فى وقتنا الحاضر نجد العمدة أو كبير القوم يرتدى العباءة ويمسك بالعكاز والمنشة، وجميعتلك المظاهر الشكلية استمدت أصلها من مصر القديمة، فكان المعبود «أوزير» يمسك بها ويرتديها.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن "أوزيرح" هو الحاكم وهو كبير القوم، فهو العمدة الذى يرتدى العباءة ويمسك بالمذبة "نخخ" والعكاز أو العصا المعقوفة "حقا وى شارات"، وكل حاكم هو وريث لأوزير من خلال ابنه حورس.
اكتشافات أثرية من مقبرة آمون مس
مصر القديمة
في مصر القديمة، كان النظام الإداري المصري القديم يعتمد على اللامركزية النسبية مع تفويض المهام إلى مسؤولين محليين تحت إشراف الملك والوزير قد لا يتطابق دور "العمدة" تمامًا مع المناصب المصرية القديمة، لكن الروح الإدارية كانت متقدمة لضمان استقرار الدولة.
في المدن والقرى الأصغر، كانت هناك شخصيات محلية تشبه دور العمدة، تُعرف بألقاب مثل حاكم المدينة أو رئيس القرية، وكان يشرف على الشؤون اليومية مثل توزيع الموارد وحل النزاعات وتنظيم المشاريع العامة، مثل (صيانة القنوات)، وجمع الضرائب وفض النزاعات وتوزيع المحاصيل وتنظيم الري والأمن.
ويضيف مجدي شاكر، أن وظيفة العمدة كانت إحدى الوظائف الهامة في مصر القديمة، حيث كانت طيبة عاصمة لمصر فى الدولة الحديثة، وكان هناك عمدة الضفة الشرقية للنيل عند بما فيها معابد الكرنك، فكان هناك مسؤولا آخر ووظيفة أخرى لعمدة الجهة الغربية من طيبة، وهو عمدة غرب طيبة، وكان يُطلق عليه فى اللغة المصرية القديمة أسم "حاتى عا"، ومعناهما المٌقدّم أو المتقدم أو الذي في المقدمة.
كان حامل هذا اللقب أثناء الدولة الحديثة محافظا لمدينة طيبة، التي كانت أهم معالمها القصور الملكية ومعبد الكرنك ومعابد أخرى ومركزا لديانة أمون رع السائدة في مصر القديمة. (كانت القصور والبيوت تبنى من الطوب اللبن لهذا فلم تبقى طويلا، أما المعابد فكانت تبنى من الاحجار لكي تبقى دواما.
كان عمدة المدينة حاملاً أيضا للقب ناظر شونة أمون، فكان بذلك مدير تموين معبد أمون ومعابد طيبة، ومن الأسرة ١٩ كان محافظًا أيضا لمدينة شرق طيبة، حيث أن الجزء الغربي من طيبة كان له عمدة خاص به، وهو عمدة غرب طيبة.
كان عمدة طيبة هو عمدة العاصمة كلها، وأما عمدة غرب طيبة فكان مسؤولا عن منطقة مقابر الفراعنة وما يتبع وادي الملوك من أعمال ومنشآت مثل الدير البحري وعمال دير المدينة.
اكتشافات أثرية من مقبرة آمون مس
مقبرة عمدة طيبة "اَمون مس"
وتمكنت البعثة الأثرية المصرية الكندية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة أونتاريو، من تحديد هوية صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر، والتي تم الكشف عنها في سبعينات القرن الماضي.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه على الرغم من معرفة المقبرة من قبل، إلا أنه لم يستطيع علماء الآثار من تحديد هوية صاحبها وألقابه.
وخلال أعمال الحفائر التي قامت بها البعثة المصرية الكندية خلال الفترة الماضية، تم التعرف على هوية صاحب المقبرة وأنها تخص شخص يدعى "اَمون مس"، عمدة مدينة طيبة خلال عصر الرعامسة، كما تم التعرف على عدد من ألقابه.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن هذه البعثة هي أول بعثة تعمل داخل المقبرة منذ اكتشافها في سبعينات القرن الماضي، مؤكدا على استمرار أعمال الحفائر ودراسة النقوش بالمقبرة لمعرفة المزيد من المعلومات حول صاحب المقبرة ودوره في التاريخ المصري القديم.
ومن جانبه قال محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن هناك العديد من القطع الأثرية والنقوش التى تم الكشف عنها من قبل في أماكن متفرقة بالبر الغربي بالأقصر تحمل ألقاب أخري لشخص يدعي "آمون مس" من بينها مستشار الملك، الأب الإلهي لآمون، وجامع الضرائب، ورئيس خدمة المحاجر لبعثة الملك رمسيس الرابع إلى وادي الحمامات، إلا أنه لم يتم حتى الآن التأكد أن هذه الألقاب تخص صاحب المقبرة Kampp23 أم هي لشخص آخر يدعي آمون مس شغل منصب عمدة طيبة في وقت لاحق لعصر الرعامسة.
ومن جانبها قالت د Dr. Casey L. Kirkpatrick رئيس البعثة من الجانب الكندي، أن البعثة مستمرة في أعمالها للكشف عن المزيد حول صاحب المقبرة، معربة عن آمالها أن تحسم مواسم الحفائر القادمة للبعثة الجدل حول شخصية صاحب المقبرة.
وأوضح عبد الغفار وجدي رئيس البعثة من الجانب المصري، أن هناك بعض الأدلة على إعادة استخدام المقبرة فيما بعد حيث عثرت البعثة على بقايا من الجص الملون الذي يغطي النقوش على الجدران المشيدة من الحجر الجيري، وبقايا جانبي المدخل الرئيسي المشيد من مواد مختلفة، وأجزاء من بعض اللقى الأثرية كتماثيل الأوشابتي.
وتتميز المقبرة بأنها منحوتة في الصخر ولها فناء مفتوح محاط من ثلاث جهات ببقايا جدران من الطوب اللبن، وبقايا صرح كبير من الطوب اللبن على الجانب الشرقي، كما يحيط بمدخل المقبرة نيشتان محفورتان في الجدران.
ويشبه التخطيط المعماري للمقبرة تخطيط مقابر عصر الرعامسة على شكل حرف T وبها دهليز يؤدي من المقصورة إلى حجرة الدفن، كما تضم تماثيل منحوتة في الصخر في الصالة المستعرضة والمقصورة.
اكتشافات أثرية من مقبرة آمون مس