موسم استثنائي في المشكلات والأزمات

29-5-2025 | 14:38
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

لا تستحق الكرة المصرية بتاريخها وانتصاراتها ونجومها الكبار عبر تاريخها الطويل كل هذا الذى يحدث لها من المسئولين والقائمين عليها.. والذين من المفترض أنهم من يعوَّل عليهم مهمة تطوير صناعة كرة القدم في مصر.. لكن يبدو أن كواليس تلك الصناعة تحمل في خلفيتها حروبًا وأزمات ومصالح شخصية تؤدي إلى تراجعها وتوقف حركتها عن الدوران..

موسم استثنائي شهدته الكرة المصرية تم فرضه علي أنديتها تحت شعار الإنقاذ وتصحيح المسار.. لكن يبدو أن وصف استثنائي لم يكن في شكل المسابقة وطريقتها فقط.. ولكن في أشياء أخرى كثيرة أصابت المنظومة بالخلل.. هذا الاستثناء عاد على المسابقة بنظام فاشل في إدارتها وجدول مباريات دار حوله الجدل وأطاح بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.. وأثّر على شكل العلاقة بين أطراف المنظومة، اتحاد الكرة والرابطة الذى نشأ بينهما صراع في إثبات الذات ومحاولة إضعاف الطرف الآخر بافتعال الأزمات.. فوقعت الكرة المصرية ضحية للصراعات التي نتج عنها قرار تاريخي فاشل بإلغاء الهبوط.

موسم استثنائي شهد العديد من القرارات والعقوبات غير العادلة.. التي خلّفت وراءها كمًا غريبًا من الاعتراضات والبيانات.. فلم يمر أسبوع واحد على المسابقة بدون تظلمات ومواءمات ليصبح ما يميز الموسم وصفه بموسم الترضيات.

مجالس كثيرة تعاقبت على حُكم الجبلاية وشهدت فتراتها خلافات وانقسامات بين عدد من الأعضاء ورؤساء اللجان.. لكن الأمور في قمة ذروتها لم تصل في يوم من الأيام إلى ما وصلت إليه الآن من انقسامات بين أطراف إدارة المنظومة.. الذين كان من المفروض أن وجودهم ككيانات منفصلة يصب في مصلحة الكرة المصرية.. لكن ما حدث كان العكس.. فشهدت المسابقة في عهدهم ما لم تشهده على مدار أكثر من مائة عام..

ويكفي التهديد بإيقاف النشاط بسبب قرار مباراة القمة وإحالة ملف حسم الدوري إلى المحكمة الدولية دليلاً على ما وصلت إليه الكرة في مصر من تراجع وتخبط يكفي لإصدار قرار بسحب الثقة من مجلس إدارة الرابطة والاتحاد.

ورغم أن الكرة المصرية تعيش أسوأ أيامها على الإطلاق ويترقب الجميع مصير مستقبلها.. وشبح إيقاف النشاط يهددها.. جاءت الصدمة بقرار الرابطة بإلغاء الهبوط.. وهو قرار لا يجب النظر إليه بشكل عاطفي لإنقاذ الأندية الشعبية والجماهيرية.. التي لها في قلوبنا جميعًا مكانة وذكريات من الصعب نسيانها.. بالإضافة إلى ما تمثله من رمزية عند كثير من سكان محافظات مصر ومدنها.. لكن تطوير الكرة ومستقبلها لا يخدمه قرار إلغاء الهبوط وزيادة أعداد فرق الدوري لتصل إلى 21 فريقًا في الموسم الجديد.. وما يحمله الأمر من كارثة في التنظيم تهدد مستقبل المسابقة بالإلغاء.. خاصة أن الموسم المقبل سيشهد أجندة دولية مزدحمة ومليئة بالتوقفات سواء للأندية أو المنتخبات.. أضف إلى ذلك أن زيادة عدد فرق الدوري سيؤدي إلى ضعف القيمة التسويقية وعوائد الأندية.. وبدلاً من تقسيم كعكة الإعلانات على 18 ناديًا ستزيد لتشمل باقي الأندية الصاعدة.

والغريب أنه بينما الكل يترقب معركة الصراع على اللقب وزيادة عدد أندية المسابقة.. يخرج اتحاد الكرة ليعلن تولى مهمة منتخب مصر الثاني الذي سيشارك في بطولة كأس العرب بقطر في ديسمبر المقبل للمدرب الكبير حلمي طولان عضو اللجنة الفنية بالاتحاد.. المكلّفة بالتخطيط لمستقبل الكرة المصرية في السنوات المقبلة ضمن نخبة من النجوم الكبار على رأسهم اثنان من العظماء علي أبوجريشة والمعلم حسن شحاتة.. اختيار تأخّر كثيرًا لمدرب بحجم وقيمة حلمي طولان.. لكن الظروف والتوقيت يضعان الأمور في إطار غاية من السوء في ظل انتقادات سابقة وجهها طولان لحسام حسن المدير الفنى لمنتخب مصر.. وكانت مثار جدل وخلافات كبيرة.. وهو أمر يعكس مستقبل العلاقة بين الطرفين في التعامل بينهما.. سواء لاختيار اللاعبين أو للتنسيق في المواعيد.. والغريب أن اختيار الجهاز الفنى للمنتخب الثانى لم يتوقف عند حدود اسم حلمى طولان.. ولكن امتدّ ليشمل اثنين تدور حول علاقتهما بالتوأمين حسام وإبراهيم حسن الكثير من علامات الاستفهام.. وهما أحمد حسن مدير المنتخب وعصام الحضرى مدرب الحراس.

أعتقد أن اختيار الجهاز الفني لمنتخب مصر الثاني بقيادة طولان.. جاء ليؤكد صدق ما يدور في الكواليس داخل أروقة اتحاد الكرة من صراعات بين رئيس الاتحاد والتوأمين.. وهو صراع للأسف لا يبشّر بالخير لمستقبل نتائج المنتخبات ولا لتطوير منظومة الكرة في مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة