بين ماكينة الخياطة والقماش.. قصة نجاح "سارة" صانعة الشنط في دمياط | صور

29-5-2025 | 12:05
بين ماكينة الخياطة والقماش قصة نجاح  سارة  صانعة الشنط في دمياط | صور بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح سارة صانعة الشنط في دمياط
دمياط حلمي السيد حسن

بين ماكينة الخياطة، وبكر الخيط، ولفات القماش، ولدت قصة نجاح حقيقية، عنوانها الإصرار، وبطلتها شابة لم تكن تعرف الخياطة، فصارت تصنع من الخامة شنطة ومن الشنطة مشروعًا ومن المشروع حلمًا، تنتظر من يؤمن بها، لتُكمل الطريق.

موضوعات مقترحة

«مكنتش أعرف ألضم الإبرة»... بهذه الجملة تبدأ سارة عبد الرازق حكايتها، سارة واحدة من نساء محافظة دمياط اللاتي تحوّلن من الهواية إلى الحرفة، ومن الصدفة إلى مشروع، حتى أصبحت مثالًا يُحتذى به في الطموح والمثابرة.

في صالون شقتها المتواضعة، الذي لم يعد مكانًا للضيافة بل تحول إلى ورشة صغيرة، تُنجز سارة شنطها قطعة قطعة، بعناية توازي إتقان المصانع، وبروح لا تُشترى. تقول: «من ٣ سنين، لقيت حتة قماش في البيت، قولت أعملها شنطة لأمي، ومن هنا بدأت الحكاية».

كانت تلك الحقيبة الأولى بسيطة، مصنوعة من بقايا قماش، لكنها أثارت إعجاب كل من رآها، انتقلت من يد أمها إلى قريباتها ثم زميلاتها، وبدأ الطلب يتزايد، «ماكنتش أعرف حاجة، كل حاجة علمتها لنفسي، قعدت أشوف فيديوهات على الإنترنت، واسأل واجرب».

تتابع: «اللي شاف الشنطة قال ما شاء الله، شكلها شيك ومفيهاش حاجة تقول إنها مش ماركة، حتى من جوه، الفينيش كان أحسن من الجاهز»، منذ ذلك الوقت، بات شغفها هو تصميم الحقائب وتنفيذها، تصحو كل يوم على فكرة، وتنام على تفاصيل قطعة جديدة.

الخامات المستوردة

تعمل سارة بالخياطة العادية، لكن خاماتها ليست عادية، فهي لا تستخدم الأقمشة الشعبية، بل تحرص على انتقاء خامات مستوردة: «الناس بتقول لي إن شنطك بتعيش، وإنها مختلفة عن السوق عشان الخامة والفينيش. وده اللي بيفرقني».

الجلد الصناعي

تستخدم الجلد الصناعي، القماش المبطن، الإسفنج، والإكسسوارات المستوردة، وتُراعي الدقة في كل تفصيلة: «زمان كنت بعمل الايد قماش، دلوقتي بطورها بإكسسوارات ومعدن، كل ما اتعلم حاجة جديدة، بطبقها».

الشنط التي تصنعها ليست مجرد شكل، بل عملية ومناسبة للطالبات، والأمهات، والبنات اللي «بيحبوا يخرجوا بشنطة شكلها شيك وسعرها معقول» أسعارها تبدأ من 130 جنيهًا، وقد تصل لأكثر من ذلك حسب نوع الجلد والتفصيل.

"سارة" لا تصنع نسخة واحدة، بل تبتكر تصميمات بحسب مزاجها، على حد تعبيرها: «في تصميمات بتطلع كده معايا فجأة، وبحب أزود جيوب وأفكار مختلفة، عشان تبقى عملية أكتر». وتستطرد ضاحكة: « واحدة من إسبانيا قالت لي إنها اشترت شنطة بـ200 جنيه وتقطعت من أول مرة، لكن شنطي متينة وبتعيش».

في كل قطعة، تحرص سارة على جودة الخياطة، وتبطين الحقيبة بالإسفنج لتحتفظ بشكلها، وتضيف: «كل شنطة بتاخد معايا حوالي نص ساعة شغل مركز، بعد ما أخلص شغل البيت وأقعد أتفرغ».

عقبة التسويق

لكن رغم النجاح، تظل العقبة الكبرى أمام سارة هي التسويق، فهي حتى اليوم تعتمد على الدائرة القريبة منها في بيع الشنط: «أنا بشتغل واشتغل، بس مش بعرف أسوّق، مش عارفة أفتح صفحة محترفة، ولا أوصل لناس أكتر، محتاجة دعم».

حلم سارة لا يتوقف عند إنتاج الشنط في بيتها، بل تتمنى إطلاق براند يحمل اسمها: «نفسي أفتح براند اسمه «Sora Store»، ويكون ليا ورشة كبيرة، وتشغل ستات معايا، ونعلم اللي حابب يتعلم، ونعتمد على نفسنا بدل ما نستورد من بره».

ترى سارة أن كل شيء يُصنع باليد يحمل طابعًا خاصًا، طعمًا مختلفًا لا يشبه المصانع، وتقول: «أنا دلوقتي بقيت أعمل كل حاجة بنفسي، مش بشتري شنط، وكل ما أشوف بنت لابسة شنطة من شغلي، بحس بفخر، مش علشان أنا اللي عملتها، لكن علشان دي شنطة مصرية دمياطية».

حلم التصدير

إيمانها العميق بالصناعة المحلية يدفعها إلى الحلم بالتصدير، لا الاكتفاء بالمحافظات، وتحلم أن يكون لها مكان في السوق العالمية: «بشوف الشنط البراندات وبتفرج على الأسعار، وبتحداني إني أعمل زيهم وأحسن، نفسي نوقف الاستيراد ونكفي بلدنا».

ما يميز سارة أنها لا تحتفظ بسر الصنعة، بل تتمنى أن تُعلم غيرها: «نفسي أعلم البنات، أي واحدة حابة تشتغل، نفسي أفتح مكان صغير نشتغل فيه سوا. الحرفة رزق، وكل ست تقدر تبدأ من بيتها».

 


 بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح  سارة  صانعة الشنط في دمياط بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح سارة صانعة الشنط في دمياط

 بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح  سارة  صانعة الشنط في دمياط بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح سارة صانعة الشنط في دمياط

 بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح  سارة  صانعة الشنط في دمياط بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح سارة صانعة الشنط في دمياط

 بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح  سارة  صانعة الشنط في دمياط بين ماكينة الخياطة وبكر الخيط والقماش ولدت قصة نجاح سارة صانعة الشنط في دمياط
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: