دعا أعضاء في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الدول الأعضاء إلى تعزيز انخراطها في منطقة غرب البلقان، حيث لا تزال السلامة الإقليمية هشة بعد مرور 30 عاماً على اتفاق دايتون الذي أنهى القتال في البوسنة والهرسك.
موضوعات مقترحة
وجاء في تقرير أولي تم تقديمه خلال الدورة الربيعية للجمعية البرلمانية للناتو: "في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تبعات الحرب الروسية - الأوكرانية، فإن تجدّد الصراع في غرب البلقان سيكون كارثة كبرى للأمن الأوروبي"، مؤكدين أن منع مثل هذا السيناريو يجب أن يكون أولوية قصوى لصناع القرار في المجالين الأوروبي والأطلسي.
وتجمع الجمعية البرلمانية نواباً من برلمانات الدول الـ32 الأعضاء في الحلف، إلى جانب شركاء من خارج الناتو، بينهم دول من غرب البلقان. وتنعقد الاجتماعات هذا الأسبوع في مدينة دايتون الأميركية، حيث جرى التفاوض على اتفاق السلام في البوسنة عام 1995.
ورحب البرلمانيون بالتقدم الاقتصادي والتعزيز الديمقراطي الذي شهدته المنطقة منذ ذلك الحين، والذي مكن دولاً مثل ألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية من الانضمام إلى الناتو.
لكن التقرير الذي أعدّه النائب السلوفاكي توماش فالاتشيك عبر عن قلق عميق حيال الانقسامات الإثنية والسياسية المستمرة في البوسنة والهرسك، بالإضافة إلى التوترات المتصاعدة بين بلجراد وبريشتينا والتي تهدد استقرار المنطقة.
واقترح التقرير تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة محاولات التخريب و تحسين الدفاعات السيبرانية والتواصل الإستراتيجي لمواجهة السرديات المعادية للغرب.
كما دعا التقرير الدول الأعضاء إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية على قيادة كيان "جمهورية صربسكا" في البوسنة لردعها عن تقويض الدولة، وضمان قدرة قوة الناتو لحفظ السلام في كوسوفو (KFOR) على ردع أي تصعيد عرقي محتمل.
وشهدت النقاشات مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس وزراء السويد الأسبق كارل بيلدت، الذي لعب دوراً محورياً في مفاوضات اتفاق دايتون، وسفيرة الولايات المتحدة لدى مقدونيا الشمالية أنجيلا أغيلر، وسفير البوسنة لدى واشنطن سفين ألكالاي، ووزير خارجية مقدونيا الشمالية تيمتشو موتشونسكي.
وقال موتشونسكي خلال مداخلته: "يجب أن ننظر إلى الأمام، وأن نرفع من مستوى المشاركة المدنية، وأن نبني مجتمعات مدنية قوية في غرب البلقان. كثيراً ما يُنظر إلى هذه المنطقة على أنها هشة، لكنها في الحقيقة منطقة ذات إمكانات هائلة".
وإلى جانب البلقان، تناولت اجتماعات الجمعية البرلمانية على مدار أربعة أيام في دايتون طيفاً واسعاً من القضايا السياسية والأمنية، مع تركيز خاص على الحرب في أوكرانيا والحاجة الملحّة لتحديث إستراتيجيات الردع والدفاع في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
وناقشت لجنة العلوم والتكنولوجيا في الجمعية تقريرين موسعين حول سبل تعزيز حماية الأصول الفضائية للناتو، والدور المتنامي للطائرات العسكرية دون طيار كما تجلى في الحرب الأوكرانية.
وتعد الجمعية البرلمانية للناتو، رغم كونها هيئة مستقلة عن الحلف، صلة وصل حيوية بين الناتو وبرلمانات الدول الأعضاء، وتسهم في تعزيز الشفافية حول سياسات الحلف، ورفع مستوى الفهم لأهدافه ومهامه بين المشرعين والمواطنين. وتحتفل الجمعية هذا العام بمرور 70 عاماً على تأسيس الدبلوماسية البرلمانية ضمن إطار الحلف.