د.شريف الفيومى الأستاذ بجامعة بيردو:
موضوعات مقترحة
تلقيت عرضا للانضمام لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولكنهم استبعدونى لأننى مصرى
لدى3 براءات اختراع وحصلت على جائزة الأستاذ المتميز مرتين على مستوى الولايات المتحدة
جامعة بيردو هي جامعة بحثية عامة في إنديانا بالولايات المتحدة، وهي تضم واحدة من أفضل كليات الهندسة في العالم، وفيها يعمل د.شريف الفيومي عميد ديناميكا الصلب في كلية الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب، وهو المنصب الذي يتولاه منذ يوليو 2023، علماً بأنه حصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الحاسوب والهندسة من كلية سبيد بجامعة لويفيل بكنتاكي، ثم عمل كأستاذ مساعد في كلية الحوسبة بجامعة شمال فلوريدا حيث حصل على جائزة الأستاذ المتميز من FIS مرتين على مستوى الولايات المتحدة، كما أنه نشر ما يقرب من 50 بحثاً في أكبر المجلات العلمية، كما أجرى أبحاثًا ممولة بعشرات الملايين من الدولارات ولديه 3 براءات اختراع.
ولد د.شريف الفيومي في القناطر الخيرية، كان والده مهندسًا مدنيًا، والتحق بالمدارس الحكومية وحصلت على المرتبة الثانية في الثانوية العامة، وبسبب توزيعه الجغرافي، التحق بكلية الهندسة بشبرا، التابعة لفرع جامعة الزقازيق في بنها آنذاك، يقول: في البداية، فكرتُ في دراسة الهندسة المعمارية أو المدنية مثل والدي، لكنه نصحني بأن الهندسة الكهربائية تُقدم آفاقًا مستقبلية أفضل، وتخرجتُ في المرتبة الثالثة على دفعتي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتخصصت فى الاتصالات والإلكترونيات مع أن هذا لم يكن شغفي في البداية، إلا أنه كان أقرب برنامج متاح لهندسة الحاسوب في مصر وقتها، وركز مشروع تخرجي على أنظمة الخبراء، وهو تطبيق للذكاء الاصطناعي يتطلب برمجةً مكثفة، بعد التخرج، التحقتُ بالدفعة الثالثة من برنامج تطوير البرمجيات في معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
د.شريف الفيومى
د.شريف الفيومى
ويضيف عن بدء رحلته للخارج: بعد تخرجي من برنامج معهد تكنولوجيا المعلومات، عملت في المعهد القومي للاتصالات (NTI)، والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرمجيات (RITSEC)، ومركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE)، وفي الوقت نفسه، بدأت دراساتي العليا في جامعة القاهرة، وبدأت بالتواصل مع جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، حصلت على منحة دراسية للدراسة في فرنسا، لكنني رفضتها، ويرجع ذلك أساسًا إلى اعتقادي بأن الولايات المتحدة الأمريكية توفر فرصًا أفضل، ولأنني لم أكن أتقن اللغة الفرنسية، ولم أرغب في أن تكون عائقًا في مسيرتي المهنية، وتواصلت مع الدكتور جيمس جراهام في جامعة لويزفيل، وناقشت معه اهتمامي بالذكاء الاصطناعي وخبرتي في هذا المجال، فقد عرض عليّ بسخاء مساعدة بحثية، والتي غطت رسوم دراستي ووفرت لي راتبًا معيشيًا، وبعد استلامي خطاب قبولي من جامعة لويزفيل، قرّرتُ أنا وزوجتي تقديم موعد زفافنا للسفر معًا، كان لدينا موعد تأشيرة في السفارة الأمريكية بالقاهرة بعد 3 أيام من زفافنا، ووصلنا إلى الولايات المتحدة بمدخراتٍ ضئيلة، وبدون أيِّ معارف، لا عائلةً ولا أصدقاء، شملت تحدياتنا الأولى إيجاد سكن، وتحمل البرد القارس بدون سيارة، وإدارة نفقات المعيشة بدخلٍ محدودٍ للغاية، إلا أن هذه الصعوبات كثّفت تركيزي على دراستي، ساعيًا للتخرج في أقرب وقتٍ ممكن. كما علّمتنا أهمية العمل الجاد والتضحية، ولتخفيف الأعباء المالية، سعيتُ للحصول على دخل إضافي من خلال التدريس في كلية إدارة الأعمال وجامعة إنديانا الجنوبية الشرقية، والعمل بكمبرمج.
د.شريف الفيومى
د.شريف الفيومي حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علوم وهندسة الحاسوب من كلية سبيد بجامعة لويزفيل، كنتاكي، وكان لافتاً أنه حصل على الشهادتين خلال عامين فقط، يقول: عادةً ما تُدمج مقررات الماجستير مع برامج الدكتوراه. لذلك، فإن إكمالي لشهادة الماجستير استوفى أيضًا بعض متطلبات الدكتوراه، بالإضافة إلى ذلك سمح لي حصولي على وظيفة مساعد باحث في بدء بحثي مبكرًا، كما عزز العمل ضمن فريق بحثي تحت إشراف الدكتور جيمس جراهام إنتاجيتي، وأفخر بحصولي على جائزة الدكتوراه الافتتاحية في علوم وهندسة الحاسوب من جامعة لويزفيل في عام تخرجي.
د.شريف الفيومى
بعد ذلك بدأت مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد دائم في كلية الحوسبة بجامعة شمال فلوريدا، وعن سبب عدم استكمال مسيرته في جامعة لويزفيل، يقول: من النادر أن تُوظّف الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية خريجيها، عادةً ما تُفضّل المؤسسات استقطاب أفراد ذوي خبرات متنوعة ورؤى جديدة لإثراء البيئة، ومن المثير للاهتمام أن جاكسونفيل، فلوريدا، حيث تقع جامعة شمال فلوريدا، تشترك في خط عرض مماثل لمدينة القاهرة، مما أدى إلى تشابه مناخها، والأهم من ذلك، أن جاكسونفيل، كونها أكبر مدينة في فلوريدا من حيث عدد السكان، وفي ذلك الوقت، كانت الأكبر مساحةً في الولايات المتحدة الأمريكية (الآن بعد دالاس- فورت وورث)، أتاحت فرصًا مهنية واعدة بفضل خبرتي في هذا المجال، وهو ما أثبت صحته، وغالبًا ما تستلهم أبحاثي الأكاديمية من تحديات الصناعة الواقعية، ونجحت الشركات التي عملت معها في دمج الأبحاث المتطورة في منتجاتها، وإتاحة الوصول إلى المواهب من طلابي من خلال تعاوننا.
د.شريف الفيومى
د.شريف الفيومي حصل على العديد من براءات الاختراع، يقول: ركز مشروع تخرجي في الجامعة على الذكاء الاصطناعي (الأنظمة الخبيرة)، واستخدم مشروع تخرجي في معهد تكنولوجيا المعلومات الذكاء الاصطناعي (الشبكات العصبية)، بينما استكشفت أطروحتي للدكتوراه العوامل الذكية في الحوسبة الفائقة، والتي تضمنت أيضًا الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، واستخدمت الشركات التي عملت معها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصولي على الدكتوراه الذكاء الاصطناعي لاستخلاص رؤى من مجموعات بيانات ضخمة، وركزت براءات اختراعي على التمثيل الرسمي للفرضيات في خرائط مفاهيمية يمكن لأجهزة الكمبيوتر استخدامها للبحث في مجموعات بيانات ضخمة، ولهذا العمل تطبيقات واسعة في مجالات مثل الاستخبارات والرعاية الصحية والخدمات المالية، وقدم بحثي نهجًا أكثر شمولاً للبحث باستخدام المفاهيم والأفكار، وهو ما تفتقر إليه محركات البحث القائمة على الكلمات المفتاحية، وقد تلقيت عرض عمل من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للانضمام إلى فريقها الفني لتحليل البيانات، لكن تم استبعادي لاحقًا لكوني مصرياً.
د.شريف الفيومى
وفقًا لسيرته الذاتية، فقد شجع د.شريف الفيومي النساء والطلاب من خلفيات غير ممثلة تعليمًا مهنيًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يفسر ذلك قائلاً: بصفتي أبًا لابنتين وابن، جميعهم درسوا هندسة الحاسبات وحصلوا على درجة الماجستير، فقد شهدتُ بنفسي الصورة النمطية السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية بأن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات حكرٌ على الرجال، وعندما توليتُ رئاسة كلية الحوسبة، كانت نسبة النساء 13% فقط من إجمالي عدد الطلاب، وبفضل جهودي ارتفعت هذه النسبة إلى 23%، أي أعلى بقليل من المتوسط الوطني في الولايات المتحدة، كان هدفي هو الوصول إلى 50%، وسأواصل هذا الالتزام في منصبي الحالي في جامعة بيردو، وتهدف خطتنا الاستراتيجية إلى تحقيق نسبة 50% من الطالبات بحلول عام 2030.
د.شريف الفيومى
حسب الأخبار التي نشرها في الصحف المحلية في إنديانا، فإن د.شريف الفيومي أصبح عميدًا لقسم ديناميكيات الصلب في كلية الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب بجامعة بيردو من خلال "بحث وطني"، فماذا يعني ذلك؟ يقول: يمكن للجامعات إما ترقية عضو هيئة تدريس بشكل داخلي إلى منصب عميد أو إجراء "بحث وطني"، والذي يتضمن الإعلان عن المنصب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ثم الاختيار حسب معايير صارمة للغاية من بين المرشحين، واختارت جامعة بيردو الخيار الثاني عند بحثها عن عميد جديد لأكبر كلياتها، كلية الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب، وهي تتمتع بسمعة عالمية في الهندسة وتجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم، كما يدعم منصب العميد منحة من شركة Steel Dynamics Inc.، وهي شركة أمريكية كبرى لإنتاج الصلب الكربوني، وكنتُ محظوظًا بالحصول على هذا المنصب.
وبالفعل جامعة بيردو تحتل المرتبة الرابعة في الولايات المتحدة من حيث عدد الطلاب من خلفيات عرقية متنوعة، في حين أن التنوع الثقافي والديني والاجتماعي الكبير بين الطلاب يُثري الحياة الجامعية، لكنه بالنسبة لأستاذ جامعي، قد يمثل تحديًا في توصيل المعلومات وضمان فهم جميع الطلاب لها على قدم المساواة، يقول: يتطلب استقطاب هيئة طلابية متنوعة تخطيطًا دقيقًا، وتواصلًا حساسًا، وتنفيذًا مدروسًا في جميع جوانب عمليات الجامعة، ونحن نسعى جاهدين لضمان أن يكون كل ما نقوم به في متناول الجميع، وليس فقط الأغلبية، ونُقدّر كل طالب كفرد وليس مجرد رقم، ونُنشئ برامج تُعزز الشعور بالانتماء للمجتمع، كما نُنظم أنشطة تفاعلية خارج الفصل الدراسي لضمان تكافؤ فرص المشاركة.