوائحها الداخلية ووضع خطط استراتيجية فعّالة. كما تنظم المؤتمرات والندوات بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات الخاصة لمناقشة قضايا هامة مثل التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، في مجال الإنتاج الفكري، تواصل المنظمة إصدار دراسات علمية ومراجعات عبر المجلة العربية للإدارة، كما تساهم في إثراء المعرفة من خلال مكتبة حمد الرقمية، وأخيرًا، تقدم المنظمة الجوائز للتميز الفردي والمؤسسي، وهي جوائز تُمنح بناءً على تقييم علمي دقيق لاحتفاء بالإنجازات الاستثنائية في مجال الإدارة والتنمية. ودأب المدير العام للمنظمة سعادة الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، بشكل لافت منذ توليه قيادة المنظمة، على الاهتمام بمواكبة كل جديد وكل تطور في عالم الإدارة والتطوير والتنمية، وكذلك مواكبة التحول الرقمي في العالم كله، وذلك على مستوى الإدارة داخل المنظمة ، وعلى مستوى الفعاليات من مؤتمرات ومنتديات وملتقيات ودبلومات، التدريب وبرامجه، وكذلك يحرص سعادة المدير العام للمنظمة الدكتور القحطاني على الكفاءة والجودة العالية والراقية للمنتجات والخدمات التي تقدمها المنظمة من مؤتمرات علمية واستشارات وما ينشر من خلالها من انتاج فكري وعلمي، والوقوف على كل ملاحظات المشاركين والخبراء أثناء وبعد كل الفعاليات، والتعامل معها بشديد الاهتمام والاحترام. 

 ما طبيعة التعاون القائم بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بمصر ؟
 هناك تعاون وثيق ومستمر بين المنظمة والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، حيث يُعد الجهاز ممثل جمهورية مصر العربية في مجلس المنظمة، كما أن المنظمة تُعد مركزًا  معتمدًا من الجهاز في مجال التدريب والتأهيل الإداري، هذا الاعتماد يعزز من ثقة الجهات الحكومية المصرية في برامجنا، ويساهم في إعداد وتأهيل الكوادر الإدارية بكفاءة عالية، بما يتماشى مع خطط الدولة المصرية لتحديث الجهاز الإداري،  كما يشارك ممثلو الجهاز في اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة، التي تنعقد داخل المؤسسة وتضم ممثلين عن سبع وزارات عربية، ما يعكس البُعد الإقليمي لهذا التعاون.

 حدثنا عن أبرز الشراكات الدولية مع قطاع التدريب بالمنظمة؟
 نعتز بشراكتنا الاستراتيجية مع البنك الدولي، حيث قمنا مؤخرًا بتنفيذ برنامج مميز في مجال المشتريات الحكومية، بمشاركة خبراء من البنك الدولي، وبتدريب مسؤولين من وزارات مصرية وهيئات حكومية مثل وزارة الإسكان، وهيئة الطرق، وشركات،  كذلك نتعاون مع معهد البنك الدولي.  WBI في مجالات المتابعة والتقييم
وهنا أذكر أيضا وفي في إطار مواكبة التطورات التجارية على الساحة الدولية وفى ظل تصاعد الإجراءات الحمائية واتخاذ بعض الدول سياسات تجارية انتقامية وزيادة مستويات التعريفة الجمركية لمعدلات تفوق التزامات الدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية وبالمخالفة للقواعد والقوانين المعمول بها لتحرير التجارة وإزالة العوائق الجمركية، تقوم المنظمة العربية للتنمية الإدارية  بتقديم سلسلة من البرامج التدريبية وبناء القدرات في مجال السياسات التجارية الدولية وقوانين منظمة التجارة العالمية واتفاقيات المعالجات التجارية (مكافحة الدعم والإغراق والتدابير الوقائية ) فضلا عن آليات وإجراءات تسوية المنازعات التجارية. حيث إن تلك الاتفاقيات المنصوص عليها بالاتفاقية المنشأة لمنظمة التجارة العالمية WTO  والتي بموجبها تسمح لأعضاء المنظمة بإجراء تحقيقيات بهدف التوصل لنتائج وقرارات بشأن حماية الاقتصاد القومي والصناعة المحلية من الممارسات الضارة في التجارة الدولية. 
وعليه فإن المنظمة نظمت برنامج تدريبي متقدم خلال الفترة من 25 حتى 29 مايو 2025 تحت عنوان "آلية تسوية المنازعات في اتفاقيات المعالجات التجارية لمجموعة من قيادات مكتب الأمانة الفنية لمكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية لدول مجلس التعاون الخليجي" وذلك بهدف تعزيز قدرات المحققين بقضايا مكافحة الإغراق والدعم والتدابير الوقائية في مراحل تسوية المنازعات التجارية تحت مظلة قوانين منظمة التجارة العالمية بداية من إجراءات المشاورات وحتى النواحي القانونية والفنية اللازمة عند التقدم بشكوي إلى جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية وكذا إجراءات هيئة التحكيم وهيئة الاستئناف.

 ماهي أوجه المساعدة للمتدربين في تحقيق الاستفادة من برامجكم؟

 نحن نركز على المهارات العملية والتطبيقية أكثر من العمل النظري، حيث  نحرص على تطوير المهارات الإدارية، والمالية، ومهارات الاتصال، والتخطيط الإستراتيجي، بالإضافة إلى مهارات التحول الرقمي، كما أن المنظمة تقدم أيضًا برامج دولية مثل PMP وCMA وCPA بالتعاون مع مؤسسات دولية، ونشترط اجتياز المتدرب لعدد من الاختبارات تؤهله للحصول على الشهادات المعتمدة دوليا.

حدثنا عن مشاركة المنظمة في مؤتمر الخدمة المدنية الأخير الذي عقد بالسودان الشقيق؟
 رغم الظروف السياسية، شاركت المنظمة في مؤتمر الخدمة المدنية والإصلاح الإداري، الذي عقد مؤخرا بالسودان، تحت رعاية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وحضره أكثر من 500 مشارك من وزراء ومحافظين، وكبار المسؤولين، وكان هدفنا من المشاركة دعم وحدة السودان وتعزيز خبراتنا في مجال تطوير القطاع الإداري هناك، كما إننا نعمل أيضًا مع هيئة الجمارك السودانية على برامج التحول الرقمي، وكذلك كان لنا السبق، منذ سنوات عديدة، في تدريب موظفي الدولة على رخصة قيادة الكمبيوتر.

كيف تسهمون في دعم التحول الرقمي في المنطقة؟
 التحول الرقمي يمثل أحد محاورنا الأساسية في قطاع التدريب، لدينا برامج متقدمة في هذا المجال، وسبق أن تعاونّا مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، لتنفيذ برامج تدريب عن بُعد، حيث أن التدريب عن بعد يساهم بشكل كبير ومؤثر في كسر الحواجز الجغرافية،  كذلك نقدم برامجنا التدريبة في عدة دول أوروبية وإسلامية، ونقوم بإعداد مدربين عرب لنيل شهادات دولية في هذا المجال.

 ما موقع المنظمة من المؤسسات العربية الأخرى؟
 نعمل عن قرب مع سبع وزارات عربية ضمن المجلس التنفيذي للمنظمة، كما أننا نُعدّ أحد المراكز المهنية المعتمدة من جامعة الدول العربية،  هدفنا هو تحقيق وحدة مهنية عربية، من خلال توحيد المعايير، وتبادل الخبرات، ورفع كفاءة الكوادر البشرية.

 ماذا عن رؤيتكم لمستقبل الإدارة في الوطن العربي؟
نحن نؤمن بأن الإصلاح الإداري هو مدخل رئيسي للتنمية الشاملة، ونسعى في المنظمة  لأن نكون الذراع المهنية الرئيسية في تحديث القطاع الإداري  بالدول العربية، مستقبلنا سيكون أكثر تركيزًا على التكنولوجيا، وتدريب وبناء الكوادر القيادية، وتطوير نظم الحوكمة، ونحن ندرس التاريخ لنصنع مستقبلًا إداريًا مهنيًا متميزًا في العالم العربي.


محرر بوابة الأهرام خلال حواره مع الأستاذ طارق سالم البقلي المشرف العام على قطاعات التدريب بالمنظمةمحرر بوابة الأهرام خلال حواره مع الأستاذ طارق سالم البقلي المشرف العام على قطاعات التدريب بالمنظمة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة