في 30 مايو من كل عام، يحيي العالم "اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي المتعدد" (MS)، بهدف زيادة الوعي بهذا المرض المزمن الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على حياة أكثر من 2.8 مليون شخص حول العالم.
موضوعات مقترحة
تأتي هذه المناسبة هذا العام تحت شعار " معًا نستكشف التصلب المتعدد "، وهو جزء من حملة عالمية تهدف إلى تعزيز التضامن والدعم بين المصابين، وتمكينهم من التعبير عن احتياجاتهم، ومطالبة الحكومات بتحسين الرعاية والخدمات الصحية.
ما هو التصلب اللويحي المتعدد؟
التصلب اللويحي المتعدد أو التصلب العصبي، هو مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي غلاف الميالين الذي يغلف الألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى اضطراب في نقل الإشارات العصبية. تختلف أعراض المرض من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما تشمل التعب المزمن، فقدان التوازن، مشاكل في الرؤية، وصعوبات في الحركة أو النطق.
ورغم أن المرض غير معدٍ ولا مميت بحد ذاته، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض وقدرته على العمل والاستقلالية.
اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد
قصص خلف الأرقام
تقول "منى محمود"، شابة في الثلاثينات من عمرها، إنها بدأت رحلتها مع المرض قبل خمس سنوات، حين شعرت بخدر في جانب وجهها. وبعد سلسلة طويلة من الفحوصات، جاء التشخيص: "تصلب لويحي متعدد"، فكان التشخيص صادمًا. شعرت أن مستقبلي توقف فجأة. لكني الآن أقف لأقول: المرض ليس نهاية، بل بداية تحدٍ جديد، تضيف منى بابتسامة قوية.
"منى" ليست وحدها، فهناك آلاف المرضى في مصر والعالم العربي يعانون من هذا المرض وسط نقص الوعي المجتمعي، وتأخر التشخيص، وارتفاع تكلفة العلاج.
اقرأ أيضا:
حسام موافي: لا يوجد علاج نهائي لالتهاب الأعصاب لدى مرضى السكري
علاقة التهاب العصب الحائر بانخفاض الضغط.. الأعراض والأسباب وعلاج العصب الحائر
تحديات ومطالب
بحسب الإحصائيات غير الرسمية، يقدّر عدد المصابين بالتصلب اللويحي في مصر بنحو 60 ألف شخص، في ظل غياب قاعدة بيانات وطنية دقيقة، مما يصعّب على الجهات الصحية تقديم خطط فعّالة للعلاج والدعم.
وفي هذا السياق، تطالب الجمعيات المعنية مثل جمعية أصدقاء مرضى التصلب المتعدد بضرورة توفير أدوية حديثة ضمن منظومة التأمين الصحي، وتدريب الكوادر الطبية على تشخيص المرض في مراحله المبكرة.
اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد
الأمل في العلم والدعم
رغم عدم وجود علاج شافٍ للتصلب اللويحي حتى الآن، إلا أن التقدم الطبي أحرز خطوات مهمة في السيطرة على المرض والحد من تطوره. كما أن الدعم النفسي والاجتماعي يشكّل عنصرًا أساسيًا في تحسين حياة المرضى. ويقول الدكتور أحمد حسن، أستاذ طب المخ و الأعصاب، أن الاكتشاف المبكر والعلاج المناسب قد يغيّر مجرى المرض تمامًا. لكن الأهم من ذلك هو بناء بيئة داعمة للمرضى، خالية من الوصم والجهل.