يعنى إيه علاج بالأكسجين؟

27-5-2025 | 14:02
 يعنى إيه علاج بالأكسجين؟د.هانى خليل
ميادة حافظ
الشباب نقلاً عن

د.هانى خليل: لا يناسب كل المرضى ومكلف جداً.. لكنه فعّال للغاية

موضوعات مقترحة
يساعد على التخلص من علامات الشيخوخة ويعيد عمر الخلايا 25 عامًا للوراء
يستخدم فى علاج 14 مرضًا منها مضاعفات السكر وتسوّس العظام والحروق والغرغرينا

 

فى عالم يتسارع فيه تطور الطب وتقنياته، تظهر أهمية العلاج بالأكسجين "تحت ضغط عال" كأحد الأساليب العلاجية المتقدمة، التي تجمع بين العلوم الفيزيائية والاحتياجات البيولوجية الدقيقة لجسم الإنسان، ورغم أن هذا النوع من العلاج  أقرته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منذ نحو ٧٠ عامًا، إلا أنه لا يزال مجهولًا لدى الكثيرين، سواء من المرضى أو حتى من بعض العاملين في المجال الطبي . 
 

وبما أن "الأكسجين هو إكسير الحياة"، فإن استخدامه كوسيلة علاجية بطرق علمية قد يمثل فارقًا كبيرًا في حياة المرضى، خاصة في حالات معقدة مثل الحروق، والتسمم، ومضاعفات مرض السكر، وحوادث الغوص، كذلك يشهد هذا المجال اهتمامًا متزايدًا في الأوساط الطبية العالمية، سواء كعلاج مساعد في بعض الأمراض المزمنة أو كأداة لاستعادة النشاط وتحفيز الشفاء السريع للرياضيين المحترفين. لذا التقينا د. هاني خليل استشاري أول العلاج بالأكسجين بوزارة الصحة ورئيس قسم العلاج بالأكسجين بمعهد السكر.
 

مفهوم "العلاج بالاكسچين"
بدأ د.هاني حديثه معنا قائلا: العلاج بالأكسجين ينقسم إلى عدة أنواع، وهي الأكسجين تحت ضغط عالٍ والأكسجين النشط والأكسجين العادي، وهذا العلاج فعال للغاية، حيث يعتمد على نظريات فيزيائية تضغط الأكسجين داخل سوائل وأنسجة الجسم، مما يسمح بوصوله إلى الخلايا حتى في حال غياب الهيموجلوبين.  
ويكمل: الأكسجين تحت ضغط عال هو النوع الذي صرحت باستخدامه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منذ حوالي 70 عامًا، ويستخدم في علاج 14 حالة مرضية من بينها مضاعفات مرض السكر، تسوّس العظام، الحروق، التسمم بأول أكسيد الكربون، جلطات الشبكية، الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، الغرغرينا الغازية والصمم المفاجئ الناتج عن مشاكل في العصب السمعي . 

د.هانى خليل


ويؤكد د.هاني أن قلة انتشار هذا العلاج ترجع إلى عدة أسباب، منها ضعف الوعي الصحي لدي الناس، وعزوفهم عن القراءة والإطلاع، بالإضافة إلى أن بعض الأطباء يركزون على الجانب المادي أكثر من مصلحة المريض. كذلك تكلفة هذا النوع من العلاج مرتفعة؛ فمثلاً، غرفة الضغط التي تستخدم في معهد السكر تبلغ قيمتها 11 مليون جنيه، أما الغرفة الكبيرة التي تعالج أكثر من شخص في الوقت نفسه (تبدأ من 6 أشخاص) فتصل تكلفتها إلى نصف مليون دولار.

د.هانى خليل


علاقة العلاج بالأكسجين بطب الأعماق
يوضح د.هاني أن العلاج بالأكسجين تحت ضغط عالٍ بدأ استخدامه لأول مرة في القوات البحرية لعلاج حوادث الغوص، ولذلك يُطلق عليه أيضًا "طب الأعماق" أو "طب الضغوط العالية". ويضيف: أنا شخصيًا تخصصت في هذا المجال لأنني كنت أول مصري يتولى إدارة مركز غوص في شرم الشيخ، فرياضة الغوص تتطلب وجود هذا النوع من العلاج، إذ إن نسبة حوادث الغوص قد تصل إلى 25% حتى مع اتباع القواعد السليمة، خصوصا أن  هناك  نحو 25% من البشر لديهم ثقب صغير في القلب لم يغلق تمامًا، ويعيشون به بدون أعراض، لكن عند الغوص واستخدام أنابيب الهواء المضغوط يمكن أن تحدث مضاعفات، لذا من الضروري وجود غرف ضغط وطبيب متخصص في أماكن الغوص السياحي . 

 

الفرق بين الأكسجين والأوزون
يقول د.هاني أن الأوزون هو الأكسجين النشط، ويتكوّن بطريقة خاصة تتيح له التفاعل الحيوي داخل الجسم ويُعتبر من أقوى المضادات الحيوية، ويُستخدم في بعض الأمراض المناعية. أما الأكسجين تحت ضغط عال، فميزته الأساسية في رفع كمية الأكسجين داخل الجسم إلى مستويات لا يمكن تحقيقها بوسائل أخرى، وله دور كبير في القضاء على البكتيريا اللاهوائية .  
ويضيف أن العلاج بالأوزون مصرح به في حالات معينة في مصر، بينما يُستخدم بشكل أوسع في ألمانيا، فهو يتم استخدامه وفقًا لقوانين كل دولة، المشكلة أن كثيرًا من الناس يخلطون بين العلاج بالأوزون والعلاج بالأكسجين تحت ضغط، مما قد يسبب شبهة غش طبي، كما أن العلاج بالأوزون لا يفضل للأشخاص الذين يعانون من نشاط زائد في الغدد لأنه يزيد من نشاطها . 

 

شروط استخدام غرف الضغط
وعن شروط استخدام غرف العلاج بالأكسجين يشير د.هاني إلي أن هذا العلاج لا يتناسب مع كل المرضي حيث يجب توافر عدة شروط في المريض كي يتمكن من الدخول الي غرف العلاج بالأكسجين تحت ضغط عال منها أن تكون رئتاه سليمتين وتعملان بشكل طبيعي لأنهما تقومان بتبادل الغازات وفرق الضغط، كما يجب إجراء أشعة مقطعية لتقييم حالة الرئتين، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة لا يمكن علاجهم داخل هذه الغرف، لكن يمكن استخدام الأكسجين النشط لهم. كما أن داخل الغرفة، تتأثر الأذن والجيوب الأنفية، لذا يجب اتخاذ الاحتياطات لتفادي المضاعفات . 

 

طرق العلاج بالأكسجين
أما عن طرق العلاج بالأكسجين يوضح د.هاني أن هناك نوعين من غرف الضغط، الغرف الأحادية والغرف متعددة الأشخاص، ويمكن أن تكون الغرف ممتلئة بأكملها بغاز الأكسجين أو قد  يحصل المريض على الأكسجين عن طريق "ماسك" داخل غرفة بها هواء مضغوط . 


وهذا العلاج يزيد من كمية الأكسجين الذائب في سوائل الجسم بمعدل يصل إلى 20 ضعف المعدل الطبيعي، وهي ميزة لا يوفرها أي نوع علاج آخر. 
ويوضح د.هاني أن الأكسجين النشط يستخدم بطرق مختلفة من بينها خلطه بالدم أو من خلال الحقن في الشرج أو الحقن الموضعي في العضلات أو الركب أو من خلال الاستنشاق بالماء أو المحلول الملحي .  

 

جلسات العلاج
ويوضح د. هاني أن مدة جلسة العلاج بالأكسجين  تتراوح بين ساعة إلى ساعتين حسب الحالة، أما حالات حوادث الغوص قد تحتاج من ٦ إلي ٨ ساعات مع وجود فترات استراحة يتم فيها التنفس بالهواء فقط .  
ويشدد د.هاني علي ضرورة  التوجه إلى أماكن موثوقة تملك خبرة حقيقية في تشغيل هذا النوع من العلاج لضمان السلامة والخبرة، كما أن العلاج  بالأكسجين تحت ضغط عالٍ يعد جزءا من المنظومة العلاجية أو البروتوكول العلاجى، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده إلا في حالات مثل التسمم بأول أكسيد الكربون أو حوادث الغوص . 

 

الآثار الجانبية
يقول د .هاني: إن العلاج بالأكسجين له آثار جانبية من أهمها "تسمم الأكسجين" وهذا التسمم له نوعان حاد ومزمن، الحاد يسبب تشنجات عصبية ويمكن التعامل معه بسهولة حيث يقوم الطبيب بالتعامل مع الحالة من خلال قطع الأكسجين عنه وتنفس الهواء الطبيعي فيعود الإنسان إلى طبيعته، أما المزمن فقد يؤدي إلى تليف الرئة، لكنه نادر ويمنع من خلال إدخال فترات راحة للتنفس بالهواء خلال الجلسات وهذا يمنع وقوع هذا النوع من التسمم بنسبة ٩٩%. ويضيف د.هاني أن هناك تأثيرات أخري للعلاج بالأكسچين على الأذن والجيوب الأنفية، واحتمال التأثير على الرئة إذا لم تفحص جيدًا. ويضيف أيضا أن العلاج بالأكسجين قد يتسبب- لاقدر الله- في حدوث الحرائق في الغرف الأحادية، لذلك يجب الالتزام بإجراءات السلامة، أما غرف الضغط الكبيرة فتحتوي على نظام إطفاء داخلي فعال .

 

العلاج بالأكسجين للرياضيين
ويشير د.هاني أن معظم الرياضيين المحترفين  يلجأون إلى هذا العلاج لتسريع التعافي من الإصابات، وتقليل وقت الغياب عن الملاعب، مثل محمد صلاح وواين روني حتى الرياضيين دون إصابات يستخدمونه لاستعادة النشاط وزيادة الأداء، كما يفعل بعض السباحين قبل البطولات .  


مستقبل العلاج بالأكسجين
ويقول د.هانى: العلاج بالأكسجين تحت ضغط عال متاح في أماكن قليلة داخل مصر، أغلبها تابعة للمؤسسات العسكرية، لكن بدأ انتشاره في بعض المستشفيات الخاصة. ومع ذلك ما زال المجتمع الطبي منغلقًا على كل ما هو جديد، ومثال على ذلك التأخر في اعتماد تحليل السكر التراكمي في مصر، رغم اعتماده عالميًا أكثر من ٢٥ عامًا. 
ويضيف: في أمريكا، يطلق على العلاج بالأكسجين تحت ضغط عال "علاج المستقبل للأمراض الجديدة"، وقد تم اعتباره كأفضل علاج مساعد لحالات كوفيد كما أن الأبحاث في مجالات الخلايا الجذعية والعلاج الجيني تهتم كثيرا به . 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: