تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية موسم حصاد القمح 2025 أهمية مشروع الدلتا الجديدة، والتي تستهدف زراعة 2.5 مليون فدان يكشف بوضوح عن خلق حياة متكاملة وسط تحدٍ كبير؛ حيث تعد إضافة أراضٍ زراعية جديدة للمنظومة الزراعية في مصر ليس بالأمر البسيط.
حديث الرئيس خلال موسم حصاد القمح 2025 أن الدولة تسعى جاهدة لاستصلاح الكثير من الأراضي لخدمة المنظومة الزراعية يؤكد أن مشروع الدلتا الجديدة من أهم مشروعات الجمهورية الجديدة، الذي بات حلمًا تحول إلى حقيقة في ظل القيادة الحكيمة وإرساء دعائم الجمهورية الجديدة لتستوعب نحو مليوني أسرة في تخطيط عمراني متكامل؛ مما يوفر استثمارات جديدة للقطاع الخاص وشركات التطوير العقاري بنموذج مختلف.
إضافة 2.2 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية هو تحدٍ وأمر ليس بالبسيط، لكنه في نفس الوقت يساهم في توفير فرص عمل لملايين المواطنين، بالإضافة إلى أن حصاد المساحات الجديدة يتطلب ميكنة زراعية بعشرات المليارات من الجنيهات، بما يضيف ويوفر فرص عمل في مجال المعدات الزراعية وصيانتها وبيع قطع غيارها، وهو أمر يصب في توجهات الدولة والقيادة السياسية للسعي إلى زيادة الإنتاج وتحسين جودة حياة المواطنين.
رؤية جادة تتبناها القيادة السياسية والدولة المصرية؛ لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الرقعة الزراعية من خلال المشروعات القومية الكبرى، وأهمها مشروع الدلتا الجديدة، وهو ما يعكس رؤية مصر الجادة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية، وعلى رأسها القمح، وهو الأمر الذي يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية، وينعكس في ملامح خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تستهدف رفع نسبة مساهمة الزراعة في الناتج المحلي والوصول بإجمالي المساحة الزراعية إلى ما لا يقل عن 12 مليون فدان حتى عام 2030، مقارنة بنحو 9.6 مليون فدان فى عام 2021.
مشروع الدلتا الجديدة والمخطط التنموي الزراعي لا يقف على تغطية السوق المحلي فقط، بل يكشف الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية والعمل على زيادة متوازية في الصادرات الزراعية من الخضر والفاكهة إلى نحو 14 مليار دولار عام 2030، وزيادة إنتاجية الفدان من القمح لتصل إلى 3.3 طن للفدان؛ مما يرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح من 47% عام 2021 إلى نحو 70% عام 2030.
مشروعات التطوير الزراعي والدلتا الجديدة التي تشهدها الجمهورية الجديدة يؤكد اهتمام القيادة السياسية طوال الوقت في الاهتمام بملف الزراعة، ودائمًا ما يوجه الحكومة للعمل فى هذا الصدد، وهو ما يؤكد حرص القيادة السياسية على تحقيق الأمن الغذائي، خاصة فى ظل الأحداث الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة بما يحقق إجراءات جادة على الأرض لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل والسلع الأساسية، ولعل القمح واحدٌ من أهم المحاصيل الإستراتيجية على الإطلاق.