ينذر بأزمة تموينية.. التغير المناخي يهدد واردات الاتحاد الأوروبي من الكاكاو والأرز

28-5-2025 | 12:47
ينذر بأزمة تموينية التغير المناخي يهدد واردات الاتحاد الأوروبي من الكاكاو والأرزالتغير المناخي
أ ش أ

حذرت دراسة بريطانية، اليوم الأربعاء، من أن المتاجر الأوروبية قد تشهد نقصًا متزايدًا في مواد غذائية رئيسية بفعل تصاعد آثار تغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي في الدول المصدرة إلى التكتل الأوروبي، ما ينذر بأزمة تموينية تلوح في الأفق.

موضوعات مقترحة

وشملت الدراسة التي نفذتها شركة الاستشارات البريطانية "فورسايت ترانزيشنز"، السلع الغذائية الرئيسية التي تستوردها أوروبا بكثافة، وهي الكاكاو، والذرة، والأرز، والقمح، وحبوب القهوة، وفول الصويا.

وكشفت أن أكثر من نصف هذه الواردات، تأتي من دول تعاني من هشاشة مناخية شديدة ولا تمتلك الإمكانات اللازمة للتكيف مع الصدمات البيئية.

من جانبها، قالت الكاتبة كاميلا هايسلوب، في الدراسة التي نقلتها إذاعة فرنسا الدولية، إن هذه التهديدات لم تعد افتراضية، بل هي واقع ملموس ينعكس سلبًا على الأعمال والوظائف وتوفر الغذاء وأسعاره بالنسبة للمستهلكين"..وأضافت "الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم".

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر مستهلك ومنتج ومصدر للشكولاتة في العالم، إلا أن معظم وارداته من الكاكاو تأتي من خمس دول هي: كوت ديفوار، وغانا، و الكاميرون، ونيجيريا، إضافة إلى الإكوادور، وهذه الدول جميعها تواجه ضغوطًا بيئية متصاعدة.

وأضافت هايسلوب: "تتفاقم آثار المناخ بفعل تدهور التنوع البيولوجي، ما يجعل النظم البيئية والمزارع أقل قدرة على مقاومة الصدمات، فالمزارع التي تفتقر إلى التنوع البيولوجي تصبح أكثر عرضة للأمراض، التي غالبًا ما تنتج بسبب هذا التدهور البيئي."

وأشارت إلى أن هذه الضغوط المزدوجة ساهمت في رفع القيمة الإجمالية لواردات الغذاء الأوروبية بنسبة 41% العام الماضي.

وتشير الدراسة إلى تعرّض باكستان- وهي من كبار مصدّري الأرز إلى أوروبا- لخسارة 80% من محصولها في عام 2022، بسبب فيضانات مدمرة، بينما شهدت فرنسا والمملكة المتحدة في 2023 تراجعًا في محاصيل القمح بسبب الأمطار الغزيرة، كما ألحقت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا الشرقية أضرارًا جسيمة بمحاصيل الذرة.

ورغم هذه الانتكاسات المناخية، فإن اعتماد أوروبا على الغذاء المستورد لا يزال في ازدياد، حيث ضاعفت وارداتها من الذرة خلال العقد الماضي.

وتأتي هذه الدراسة في سياق تزايد التحذيرات الدولية من تأثيرات تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي على الأمن الغذائي العالمي، لا سيما في أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على استيراد سلع زراعية من دول تواجه هشاشة مناخية متزايدة.

وتشير تقارير منظمات دولية مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، إلى أن ارتفاع وتيرة الظواهر المناخية القصوى كالجفاف والفيضانات يهدد استقرار سلاسل التوريد، خصوصًا للسلع القادمة من غرب إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية.

كما يحذر خبراء البيئة من أن تدهور التنوع البيولوجي في المناطق الزراعية يقلل من قدرة النظم البيئية على مقاومة الأمراض والصدمات، مما يضاعف من هشاشة إنتاج الغذاء.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: