ذاعت شهرة الطبيب المصري فى العالم القديم أجمع حتى تحولت مصر إلى قبلة لدراسة الطب فى العالم أجمع، بينما صارت عملياتهم الجراحية فى وقتنا الحالي حديثا لوكالات الأنباء والمواقع البحثية، مثل إجراء العمليات الجراحية فى الدماغ، التى تناولتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حيث تقوم على إحداث ثقب في الجمجمة لتقليص حجم الأورام الموجودة فيه والضغط على الدماغ.
موضوعات مقترحة
وقالت الدراسة إن المرضى الذين يخضعون لهذه العملية الجراحية التي تسمى "قطع القحف المخفف للضغط"، لديهم الفرصة في البقاء أكثر على قيد الحياة بمقدار الخمس مقارنة بأولئك الذين اعتمدوا على الأدوية فقط.
وتعتمد الطريقة على العلاج فى حالات، الاصطدام والسقوط، وعندما يصاب الدماغ، تتجمع السوائل داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى حدوث ضغط يمكن أن يحد من تدفق الدم، وهذا مما يؤدي بدوره إلى انتشار الموت بين خلايا الدماغ، وعليه يفقد الإنسان الذاكرة ويصيبه الشلل وربما يفقد حياته.
وأكدت الدراسة أنه غالبا ما يجري معالجة هذه المشكلة عبر الأدوية، لكن إذا لم تفلح في حلها، يلجأ الأطباء إلى جراحة فتح ثقب في الجمجمة لتصريف السوائل الزائدة مثلما كان يفعل المصريين القدماء.
عمليات جراحية دقيقة في العيون والدماغ.. صفحة من صفحات النبوغ الطبي فى مصر القديمة
جراحات العيون
تخطت بردية إيبرس كل البرديات المصرية القديمة وذلك فيما يتعلق بالأهمية وثراء المحتوى والكمال والإتقان حيث تعد هذه البردية الأروع كتابة والأفضل حظا من بين كل البرديات الطبية، وقد حمل أطباء العيون الكثير من الألقاب منها طبيب العيون وطبيب العيون الخاص بالقصر أو المشرف على الإبصار فى القصر، وقد برع المصريون القدماء فى الطب وفى أفرعه، فمنهم من تخصص فى علاج العيون، ومنهم من تخصص فى علاج الأسنان، ومنهم من تخصص فى علاج الباطنة، ومنهم من تخصص فى علاج الأمراض التناسلية، ومنهم من تخصص فى علاج أمراض النساء، ومنهم من تخصص فى علاج الرأس وغيرها، وقد ظهر التخصص الطبي منذ عصر بناة الأهرام.
وجمع الأثريون قائمة بــ 82 طببا فى تخصصات متنوعة منهم رؤساء الأطباء الذين كانوا يشرفون على الأطباء الصغار، ومنهم أطباء السراي، ومن أشهر الأطباء الطبيب بسماتيك ومقبرته فى سقارة، والطبيب نبثو ومقبرته فى تل العمارنة ، وقد كان لطائفة من الكهنة يطلق عليهم طائفة سخمت تخصصوا فى جراحة العيون.
وقد جاء فى قرطاس إيبرس الطبي أن أي طبيب أو كاهن سخمت أى طبيب نفساني يضع يديه على رأس المريض أو على مؤخرة رأسه، فأنه بذلك يفحص القلب، ولم تكن طريقة وضع اليد على الرأس لاستشعار المرض هى المتبعة فقد كانوا يضعون اليد على النبض فى اليد حيث يقول نص فى أحد البرديات:"أنا كنت كاهن سخمت قويا وماهرا فى المهنة أضع يدي على المريض فأتعرف على المرض كنت ماهرا بيدي".
عمليات جراحية دقيقة في العيون والدماغ.. صفحة من صفحات النبوغ الطبي فى مصر القديمة
ويقول الدكتور محمود المحمدى عبد الهادي فى دراسته التى تنشر بعض مقتطفات منها "بوابة الأهرام"، إن مهمات الطبيب المصري فى علاج أمراض العيون فى ضوء بردية إيبرس إن المصري القديم استخدم العسل فى كثير من الماهم والدهانات وذلك للوصول إلى درجة الكثافة اللازمة وربما يجع إلى دور العسل فى إبادة الجراثيم علاوة أن المصري القديم كان يعتقد أن العسل أكثر مقدرة لطرد الأرواح الشريرة والشياطين.
وبالنسبة للعمليات الجراحية قلم تظهر أى رسومات تدل على أن المصري استخدم عملية الكتاراكت إلا إنه كان يتم إزالة الشعر الزائد فى العينين بالملاقط كما تم التعرف على عمليات جراحية لبعض الجروح الغائرة فوق الحاجبين.
ظهرت براعة الجراح المصري فى إزالة الخراج من العين واستخدم فى هذا الصنوبر ونخاع أسنان الحمار المطحونة والحنظل والكحل الأسود، حيث كان يتم وضعهم على جفون العين للترطيب والعمل على تلطيف درجة حرارة العين وإزالة الخراج.
ولعلاج ذرف الدموع باستمرار كان يتم استخدام الكاكا والعسل والخروع بينما كان مرض اعتام القرنية أحد الأمراض التى أثارت همة ونشاط أطباء العيون حيث استخدموا عسول القشدة واللبن وكان مرض الكتاراكت صعود الماء فى العين ومرض ملازمة الظفرة الشحمية بالمرض السهل لذا استخدموا كمادات من دهن الأوز، ومارة السمك ومزيج الأزورد واللبن والبخور ووث التماسيح وللأسف لم يكن لهذه العلاجات أثر فعال.
عمليات جراحية دقيقة في العيون والدماغ.. صفحة من صفحات النبوغ الطبي فى مصر القديمة
بدورها تقول الدكتورة رنا التونسي، باحثة دكتوراه بقسم الآثار جامعة طنطا، إن إصابة العين بالأجسام الغريبة مذكور فى مصر القديمة بأسم"txn"، أو "txn m irt"، وهو يعتبر من أكثرالإصابات الخاصة بالعين شيوعا قديما وحديثا، وكان هناك سعى دائم لإستخراج الأجسام الغريبة التى تلتصق بالعين.
وتضيف التونسي، أنها نقشت على جدران مقبرة إيبوى (TT217)، حالة تعانى من هذه المشكلة حيث صور طبيب منهمك في العناية بعين أحد الأشخاص محاولا استخراج جسم غريب تحت الجفن، أو أنه يضع قطرة يقطرها الطبيب في عين المًصاب مُستعينُا بقطارة طويلة، وإلى جانبه صندوق صغير ربما يحتوى على الأدوات والقطرات ووعاء ربما كان مخصصاً لإذابة المساحيق.
وقد ذكر هذا المرض وعلاجه ببردية "إيبرس" وقدمت حلولاً لعلاجها عن طريق: خروب، وعسل ويطحن الجميع جيداً ويستخدم كضمادات فوق العين.
عمليات جراحية دقيقة في العيون والدماغ.. صفحة من صفحات النبوغ الطبي فى مصر القديمة