د.أدهم عبد العظيم.. إهمال بعض مشاكل الأسنان قد يؤدى للإصابة بالسرطان والزهايمر وأمراض القلب

27-5-2025 | 14:08
دأدهم عبد العظيم إهمال بعض مشاكل الأسنان قد يؤدى للإصابة بالسرطان والزهايمر وأمراض القلبد.أدهم عبد العظيم
وليد فاروق محمد
الشباب نقلاً عن

خلال 10 سنوات سيتم حشو الأسنان بأنسجة حيّة وسليمة وزراعتها باستخدام الخلايا الجذعية

موضوعات مقترحة
خراجات الأسنان غير المعالجة تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية


خبر صغير بإحدى المجلات الأمريكية كان يشير إلى فوز طبيب أسنان وصفوه بأنه ضمن "الأشهر والأكثر مهارة"بجائزة طبيبة مرموقة على مستوى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولكننا توقفنا مع الاسم .. د.أدهم عبد العظيم، وبالبحث تأكدت التوقعات .. فهو بالفعل طبيب مصري وأخصائي علاج جذور الأسنان وأستاذ بجامعة باسيفيك .. والطريف أن مئات الصفحات على الإنترنت كانت تنصح بضرورة زيارة الدكتور أدهم عند الشعور بأي ألم في الأسنان... فمهما كانت المشكلة فإن الحل عنده.


 د.أدهم عبد العظيم هو أستاذ مشارك، ورئيس قسم علاج جذور الأسنان، ومدير برنامج الدراسات العليا في كلية آرثر أ. دوجوني لطب الأسنان بجامعة الباسفيك، وهو أيضًا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إندوليت الطبية، وقد حصل على درجة البكالوريوس في جراحة الأسنان من جامعة القاهرة، حيث أكمل تدريبه في علاج جذور الأسنان. ثم حصل لاحقًا على شهادة في علاج جذور الأسنان من جامعة كولومبيا، كما سبق وشغل منصب رئيس قسم ومدير برنامج الدراسات العليا في علاج جذور الأسنان بجامعة بافالو، وفاز مؤخراً بجائزة إدوارد م. أوسيتيك من الجمعية الأمريكية لأطباء الأسنان (AAE) للأطباء المتميزين،  وهو عضو في المجلس الأمريكي لطب جذور الأسنان، وقد ألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم، وله أكثر من 40 بحثًا منشورًا في مجلات عالمية متخصصة، وساهم في كتابة  فصول العديد من الكتب الدراسية بالجامعات الأمريكية، ورغم صغر سنه لكنه مراجع في العديد من مجلات طب الأسنان العلمية ، بجانب عضويته في المجلة الأوروبية لطب الأسنان وغيرها.


ولكن .. كيف كانت بداية هذا المشوار لطبيب عالمي لم يبلغ عامه الأربعين بعد ؟ يقول :  وُلدتُ ونشأتُ في القاهرة، حيثُ التحقتُ بالمرحلة الإعدادية والثانوية، ثم بكلية طب الأسنان التي تخرجت فيها عام ٢٠٠٦، وأكملتُ فترة تدريب لمدة عام، وعندما أتممت 25 عاماً قررت استكمال دراساتي بالخارج، وانتقلتُ إلى نيويورك لمتابعة تعليمي العالي، وأكملتُ برنامج الإقامة في طب  الأسنان بجامعة كولومبيا، بعد ذلك، مارستُ الطب لفترة قبل أن أتفرغَ للعمل الأكاديمي، حيثُ بقيتُ هناك لما يقرب من ١٢ عامًا.


د.أدهم عبد العظيم ينتمي إلى عائلةٍ طبيةٍ عريقة، والده هو طبيب الأورام الشهير حمدي عبد العظيم، الرئيسٌ السابقٌ لقسم الأورام بجامعة القاهرة. والدته هي د.درية سالم، أخصائية أشعة وأستاذةٌ متفرغةٌ بجامعة القاهرة، وشقيقه د.حاتم عبد العظيم استشاري أورام، يقول : كنت أمتلك المؤهلات الأكاديمية اللازمة لدراسة أي مجال، لكنني لم أشعر بانجذابٍ نحو كلية الطب، بمراقبتي لنمط حياة والدي المُرهِق وخبرة أخي في كلية الطب، أدركتُ أن الطب قد لا يُناسبني، شعرت بأن طب الأسنان، وخاصةً علاج جذور الأسنان، هو التقاطع المثالي بين الدقة والمنطق والممارسة الجراحية، ومنذ صغري كنت متفوقا، في المدرسة الثانوية، كنتُ من بين أفضل الطلاب، وكانت كلية طب الأسنان تحديًا بسبب التحول من النظام البريطاني إلى نموذج التعليم العالي المصري، وواجهتُ صعوبةً في سنتي الأولى، حتى أنني اضطررتُ إلى إعادة دراسة أحد المواد في صيف السنة التمهيدي بطب الأسنان، لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة وحفزتني، ولذلك تخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

د.أدهم عبد العظيم


وعن سبب تفضيله لتخصص "جذورالأسنان" يقول : جذبني في السنة النهائية بالكلية علاج الجذور والإجراءات الجراحية،  خلال العطلات الصيفية، كنت أتطوع لمساعدة الأطباء من كبار السن، رغبة في التعلم، وازداد فضولي بشأن أسباب نجاح أو فشل بعض العلاجات، مما دفعني إلى السعي لفهم علمي أعمق، وفي نهاية المطاف، متابعة التعليم في الخارج.
وعن بدء مشواره بأمريكا، يقول : قبل انتقالي إلى الولايات المتحدة، عشتُ نمط حياة مصري تقليدي مع عائلتي، مما وفر لي أمانًا عائلياً وماليًا كبيرًا، لكن السفر أجبرني على العيش باستقلالية واكتشاف أبعاد جديدة لنفسي، وهي تجربة أقدرها بشدة، لذلك واجهت الحياة بمفردي لأول مرة في تجربة ثرية جداً.

د.أدهم عبد العظيم


سألت د.أدهم .. أيهما أفضل لك، الوقوف في قاعات المحاضرات للتدريس أم علاج مريض ؟ يقول : أستمتع بالاثنين معاً، الممارسة، والتدريس، والأبحاث الطبية أيضاً، فأنا أشعر بالملل بسرعة، لذلك فإن العمل في مهنة ديناميكية تجمع بين هذه المجالات الثلاثة يناسبني تمامًا، ويوفر المجال الأكاديمي هذا التنوع، إلى جانب فرص الابتكار وتطوير أدوات وتقنيات ومواد جديدة. كذلك مجال الأبحاث رائع بشكل خاص لأنه يسمح لي بمحاولة الإجابة عن سؤال الجوهري: "لماذا يحدث ذلك ؟"، وقد عملت في جامعة بافالو لما يقرب من 6 سنوات كمدير لبرنامج الدراسات العليا ورئيس قسم في طب جذور الأسنان، وعندما سنحت لي فرصة في جامعة الباسفيك في سان فرانسيسكو لرئاسة قسم الأسنان ، رأيت ذلك تطورًا طبيعيًا مع مسئوليات أوسع وفرص مهنية أكبر، وأيضاً طقس أفضل بكثير.
وقد شهدت مؤخراً جراحات جذور الأسنان زيادة ملحوظة في معدل نجاحها مع تطبيق تقنيات الجراحة المجهرية وتحسين مواد الحشو وغيرها، سألنا د.أدهم عبد العزيم عن أبرز هذه التطورات، ومتي يتم اللجوء لهذه الجراحات، يقول : شهدت نتائج جراحة جذور الأسنان المجهرية تحسنًا ملحوظًا على مدار العشرين عاما الماضية، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى التكبير العالي باستخدام المجاهر الجراحية، ومواد حشو طرفية متوافقة حيويًا، وأطراف جراحية بالموجات فوق الصوتية، وأدت هذه التطورات إلى زيادة معدلات نجاح العمليات الجراحية بنسبة تقارب 30%.

د.أدهم عبد العظيم


خلال حوارنا مع د.أهم عبد العظيم تطرقنا لنقطة شديدة الأهمية، فقد توصلت دراسة حديثة صادرة عن جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن التهاب دواعم الأسنان لا يؤدي فقط إلى تساقط الأسنان فيما بعد، بل قد يتسبب أيضاً في الإصابة بأنواع خطيرة من السرطان، وكذلك دراسة يابانية ربطت بين صحة الأسنان والإصابة بالخرف والشيخوخة المبكرة ومرض ألزهايمر، وكذلك دراسة ألمانية ربطت بين التهابات اللثة والمضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا، فهل لهذه الدرجة صحة الأسنان تؤثر علي الجسد كله؟ يقول : غالبًا ما تقع بعض الأسئلة المتعلقة بالصحة خارج نطاق طب لب الأسنان، فعلى سبيل المثال، رغم وجود مضاعفات مميتة نادرة من خراجات الأسنان غير المعالجة، إلا أن معظم الارتباطات الجهازية (مثل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية) ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض اللثة، وبالمثل، تندرج مواضيع مثل استخدام الفلورايد، واستخدام خيط الأسنان، ونظافة فرشاة الأسنان ضمن رعاية الأطفال أو أمراض اللثة.

د.أدهم عبد العظيم


أيضاً تطرق الحوار إلى وجود أكثر من 2 مليار إنسان يعانون من تسوس الأسنان، ومؤخراً أشارت دراسة حديثة إلى أننا قد نتمكن قريبًا من حشو الثقوب في أسناننا بأنسجة حية وسليمة، قبل أن نلجأ إلى إزالة أسناننا الدائمة، فما هو مستقبل زراعة الأسنان باستخدام الخلايا الجذعية ؟ يقول :  هناك أبحاث جارية في العلاجات التجديدية، بما في ذلك الخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة، ورغم أن التطبيق السريري واعد، إلا أنه أمامنا نحو 10 سنوات لتطبيق ذلك، ولا يزال الحل الأكثر موثوقية لاستبدال الأسنان هو زراعة أسنان غيرها.
سألنا د.أدهم عبد العظيم عن العمليات الطبية التجميلية المنتشرة مؤخراً في عيادات أطباء الأسنان، والتي أصبح بعضها أشبه بعيادات التجميل، فهل توجد أثار جانبية ضارة لها علي المدى البعيد؟ ورد قائلاً : غالبًا ما يتضمن طب الأسنان التجميلي، مثل قشور الأسنان، تقليل طبقة المينا، عدة تقنيات قد تؤدي أحيانًا إلى مضاعفات مثل الحساسية أو حتى إصابة الجذور نفسها، ورغم أن التقنيات والمواد الحديثة قللت من هذه المخاطر، لكن يجب على المرضى فهم طبيعة هذه الإجراءات الاختيارية ونتائجها المحتملة.


وعن تقييمه لمشواره العلمي منذ سفره لأمريكا وحتى اليوم، يقول : يتميز المشهد الأكاديمي في الولايات المتحدة بدعمه الفريد لأساتذة الجامعة المتفرغين، حيث يوفر لهم أجورًا وموارد عادلة للنجاح،  في العديد من البلدان - بما في ذلك مصر وحتى بعض الدول الأوروبية - لا يمكن الاستمرار في الرواتب الأكاديمية بدون فتح عيادة خاصة أو العمل في المستشفيات، وفي تلك البيئات، غالبًا ما يكون التدريس بدوام جزئي هو القاعدة، وحتى في المستويات العليا، توفر الولايات المتحدة توازنًا نادرًا بين البحث ودعم التدريس، مما ساهم بشكل كبير في تشكيل مساري المهني، وبصراحة .. أعتقد أنني كنت محظوظًا، ليس لأن رحلتي خلت من العقبات، ولكن لأنني نظرت إلى التحديات على أنها فرص للنمو، لقد سمح النظام الأكاديمي الأمريكي بمكافأة جهودي وتنمية فضولي، خاصة في البيئات التي تدمج التدريس والبحث والابتكار.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: