أزمة «ربيع العمر».. مشروع تخرج في كلية إعلام يبحث عن حلول لمشاكل «التوهان والحيرة»

25-5-2025 | 14:34
أزمة ;ربيع العمر; مشروع تخرج في كلية إعلام يبحث عن حلول لمشاكل ;التوهان والحيرة;أفراد مشروع تخرج كلية الإعلام
سارةعلى عبد الرحمن
الشباب نقلاً عن

سمعنا كثيرا عن أزمة منتصف العمر التي تواجه كثيرين، ولكن الجديد هو أزمة "ربع العمر" التي يعيشها كثير من الشباب إن لم يكن أغلبهم، فهي مرحلة عنوانها ضبابية الرؤية والتشتت وعدم وضوح الأهداف بجانب المشاعر المتضاربة ما بين تفاقم الأمل والتسارع والإحباط والملل والضغوطات الشديدة تحت وطأة المقارنات مع الأقران.. وقد رصد مشروع تخرج طلبة بكلية إعلام القاهرة هذه الأزمة وتناول تفاصيلها وقدم آليات عملية لحلها بخطوات علمية بسيطة ومدروسة وسهلة في تنفيذها .. تفاصيل أكثر في السطور القادمة.

موضوعات مقترحة

الفكرة

تقول فرح هاني قائدة الفريق إن فكرة مشروع التخرج جاءت بعد فترة تفكير، وتضيف: كان المطلوب منا عمل مشروع اجتماعي، وكانت أمامنا الكثير من الأفكار التي تم طرحها من قبل، وكان هدفنا البحث عن فكرة مميزة وواقعية، وفي احدي جلسات التفكير والدردشة ومرورنا بشريط ذكرياتنا طوال سنوات الجامعة ومرورها سريعا تشاركنا جميعا شعور القلق فيما سوف نواجهه من مشكلات بعد التخرج، وبدأنا نسرد مشاعرنا المختلفة وأفكارنا وطموحاتنا ووجدنا أننا جميعا لدينا شعور بالقلق و"التوهان" والعديد من الاستفهامات عن الخطوة التالية، ومن أين نبدأ الحياة العملية، وما نريد أن نصل إليه، وفكرنا أنه طالما لدينا جميعا نفس المشاعر بنسب متفاوتة، فهل واجه الخريجون قبلنا نفس المشكلات؟ وقررنا نبحث ونسأل في دوائرنا القريبة ونوجه السؤال لإخوتنا الأكبر وأصدقائنا الخريجين عن حالتهم الشعورية في هذه الفترة من عمرهم، ووجدنا نفس الإجابات تقريبا التي نشعر بها وكأن "التوهان والحيرة" هما عنوان هذه المرحلة من العمر، ولذلك فكرنا أن نناقش هذه الفكرة في مشروع التخرج لأنه بالتأكيد يوجد جزء كبير من الشباب يمر بنفس الحالة مثلنا وبدأنا العمل علي الفكرة والتحضيرات للمشروع.

أفراد مشروع تخرج كلية الاعلام

أزمة 20

بالبحث وجدنا أن هذه أزمة لها مسمي "أزمة ربع العمر:" وهذا المصطلح أول من أطلقته "ألكسندر اروبينز" وهي صحفية أمريكية واجهت نفس الحالة وعانت من تحديات مشابهة مع أهلها وفي حياتها العملية خلال هذه المرحلة العمرية من حياتها، ونجحت في تخطي هذه المرحلة وقدمت نصائحها الفعّالة لتخطي هذه المرحلة في كتابها "التغلب علي أزمة ربع العمر"، فيما أوضح أيضا باحث في علم النفس بجامعة جرينتش البريطانية أنه لا داعي للقلق فهذه حالة شبه طبيعية ويرجع سببها إلي الرغبة الملحّة في تحقيق النجاح بل يجد أنها فترة قد تكون محفزة للبحث عن خطوات لتحقيق هذا النجاح.

أفراد مشروع تخرج كلية الاعلام

ووجدنا أنه يعاني منها جزء كبير من الشباب حول العالم ولها أبعاد نفسية، فنشعر بعدم تجلي هدف واضح نسعي لتحقيقه فكل الأهداف عامة وفضفاضة وغير محددة برؤية وخطوات تنفيذية ملموسة، ولدي أغلبنا سقف طموحات وتوقعات عال جدا فيما يخص الوظيفة والدخل في مقابل اصطدامنا علي أرض الواقع بعدم سهولة الانخراط في الحياة العملية والحصول علي وظيفة الأحلام وهذا بالإضافة لتحديات اجتماعية نواجهها مع الأهل لإقناعهم بطبيعة الوظائف البديلة وتغير شكل سوق العمل ومحاولة إقناعهم بتغيير الصورة النمطية لطبيعة المسار الوظيفي التقليدي الذي يقتنعون ويثقون به ويجدون أن حديثنا عن وظائف عبر الإنترنت وسوق العمل الحر والمستقل أحلام لا علاقة بها علي أرض الواقع، هذا بخلاف حالة المشاعر المتخبطة بين الانفعالات العاطفية المتقلبة والقلق والإحباط والملل وفقدان الشغف وأحيانا الاكتئاب، وأطلقنا علي المشروع هذا الاسم لأن أزمة ربع العمر يمر بها الشباب عادة وتبلغ ذروتها تحديدا من 20 وحتي 22 سنة.

أفراد مشروع تخرج كلية الاعلام

خطة تنفيذ المشروع

أطلقنا حملة توعية وصفحات خاصة باسم المبادرة أو المشروع علي منصات التواصل الاجتماعي وقمنا بعمل العديد من الفعاليات التي تناقش الفكرة بهدف التوعية بها وآليات تخطيها بشكل عملي، فقمنا بعمل أكثر من 15 مقابلة متعمقة مع مختصين في علم النفس ومعالجين ومدربين توظيف مهني ومختصين بالعلاقات والإعلام ودوره في مناقشة هذه القضايا مع مختصين لرفع وعي الأهل بطبيعة التحديات النفسية التي يواجهها أبناؤهم في هذه المرحلة من العمر، وكذلك تأثير الأعمال الفنية في تسليط الضوء علي دور الأسرة في احتواء ودعم أبنائهم في اكتشاف ذاتهم وتحقيق أحلامهم والأهداف الخاصة بهم وعدم إرغامهم علي تحقيق أحلام الأهل علي حساب رغباتهم الشخصية، وكانت أحد أهم نصائح مدربي التوظيف المهني هي ضرورة تعرف الشاب علي مهاراته السلوكية وقدراته، وبناءً عليه البحث وراء توظيف هذه المهارات في مسار مهني يضعه علي طريق الهدف وتحقيق الذات.

وقمنا بعمل سلسلة باسم "تويكس" هدفها التوعية والتركيز علي المسارين الرئيسيين في علاج الأزمة وهي مسارات الدعم النفسي والمهني وخلاله قدمنا توعية بكيفية اكتساب عادات جديدة وآليات بسيطة للبعد عن التشتت ونصائح عملية في تنظيم الوقت وغيرها باعتبار هذه من أبرز الأسباب المساعدة في تفاقم الأزمة، وفي هذا الإطار حرصنا علي التنسيق والرعاية من جانب وزارة الشباب والرياضة بدورها كمظلة كبيرة داعمة بشكل عملي في تطوير وتأهيل مهارات الشباب المصري وإعداد كوادر وقيادات قادرة علي بناء مستقبل بلادهم، هذا بجانب العديد من أشكال المحتوي والنصائح العلمية والحياتية السريعة التي نقدمها في أشكال متنوعة بين عمل تقارير حية من الشارع تجمع  أسئلة من الشباب وتطرحها على المختصين بهدف الوصول لحلقة وصل بين ما يشعر به الشباب ويريد التعبير عنه وتوجيهه بشكل علمي وعملي وكذلك توجيه الأهالي للطريقة المناسبة للتعامل مع حالة التخبط التي يعانيها الشباب، هذا بجانب تقديمنا لصور وفيديوهات ونصوص مجهزة بشكل جذاب لتوصيل الرسالة المستهدفة، كما قدمنا فعاليات كبيرة في المكتبات، واستضفنا مختصين وأهالي وكان الحدث بمثابة حلقة نقاش مفتوح بين المختصين والشباب والأهالي، واستضفنا في الفعاليات نماذج شباب ناجحين تخطوا مرحلة التشتت والتخبط بعد فترة من دخولهم الحياة المهنية ونجحوا في الوصول لأهداف جديدة بعد تعرفهم علي مهارات إضافية في شخصياتهم حققوا من خلالها نجاحات إضافية بخلاف مسارهم الوظيفي التقليدي.

الفريق والرؤية

فريق الحملة والمشروع مكون من 20 طالبا وطالبة في الفرقة الرابعة بكلية إعلام قسم العلاقات العامة دفعة تخرج 2025، وأكدوا أن لديهم هدفا أكبر لاستكمال مشروعهم، فهم حاليا يحضرون لتدشين موقع يحمل اسم المبادرة ويعتبر بمثابة مكتبة تحوي مختلف المواد العلمية والإعلامية والمقابلات والكتب والفيديوهات التي تناقش الأزمة وتغطيها بكل جوانبها وتقدم دليلاً عملياً لتخطي الأزمة وتقديم الدعم لكل شاب أو فتاة يمر بهذه الأزمة، وهدفنا الأول توصيل رسالة طمأنينة ودعم لكل من يمر بهذا الأزمة أنه ليس بمفرده ويطلع علي تجارب آخرين مروا من هذه المرحلة وتخطوها بسلام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: