إحساس بالذنب قاتل يقيدنى وينغرس فى جنباتى بأزلام من نار أكتوى بها ليل نهار فلجة الخطيئة التى أوقعت نفسى فيها تحاوطنى كالسوار أختنق بها لا أقدر على الحياة ولا أستطيع مغادرتها.
موضوعات مقترحة
ربما أكون قد جننت أو أننى سقطت فى هوة سحيقة لا قرار لها غير أنى أعرف أن الطريق الذى أسلكه ليس قويما فأنا زوجة و أم و لأنى تزوجت رغما عنى لم أحب زوجى يوما بل كنت أكرهه و أشعر كلما اقترب منى بدونيتى و كأننى " سبية " فى فراش شرعى .
حاولت أن أنفصل عنه و لكن عائلتى اعترضت بحجة أنهم لا يعترفون بمبدأ الطلاق و أن على الزوجة أن تتحمل أقدارها مع شريك حياتها دون أن تكل أو تتمرد عليه .
مرات عديدة تحملنى ثورتى غضبا إلى بيت والدى فلا أجد من ينصفنى أو يناصرنى غير تأنيب و توبيخ لتركى بيتى بهذه الصورة .
كانوا يرون أننى سوف أفضحهم بإقدامى على الطلاق و لا عليهم غير أن الناس سوف تلوك سيرتى و تنهش شرفى بما فغلت و ما لم أفعل .
سنوات مضت كأنها الدهر تترك أثارها الحادة على وجهى فشاخ العمر منى قبل أوانه .
و لم أجد فى النهاية غير أن أستسلم لمرارة واقع فرضته الأيام على .. أتجرع مرارته سما زعافا و أنتظر أن يقضى على حياتى و لكن الموت يعاندنى و لا يأتى أبدا .
و جاء يوم تعرفت فيه على شاب ارتبطت به عاطفيا .. أحببته إلى درجة الجنون كنت أشعر معه أن الأيام التى خاصمتنى سنوات عمرى كلها أبت إلا أن تصالحنى و تهبنى الحب الذى يعوضنى عن قسوة الدنيا و آلامها .
لم أفكر بعقلى عندما أحببته و كنت اعى أنى زوجة و أحمل شرف رجل هو أب لأبنائى غير أنى كنت كمن فقدت كامل سيطرتها على نفسها أمامه أهرول ناحيته مهمومة بحبه لا ألوى على شىء .
و كأن السعادة التى وهبتها لى الدنيا فى غفلة من أيامى القاسية كانت وهما أو بارقة نور أضاءت ليالى السوداء و سرعان ما انقشعت ليعود السواد من جديد فقد انتهى الحب و هان و هنت معه عندما أسلمت أنوثتى له أشبع رجولته من ضعفى و حبى .
كنت ثملة بمشاعرى إلى حد اللاوعى و لم أدرك أن يدوس بأقدامه على حياتى و سعادتى به بكل قسوة و أنه ما أن انتهى منى حتى لفظنى ووصمنى بأبشع الصفات .
قال لى إنى رخصت فى عينه و أن الحب الذى استشعره فى قلبه تجاهى لم يكن إلا طريقا للغواية .
أكتب لك سيدى و أنا اتلظى بأزلام من نار انغرست فى روحى و أصفاد وهم عشته حتى التمرغ فى التراب، تجتاحنى أحاسيس يأس من حياتى و تراودنى أفكار انتحارية مخيفة .. هل انغلق باب الأمل إلى الأبد .. هل ضاع كل شىء .. هل يمكن أن تبتسم الدنيا ثانية ؟
لست أدر و لكن كل ما أدركه أننى أصبحت بقايا إمرأة هانت وضاعت وليس هناك من خلاص مما أنا فيه غير العذاب بلا نهاية.
س. م
الإحساس بالذنب شعور خانق يكتوى به صاحبه ولا نجاة منه تبعا لما أمرنا الله عز وجل به إلا مغادرة مرحلة الشعور بالذنب هذه إلى مرحلة الندم ومنها إلى التوبة تذللا لرب المغفرة والرحمة الذى لا يغلق باب رحمته فى وجه عباده فلا تقنطى من رحمة ولا تيأسى من مغفرته وهو الغفور الرحيم.
بالتأكيد أنت فى محنة حقيقية لجرم ارتكبته فى حق نفسك فما أقدم أحد على أن يلوثك أو يجترئ على شرفك بغير إرادة منك و ليس مبررا أنك تعيشين فى كنف رجل تكرهينه و تمقتين الحياة معه أن تنبشى فراشه بآثام تحت مظلة واهمة تصور لك المشاعر و كأنها المبرر لأفعال ما كان عليك أن تقدمى عليها .
هل استوعبت لما لفظك هذا الغاصب لكرامتك ضعفا و حبا ؟
هل تجرعت غوايته و مهانته و عادت لك مرارة الحياة و لكن مفعمة بأنياب الخطيئة تنهش روحك يوما بعد يوم ؟
لعل نفسك لن تستريح حتى تطهريها من دنس حب شيطانى احترقت معه كل معانى الإخلاص و الوفاء و ذلك بالتوبة و الاستغفار فإن باب الله لا يغلق رحمته فى أحد من عباده شريطة أن تستوعبى الدرس و تعرفى حدود الله و ما حرم و ما أحل من أفعال و صدق الله العظيم عندما قال {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} الأعراف/33.
ثم أين أنت من أولادك ألا تدركين أن ابتسامة صغيرة بريئة فى ثغر طفل هى السعادة بعينها أين أنت منهم و أين هم منك هلا فكرتى فى أمر حياتك بأسلوب آخر و أعدت النظر فى علاقتك بزوجك لعل هناك نقاط بيضاء فى عشرتكما تعيد أواصر الحياة بينكما من جديد و استغفرى لذنبك فالله غافر الذنوب جميعا .
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران/135.