«في المشمش» كلمة لطالما ترددت بين المصريين؛ للتعبير عن استحالة تحقق الأمنيات، إلا أن ترديد «في المشمش» بين أهالي قرية العمار تعني تحقيق الأحلام ومشروعات الأسرة المؤجلة.
موضوعات مقترحة
قرية العمار.. موطن زراعة المشمش
تبعد قرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية عن وسط القاهرة نحو 45 كيلومترًا، وتشتهر القرية بزراعة المشمش «الفاكهة العزيزة»؛ حيث تعد زراعة المحصول، كزراعة بذرة أمل لأهالي العمار.
المشمش
«هنتجوز في المشمش» و«نسدد ديوننا في المشمش»!
يُحدد عرسان العمار موعد زفافهم «في المشمش»، ويخطط المزارعون لسداد ديونهم «في المشمش»، ليتحول موسم حصاد المحصول إلى رمز للفرح الذي يحمل معه الفرج.
المشمش
العمار والجبلي.. حكاية منافسة في المشمش
«في العمار المشمش ليس فاكهةً.. بل حكاية لانتظار الخير»؛ يحكي حسين حافظ -أحد أبناء القرية- لـ«بوابة الأهرام» عن نظرتهم لفاكهة الصيف.
بين أزقة السوق الشعبية بالقرية، يتنافس التجار لشراء «مشمش العمار» ذي السمعة العالمية الطاغية على منافسه القوي «المشمش الجبلي» كبير الحجم ورخيص الثمن.
«الجبلي ملهوش طعم!.. وسر التفوق في النكهة.. والناس جربت وعرفت الفرق»، بفخر يتحدث خليل يوسف، مزارع مشمش بقرية العمار، مشيرًا إلى أن العمار تُنتج أنواعًا من المشمش مثل «الحموي» سوري الأصل، الذي تفوّق في مصر بفضل تربة القرية الخصبة.
المشمش
«الحموي».. مشمش سوري أحب أرض مصر
محمد حلمي شكر، مزارع مشمش بقرية العمار، يحكي لـ«بوابة الأهرام» قصة نجاح «المشمش الحموي» في مصر، مؤكدا أنه تحول إلى «النوع الأشهر بين مشمش العمار».
جاء «المشمش الحموي» من مدينة حماة السورية قبل عقود، وجرت زراعته في الأرض ليتحوّل في مصر إلى صنفٍ متفوق، يحكي شكر كيف استقر «الحموي» في أرض العمار.
المشمش
«حتى السوريين بيعترفوا إن مشمشنا أحلى!»، يضحك شكر، أثناء وقوفه أمام كومة كبيرة من كراتين المحصول المُباعة التي تتراوح أوزانها بين 5 و6 كيلوجرامات لكل واحدة، بأسعار تصل إلى 60 جنيهًا للكيلو، كشاهد على الجودة التي تجذب مصنعي العصائر والمصدرين.
المشمش
أوجاع المشمش في قرية العمار
يحمل حصاد مشمش العمار حكايات لآمال وكفاح وفخر وفرح، إلا أن هذه المشاعر العريضة تتداخل معها عدد من التحديات التي أدت إلى تراجع إنتاج المشمش في العمار، ولعل أبرزها الزحف العمراني على الأراضي الزراعية إبان ثورة يناير، فضلا عن التغيرات المناخية التي تهدد نمو المحصول بين عام وآخر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، التي تنعكس على أسعار بيع المحصول.
المشمش
ورغم هذه التحديات، يظل حصاد المشمش في العمار موسمًا للأفراح، وإقامة الليالي الملاح، وموعدًا لاستعادة الذكريات؛ حين كان المشمش «ذهبًا أحمر» ينعش الجيوب ويزين القرية بالأفراح.
مشمش العمار.. الفاكهة العزيزة
«الفاكهة العزيزة» لقب احتفظ به محصول المشمش بشكل عام، وفاكهة العمار على وجه الخصوص، على مدار عقود؛ ليس فقط لندرته؛ ولكن لموسمه القصير الذي لا يتجاوز شهرًا واحدًا، فضلا عن كونه عصب الحياة الاقتصادية لأهالي قرية بأكملها.
المشمش
الأحلام ممكنة.. «في المشمش»!
«المشمش هويتنا»، يصف حلمي رجب، أحد أقدم مزارعي المحصول في العمار، نظرة المزارعين إلى المشمش، مُؤمنًا أن العودة إلى أمجاد إنتاج المشمش ممكنة.
وتبقى أيام حصاد «الفاكهة العزيزة» في العمار هي الأجمل؛ مع الانتعاشة الاقتصادية لتوافد التجار على أسواق القرية «في المشمش»!