أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المعارض المؤقتة للآثار المصرية في الخارج تمثل جسورًا حضارية حيوية تفتح أمام شعوب العالم نافذة لاستكشاف عظمة وثراء الحضارة المصرية القديمة، لافتا إلى أن هذه الفعاليات تلعب دورًا محوريًا في التقريب بين الثقافات، من خلال التقدير المشترك للإرث الإنساني الذي يجمع شعوب الأرض.
موضوعات مقترحة
وأوضح "إسماعيل" أن المعرض المرتقب "كنوز الفراعنة"، والذي يُقام في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من أكتوبر 2025 حتى مايو 2026، يُعد ثاني أكبر معرض تستضيفه إيطاليا للآثار المصرية منذ أكثر من عقدين، مشيرًا إلى أن آخر معرض بهذا الحجم أقيم في مدينة البندقية عام 2002 وركّز آنذاك على ملوك الدولة الحديثة.
وأضاف أن المعرض يضم 130 قطعة أثرية منتقاة بعناية فائقة من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر، لتروي قصة تطور الحضارة المصرية من زوايا متعددة، تشمل الملكية، المعتقدات، الحياة اليومية، الطقوس الجنائزية، والعالم الآخر، مما يوفّر للزائرين تجربة غنية ومتكاملة تُبرز ملامح العمق الثقافي المصري.
وفي هذا السياق، شدد الأمين العام على الدور المستمر لمتحف التحرير، مشيرًا إلى أن اختيار أغلب القطع المعروضة من مقتنياته يعكس المكانة الراسخة للمتحف كمركز أساسي للمعرفة والتراث، ولا سيما مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير. وأكد أن متحف التحرير لا يزال يحتفظ بقيمته التاريخية والبحثية، ويواصل أداء رسالته التثقيفية رغم التحولات المؤسسية الكبيرة التي تشهدها منظومة المتاحف المصرية.
كما أشار إلى أن المتحف يخضع حاليًا لأعمال تطوير شاملة في قاعاته وسيناريو العرض المتحفي، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وخمسة من أهم المتاحف الأوروبية، من بينها المتحف المصري في تورينو، وذلك بهدف الحفاظ على طابعه التاريخي وتعزيز تجربة الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأكد أن المتحف المصري بالتحرير، منذ افتتاحه عام 1902، لا يزال أحد أبرز المعالم الثقافية في العالم، ومقصدًا رئيسيًا للزوار والباحثين المهتمين بالحضارة المصرية القديمة، ما يجعله ركيزة ثابتة في الهوية الثقافية المصرية.