أبي الوحيد الذي دعمني رغم أن الجميع اتهمني بالجنون
موضوعات مقترحة
في بدايتي لم أجد مصنعًا أو ورشة تقبلني.. فقط لأنني فتاة
أقف لساعات أمام فرن ضخم لأشكل قطعة زجاج واحدة يدويًا... بينما المصانع تنتج ١٠٠ قطعة في نفس الوقت
حاربت للحفاظ علي مهنة يدوية بسيطة.. وأصبحت لدي شركة كبيرة
أفروديت السيسي سيدة مصرية قادها شغفها لاختيار مهنة أقل ما توصف به أنها مهنة شاقة بل ونادرة أوشكت علي الانقراض، وهي تشكيل الزجاج الحر يدويًا، وهو مجال اقتصر العمل فيه علي الرجال لسنوات طويلة، فمن يستطيع الوقوف أمام افران ضخمة حامية مشتعلة بالساعات ليصهر قطع الزجاج المكسور ليشكل منه أداة أو تحفة بطريقة النفخ، أفروديت تحدت تفاصيل كثيرة ودرست وطورت من تلك المهنة اليدوية البسيطة لتحقق نجاحات كبيرة فيها.
اعمال أفروديت السيسي
اعمال أفروديت السيسي
منذ متي بدأ شغفك بعالم تشكيل الزجاج اليدوي؟
أثناء دراستي الجامعية عندما التحقت بكلية الفنون التطبيقية جذبني قسم الزجاج من بين 14 قسما، و الحقيقة شعرت بجمال وأصالة في تلك الصناعة التي تعكس مهارات وقدرات الفنانين العاملين بها ورغم صعوبتها الشديدة والكل اتهمني وقتها بالجنون من زملائي واصدقائي حتي عائلتي وتسألوا لما هذا التخصص النادر الصعب الذي أوشك علي الانقراض و كيف ساعمل فيه وهو منحصر علي الرجال فقط هذا غير أن المصانع والتكنولوجيا الحديثة أنهت صناعة يدوية كتشكيل الزجاج الحر فما الذي سأحققه بعد التخرج ولكنني صممت علي اختياري وشغفي لأصبح أول امرأة تعمل في هذا المجال وليصبح لدي شركة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط في تصنيع الزجاج و أصدر للعديد من دول العالم وأصبح لدي اسم تجاري انافس به شركات كبري.
اعمال أفروديت السيسي
اعمال أفروديت السيسي
ما الصعوبات التي واجهتك في العمل في هذه الحرفة لتحققي ما وصلتي إليه؟
بعد التخرج لم أجد فرصة للعمل في مجال الزجاج شغفي الذي درسته وتخصصت فيه لسنوات واجهتني صعوبات كبيرة في الالتحاق بأي فرصة عمل بحجة أنها مهنة رجالي وأنها عمليا صعبة علي الفتيات وأن وجودي وسط عشرات العمال مسألة غير مقبولة و قيل حرفيا: "البنات ما بتتعلمش الشغلانة دي وما بتنجحش فيها ازاي بنت وعايزه تقفي أمام افران الزجاج"، كل ما أتيح لي حينها أن أعمل موظفة أو إدارية في تلك الشركات والمصانع، حاولت كثيرا التغلب علي هذا الرفض لحرصي علي اكتساب مهارة عملية من أرض الواقع في تشكيل الزجاج إضافة لما تعلمته ولكنني فشلت لا الورش الصغيرة ولا المصانع الكبيرة تقبلت وجودي وهو ما أصابني بالاحباط الشديد ولكنني لم أيأس وقررت السفر للخارج لاستكمال ما بدأت فيه فلن أسمح لظروف المجتمع بوأد حلمي وشغفي وسافرت بحثا عن مكان يعطيني فرصة للتدريب وللعمل ولإستكمال دراستي النظرية لأطور من تلك الحرفة وافهمها بشكل جيد.
اعمال أفروديت السيسي
كيف دعم سفرك للخارج حينها حلمك؟
الحقيقة في هذه المرحلة دعمني والدي جدا دعما ماديا ومعنويا وشجعني علي تحقيق حلمي والسعي وراءه رغم أن كل المحيطين كانوا يرون في هذا الشغف وهم يجرني إلي ولا شيء ولكنني لم اسمع لأي شخص وسافرت بحثا عن مدارس وأكاديميات متخصصة ومرموقة في تشكيل الزجاج وبالفعل التحقت باكثر من مكان تعليمي في ايطاليا والمانيا ولفترة أخري في الولايات المتحدة الأمريكية تتلمذت علي أيدي فنانين ومصنعين كبار تشكيل زجاج وتصنيع الزجاج والنفخ اليدوي درست وتدربت وتعلمت وحصلت علي فرص كبيرة في الوقوف أمام أفران ضخمة وطبقت ما درسته في كليتي واستطاعت الحصول على خبرات كبيرة نظرية وعملية لفن عظيم عريق تراثي اسمه تشكيل الزجاج، ورغم أن لمصر الريادة في تلك الحرفة والصنعة اليدوية ومصر هي الدولة الأولي في اكتشاف تلك الصناعة ولدينا في منطقة تل العمارنة أول فرن زجاجي لكن مع الاسف قصة الزجاج توقفت واختفت لكن لا تتخيلوا حجم التطور الذي شهدته تلك الصناعة في الخارج تكنولوجيا رهيبة ومدارس وفرص عمل كبير يتساوي في الحصول عليها من الموهوبين سواء كانوا بناتا أو رجالا ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية فلقد درست تعلمت وتدربت واشتغلت واكتسبت ثقة ومهارة وعلم شجعوني لبدء مشروعي في مصر و قررت انشاء شركتي الخاصة التي ساعمل من خلالها دون الاضطرار للبحث عن فرصة عمل في مكان يرفضني فقط لأنني لست رجلا.
اعمال أفروديت السيسي
اعمال أفروديت السيسي
كلمينا عن تجربتك العملية في مجال تشكيل الزجاج بعد تأسيسك شركتك؟
الموضوع طبعا كان ومازال مكلفا جدا وفي البداية لم أكن معروفة بالسوق وفي حاجة أن أعمل علي فكرة التسويق والترويج لشغلي، بدأت بورشة لتصميم وتقفيل المصنوعات واستأجرت من المصانع لعدد من الساعات وقت تصنيع وتشكيل الزجاج يدويا، كنت استأجر المصنع لثلاث ساعات مثلا لإنتاج 3 قطع يدوية من التحف الزجاجية بينما كانت تلك الثلاث ساعات في المصنع تنتج لها ٣٠٠ قطعة ولكن هم يعملون بشكل القوالب تصنيع شغل كله شبه بعضه لكنني اشتغل يدويا والوقت الذي استغرقه في تصنيع قطعة واحدة يدويا يعادل تقريبا ١٠٠ قطعة بنظام الآلات والماكينات ولكننا عرفنا في السوق وبدء شغلي يجذب شريحة من الناس سواء كانوا أفرادا أو شركات أو مؤسسات وبدأت شركتي تكبر ونصدر للخارج وننشأ معارض ونسوق داخليا وخارجيا.
اعمال أفروديت السيسي
اعمال أفروديت السيسي
وما طبيعة المنتجات التي تصنعيها؟
بدأنا بالتحف والقطع الفنية ومازلنا نعمل بها لكننا تخصصنا أكثر في وحدات الإضاءة وننتج قطعا فردية استثنائية وتميزنا جدا في هذا المجال.
اعمال أفروديت السيسي
اعمال أفروديت السيسي
وكيف واجهت مشاق تلك المهنة؟
طبعا أي وظيفة أو مهنة لها متاعبها وأعي جيدا خطورة وصعوبة تلك الشغلانة ولكنني أحرص علي اتخاذ كافة إجراءات السلامة لفريق عملي كاملا بداية من ارتداء النظارة لحماية العيون من رايش الزجاج وايضا نرتدي بدل من نوع معين من الملابس يحمي من حرارة الافران العالية هذا بالإضافة لنظام معين وفرته أثناء عملنا من تناول كمية كبيرة من المياه والاملاح لمواجهة التعرض الكبير للحرارة.
اعمال أفروديت السيسي
حرصت علي دعم النساء في مشروع مجتمعي في منشأة ناصر، احكي لنا عن التجربة؟
حرصنا علي تطبيق التنمية المستدامة من خلال فكرة إعادة التدوير، فالزجاج مادة يمكننا إعادة تصنيعها فالزجاج المكسور يعاد تشكيله وذلك بعد صهره وننتج منه أشكالا جديدة وقمنا بالتعاون مع أحد جمعيات الحفاظ علي البيئة لإنشاء اول قسم لإعادة تدوير مخلفات الزجاج ونجحنا في تدريب عدد كبير من السيدات في جمع وتنظيف وإعادة تشكيل الزجاج مرة أخري ليستفدنا بتلك المهنة ماديا وللحفاظ علي البيئة ووفرنا لهؤلاء السيدات أفران كهربائية مما يجعل السيدات في غني عن النفخ في الزجاج المكسور الذي جمع من القمامة والنفايات وبعد الصهر في تلك الافران يوضع في القوالب التي وفرناها لتتم عملية التصنيع تلك القوالب يوضع فيها الزجاج المنصهر ليخرج بعدما يبرد في شكل جديد وبهذا المشروع حافظنا علي البيئة استغللنا كميات كبيرة من الزجاج المهدر في القمامة والنفايات.
لمن تدينين بالفضل في نجاح تجربتك وتحقيق حلمك؟
لوالدي الدكتور وسيم السيسي الذي دعمني وساندي منذ أن كان هذا المشروع وتلك الشركة مجرد حلم يراه البعض وهما.