المتحف المصري الكبير هو مشروع تم التفكير في إنشائه منذ فترة طويلة، ولايخفى على أحد أن صاحب فكرة الإنشاء هي السيدة سوزان مبارك، حرم الرئيس السابق حسني مبارك.
وقد تم الإعلان عن الفكرة رسمياً في العام 2002، وتم البدء في تنفيذ المشروع في العام 2005.
يحتوي المتحف على العديد من القطع الأثرية المصرية المهمة والنادرة، حيث سيعرض بالمتحف مجموعة كاملة من كنوز توت عنخ آمون، بما في ذلك التابوت الذهبي والمجوهرات والتماثيل، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل الملكية المصرية، بما في ذلك تماثيل للملوك والملكات، كما سيعرض مجموعة من المومياوات الملكية المصرية، بما في ذلك مومياوات للملوك والملكات كل ذلك من مختلف حقب الأسرة المصرية، وسيعرض أيضاً مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية، بما في ذلك التوابيت والمقابر والتماثيل الجنائزية، إلى جانب القطع الأثرية اليومية، جنبا إلى جنب مع الأواني الفخارية والمجوهرات والأدوات المنزلية المختلفة، ومجموعة من اللوحات والنقوش المصرية القديمة، بما في ذلك اللوحات الجنائزية والنقوش الملكية، ومجموعة من التماثيل الإلهية المصرية، بما في ذلك تماثيل للآلهة المصرية المتعددة.
وبتسليط الضوء على هذا المشروع سيتضح لنا يقينا أن المتحف المصري الكبير، أحد أكبر المشاريع الثقافية في مصرنا الحبيبة، سوف يعطي دفعة كبيرة للسياحة في مصر بشكل عام والسياحة الثقافية بخاصة بوصفه معلم سياحي شديد التميز، سيعمل على جذب السائحين من كل بقاع الأرض؛ فهو فرصة ذهبية حقيقية سانحة ستروي ظمأ العطشى لفهم الثقافة والتاريخ وحياة المصري القديم، وكل ما يحيط بالمتحف من معروضات، فهذا الزاد المعلوماتي الثري المرتقب وما سيقدمه من برامج تعليمية وتثقيفية، بحسب ما أعلنت عنه نشرات المتحف الإرشادية، من شأنه أن ينهض بعنصر الجذب السياحي الذي ينطوي على زيارة المواقع الثقافية والتاريخية، كالمتاحف والمعابد والقصور والمدن القديمة، للتعرف على التراث الثقافي، ونعلم جميعا مدى اهتمام السياح الثقافيون بالتعرف على الفنون المحلية مثل الموسيقى والرقص والفنون التشكيلية وغيرها.
لذلك فالسياحة الثقافية يمكن أن تعزز التبادل الثقافي بين الشعوب، وتسهم في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، كما ستتيح المشاركة في الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات والاحتفالات الثقافية والاطلاع على الثقافة والتاريخ المحلي، وتجربة الحياة المحلية، وكذلك فرصة تردد السائح لأكثر من مرة لزيارة البلاد، بغية استكمال معارفه التي لن تفي زيارة واحدة للإلمام بتاريخ حضارة واسعة عريقة بهذا الحجم الضخم.
السياحة الثقافية يمكن أن تدعم الصورة الذهنية للدولة، وتظهرها كدولة غنية بالثقافة والتاريخ، وتعزز التبادل الثقافي والتفاهم واحترام ثقافة الغير وتقديرها بين الشعوب، وستظهر كل ما من شأنه أن يؤكد الهوية الوطنية، ويضمن التراث الثقافي للدولة كجزء رئيس من هذه الهوية.
بنظرة أشمل تنشيط السياحة الثقافية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الدولة، من خلال توفير فرص اقتصادية جديدة وتعزيز الصورة الذهنية للدولة والحفاظ على التراث الثقافي.
ويمكن لتنشيط السياحة الثقافية أن يحقق للدولة المصرية منافع كثيرة وبخاصة الجانب الاقتصادي؛ بزيادة الموارد الاقتصادية والإيرادات بتردد الزائرين من كل صوب وحدب من بلدان العالم أجمع، وما يتطلبه سوق العمل من احتياج لليد العاملة في القطاعات الخدمية، كمجال الفندقة والسياحة والمقاهي والمتنزهات المختلفة، مما يفسح المجال لزيادة الاستثمارات؛ حيث تسهم السياحة الثقافية بشكل كبير في هذا المضمار كأحد أهم عوامل جذب الاستثمار في البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق والمطاعم والمراكز السياحية وغير ذلك، وتحفيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
ويعد استغلال هذا الحدث السياحي والتاريخي الضخم في تعزيز الصورة الذهنية للدولة أمر بالغ الأهمية والتأثير يصب في صالح الدولة المصرية، فيظهرها بملامح التحضر والنبوغ الثقافي والتاريخي والمعرفي بشكل بالغ الثراء والرفعة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل يمتد إلى استغلال افتتاح هذا المتحف واحتفاليته الفنية الباهرة المرتقبة رفيعة المستوى، المزمع حضورها من جانب رؤساء وملوك دول العالم، في دعم التنمية المستدامة عبر توفير فرص اقتصادية جديدة، والدفع قدما بالتنمية المحلية، ناهيك عن الدور الذي تلعبه السياحة الثقافية النشطة في الحفاظ على تراث الدولة الثقافي، والعمل على اجتلاب الموارد المالية اللازمة لصيانة المواقع الأثرية والثقافية بشكل دوري، يضمن حالتها الناصعة، بعيداً عن تأثير الزمن وعوامل التعرية ذات التأثير السلبي في تغيير ملامح المنشآث التاريخية.
مما لا شك فيه أن تنشيط السياحة الثقافية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الدولة كما تقدم، وقد تم تصميم المتحف ليشتمل على مجموعة واسعة من القطع الأثرية المصرية، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون.
أما عن دورنا في الحفاظ على هذا المشروع، فيجب مراعاة الآتي:
1- إجراء صيانة دورية للمتحف، بما في ذلك الأبنية والمعروضات، لضمان سلامتها واستمراريتها.
2- تدريب وتأهيل العاملين في المتحف على كيفية التعامل مع المعروضات والزوار، وتقديم تجربة سياحية مميزة.
3- الترويج للمتحف عبر وسائل الإعلام المختلفة، لجذب الزوار وتعزيز السياحة في مصر.
4- التعاون مع المتاحف والمنظمات الدولية الأخرى، لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز المكانة العالمية للمتحف.
5- توفير الأمن اللازم للمتحف والمعروضات، لضمان سلامتها وحمايتها من أية مخاطر محتملة.
6- التفاعل مع المجتمع المحلي والزوار، من خلال تقديم برامج تعليمية وترفيهية، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي المصري.
7- تحديث وتطوير المتحف بلا توقف، بإضافة معروضات جديدة وتقديم تجارب سياحية شديدة الابتكار والتميز.
ونهيب بوزارة الثقافة ووزارة السياحة القيام بدورهما الحيوي في الإشراف على المتحف المصري الكبير؛ بإدارته بشكل صحيح، والعمل على الحفاظ على التراث الثقافي المصري، بما في ذلك القطع الأثرية والمواقع الأثرية، وأن تقوم وزارة الثقافة بتنظيم فعاليات ثقافية في المتحف، مثل المعارض والندوات والعروض الفنية باستمرار، تعزيزًا للوعي الثقافي لدى الشعب المصري، من خلال تقديم برامج تعليمية وترفيهية.
أما وزارة السياحة فنهيب بها الاضطلاع بدورها الحيوي في الدعاية الكافية وتفعيل دور المكاتب الإعلامية بالخارج؛ للترويج للمتحف المصرى الكبير لجذب المزيد من الزائرين؛ تعزيزا للسياحة في مصر، بالاضافة إلى توفير الخدمات السياحية اللازمة للزائرين، بما في ذلك خدمات النقل والإقامة والمطاعم، والتعاون مع القطاع الخاص؛ لتعزيز السياحة في مصر، وتوفير خدمات سياحية مائزة ترضي ضيوف المحروسة..
مبارك لمصر هذا المشروع الضخم، الذي يضاهي عظمة مصر ومكانتها بتاريخها وحضارتها العريقة على مر الأزمان!