الهواتف الصينية تكتسح السوق المحلي.. تراجع آبل وسقوط سامسونج في الصين

29-5-2025 | 13:52
الهواتف الصينية تكتسح السوق المحلي تراجع آبل وسقوط سامسونج في الصينسوق الهواتف الصينية
عمرو النادي

في ظل تصاعد الحرب التجارية والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، بدأت ملامح جديدة تتشكل في سوق الهواتف الذكية داخل العملاق الآسيوي، لم يعد المستهلك الصيني يبحث عن شراء "آيفون"، بل أصبح يفضل العلامات المحلية التي تحقق قفزات مذهلة في المبيعات، وفقا لـfarmingdale

موضوعات مقترحة

ضربة قاسية لآبل: تراجع للمركز الخامس

شهدت مبيعات الهواتف الذكية الأجنبية في السوق الصيني انخفاضًا حادًا بنسبة 49.6% خلال شهر مارس الماضي، بحسب ما أفاد به تقرير صادر عن "الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" (CAICT) ونقلته وكالة "رويترز".
شركة آبل الأمريكية كانت أكثر المتضررين، إذ تراجعت حصتها السوقية إلى 14.1%، لتحل في المركز الخامس، بعدما كانت تتربع على القمة قبل أقل من عامين. في المقابل، سيطرت أربع علامات تجارية صينية على المراكز الأولى، وهي: هواوي، أوبو، فيفو، وشاومي.

سامسونج.. من القمة إلى الهامش

لم يكن حال سامسونج أفضل. فبعدما كانت تستحوذ على نحو 20% من السوق الصيني في 2013، تراجعت حصتها بشكل دراماتيكي إلى 0.8% فقط في 2023. هذا الانحدار البطيء والثابت حول الشركة الكورية من لاعب أساسي إلى اسم شبه منسي في الصين.

أما آبل، فحاولت الصمود من خلال تقديم خصومات وعروض ترويجية على أجهزة آيفون، حتى قبل مرور عام على طرحها – وهي خطوة غير معتادة في استراتيجيتها التسويقية.

السوق الصيني.. عالم منفصل

ما يحدث في السوق الصيني يختلف كليًا عن بقية الأسواق العالمية. لم يعد الأداء أو السعر وحدهما معيارًا للشراء، بل أصبح دعم المنتجات المحلية جزءًا من السلوك الاستهلاكي.


وقد ساهمت الحكومة الصينية في تعزيز هذا التوجه من خلال تقديم دعم مباشر للهواتف التي يقل سعرها عن 6,000 يوان (حوالي 830 يورو)، وهي الفئة التي تسيطر عليها الشركات الصينية، مما منحها ميزة تنافسية حاسمة.

التوتر مع واشنطن يعزز "الانسحاب الوطني"

القيود الأمريكية، التي بدأت في عهد إدارة دونالد ترامب، والرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، غذّت المشاعر القومية بين المستهلكين الصينيين. أصبحت المنتجات الأجنبية تُرى على أنها أقل جاذبية، في ظل تصاعد الشعور بالفخر الوطني والاعتماد على الذات.

هواوي.. العودة من تحت الرماد

تجربة هواوي تقدم نموذجًا واضحًا للاستراتيجية التي يشجعها الرئيس شي جين بينغ، والمبنية على الاكتفاء الذاتي. رغم العقوبات الأمريكية القاسية، نجحت هواوي في استعادة موقعها داخل السوق، وبدأت في بناء نظام بيئي تقني خاص بها.
مشهد مشابه حدث في 2015 عندما قاطعت الصين المنتجات الكورية الجنوبية بعد نشر منظومة "ثاد" الدفاعية الأمريكية في كوريا الجنوبية، ما أدى حينها إلى انهيار مبيعات سامسونج.

تحدٍ استراتيجي أمام آبل وسامسونج

تواجه شركتا آبل وسامسونج تحديًا غير مسبوق في الصين. القضية لم تعد فقط مسألة استرجاع الحصة السوقية، بل تتعلق بإعادة صياغة قيمة العلامة التجارية في سوق يعتبر الانتماء الأجنبي نقطة ضعف

.
نجاح الشركتين في المستقبل مرهون بقدراتهما على تعديل الأسعار، بناء شراكات محلية فعالة، وفهم عميق للسوق الصيني المتغير.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة