مقترح ينشر الآمان بين الناس

29-5-2025 | 16:02

عطفًا على مقالنا السابق؛ وفي سياق طرح رؤى من شأنها سيادة الشعور بالأمان بين الناس؛ لما له من آثار إيجابية لتنمية الروح البناءة؛ وما يشمل ذلك من نتائج متوقعة على القضاء على مظاهر السلبية والبلطجة، كما نأمل جميعًا.

أشرنا في سابق الحديث عن قدرات وزارة الداخلية الوصول لمرتكبي بعض الجرائم ممن ظهر لهم فيديو يصوِّر جريمتهم؛ والأمثلة كثيرة منها الفتى الذي اعتدى على فتى آخر بعصا غليظة مؤخرًا، وآخرون يصعب حصرهم.

المهم الوصول لهم والقبض عليهم ووضعهم بين يدي العدالة كما يجب أن يكون.

جديد حديثنا اليوم؛ نشر وجود كاميرات في كل النقاط العامة في مصر كعنصر أمني مهم للغاية؛ بمعنى تثبيت كاميرات أمام المحال المختلفة وكذلك أمام البيوت والمنازل تغطي المساحة اللازمة للطرق العامة؛ ولو تمكنّا من إقناع الأماكن الخاصة مثل التجمعات السكنية بوجود كاميرات مراقبة لحماية ممتلكاتهم؛ كما أرى أنها موجودة لدى القطاع الأكبر منهم.

هكذا تكون هناك مساحة تغطية أكبر وأوسع لبقاع كبيرة جدًّا من مصر؛ مع ضرورة توافرها بتقنيات تسمح بالرجوع للكاميرات فترة مسبقة لا تقل عن شهر مثلًا؛ أو حسب ما يكون جيدًا أمنيًّا؛ حتى يتسنى العودة حالة وجود خرق للقانون؛ كانت نتيجته وقوع ضرر ما على أحد المواطنين. وقتها يمكن التعامل مع الموقف بشكل احترافي وقانوني فعال يمسك بالمعتدي متلبسًا.

نشر الفكرة إعلاميًّا ودراستها تشريعيًّا وقانونيًّا؛ بشكل يحمي الحياة الخاصة؛ مع النظر لأولوية الحفاظ على أمن الناس وأمانهم؛ كضرورة قصوى؛ قد يؤدي ذلك لتسريع وضع الآلية المناسبة من كافة الزوايا الاجتماعية والأمنية.

وما يمكن أن تفعله تلك الكاميرات التي تراقب المساحات العامة لحماية الناس؛ يمكن أن تؤدي كاميرات أجهزة الرادار دورًا لا يقل أهمية عنه؛ فكما يعلم الكثيرون؛ تلك الكاميرات تسجل وتصور مئات الصور والأحداث لمئات السيارات في الثانية الواحدة؛ ذلك وقت الذروة الشديدة والكثافة المرورية الأكبر.

ونعلم أنها مخصصة لمراقبة السرعات القانونية وتجاوزها؛ وكذلك القيادة بدون حزام الأمان؛ والتحدث في الهاتف المحمول؛ ودون ذلك من مخالفات تُرى ولكن لا يتخذ معها المسئولون أي إجراء.

لذلك أتمنى اتخاذ كل ما يلزم لمنع حوادث أحيانًا تكون قاتلة؛ وكما نعلم السرعة أحد الأسباب الرئيسية لها؛ ولكن هناك أسباب أخرى؛ مثل حدوث سباقات للسرعة برعونة؛ قد تبدو أمام الكاميرات شيئًا عاديًّا؛ لكن الحقيقة غير ذلك؛ فهناك قيادة ثعبانية مدمرة للمحيطين تتسبب في موت محقق أحيانًا؛ وهناك عدم التزام بالحارات المرورية؛ كما أن هناك تجاوزًا للسيارات بدون إعطاء تنبيه ضوئي "استخدام إشارة السيارات"، وتلك باتت عادة مميتة بكل صدق، حينما ترى شخصًا يأخذ مسارًا مغايرًا لمساره فجأة دون سابق إنذار غير عابئ بمن يسير خلفه أو بجانبه.

النقطة التي أختم بها؛ وجود وسيلة ما يعرف من خلالها المواطن كل جديد للداخلية؛ أعلم أن لهم صفحات رسمية على وسائل التواصل؛ ولكنها لا تكفي للتواصل مع هذا العدد الضخم جدًّا من المواطنين.

لذلك أقترح إنشاء إذاعة تبث من خلالها الداخلية أخبارها الجديدة وهي متصلة لا تنقطع على مدار اليوم؛ كما تُعنى بنشر كل ما يهم المواطن من أخبار للمرور وما شابه. ويمكن من خلالها التواصل مع المواطنين؛ لاستقبال مكالماتهم والتعامل معها بما يلزم من جدية قد تنقذ مواطنين أو تساعدهم على حل مشكلة لا يمكن الانتظار على حلها.

وفي الأسبوع القادم نكمل إن شاء الله.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة