مصر شريك فاعل في عالم متعدد الأقطاب.. الصين تحتضن منتدى شنجهاي «رسالة سلام من قلب شينجيانج»

23-5-2025 | 12:39
مصر شريك فاعل في عالم متعدد الأقطاب الصين تحتضن منتدى شنجهاي ;رسالة سلام من قلب شينجيانج;مشاركة مصر بمنتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنجهاي
أورومتشي ـ أحمد هواري

وسط تحديات جيوسياسية دولية متصاعدة بين حروب عسكرية وتجارية، وبؤر صراع مشتعلة من أوروبا للشرق الأوسط لجنوب آسيا، تواصل مصر مد جسور الشراكة شرقاً وغرباً، تعزيزاً لدورها كركيزة استقرار إقليمي، وشريكا فاعلاً في حوار ممتد متفاعل نحو عالم متعدد الأطراف، أكثر عدالة وجنوحاً للسلام.

موضوعات مقترحة

من هذا المنطلق جاءت مشاركة مصر بمنتدى التعاون الإعلامي لدول "منظمة شنجهاي"، والذي انطلقت فعالياته حتى 28 مايو الجاري، وتحتضن خلاله الصين أكثر من 200 ممثل لمؤسسات إعلامية كبرى بالمنظمة الإقليمية الأكبر من نوعها في العالم، والتي انطلقت رسمياً عام 2001، بهدف تعزيز السلام والتعاون والحوار والثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دولها الأعضاء، وما لبثت نواتها الأساسية المكونة من 6 دول أن توسعت بنجاحات لافتة، لتشمل مزيداً من الدول، وتضم مصر في 2022 كشريك حوار إقليمي.

وفي اختيار للمكان لا يخلو من دلالة رمزية، جاء تنظيم صحيفة الشعب الصينية للدورة الحالية من المنتدى الإعلامي لدول "منظمة شنغهاي"، في مقاطعة "شينجيانج" الصينية، بالشراكة مع حكومة المقاطعة الصينية ذاتية الحكم ذات الأغلبية المسلمة "الويجور"، كرسالة سلام وتعايش وتنمية، وسط عالم مأزوم يعصف بالحروب والنزاعات.

وفي حفل استقبال واسع ضم المشاركين بالمنتدى مع قادة حكومة منطقة شينجيانج الذاتية الحكم لقومية "الويجور"، أكد يو شاوليانج، رئيس صحيفة الشعب اليومية على ثلاثة مبادئ رئيسية يسعى المنتدى لترسيخها، أولها: تكريس قوة دافعة للسلام، والسعي لدفع الحوكمة العالمية نحو مسار أكثر عدالة وعقلانية، وضخ الطاقة الإيجابية للحفاظ على سلام العالم واستقراره.

وثانيها: توفير زخم للتبادل الحضاري، وبناء جسور الصداقة والتفاهم عبر تعزيز الحوار بين الحضارات المختلفة، والاستفادة من حكمة الثقافات المتنوعة لتحقيق التنمية المزدهرة المشتركة.

أما ثالثها: فإضفاء حيوية على التواصل بين الشعوب، وتوظيف مزايا وسائل الإعلام في نقل المعلومات وتسهيل التواصل بين السياسات ونشر الأفكار، لإبراز آفاق التنمية المشرقة، وتعزيز الثقة المتبادلةـ ورواية "قصص منظمة شنجهاي للتعاون" الحيوية المتميزة حول تقارب الشعوب وتناغم الدول.

وفي مدينة أورومتشي، حيث تلتحم ذرى الجبال بالسحاب في لوحة طبيعية حية، وتكتسي السهول بغطاء أخضر فريد الجمال، تتجلى عملية بناء ونماء متسارعة بإقليم شينجيانج لا تخطئها العين، بمبانيه الشاهقة، وبناه التحتية المتطورة، لينطق الواقع معبراً عما يمكن أن يحققه الاستقرار والتعايش من تنمية ورخاء.

وتهدف المنظمة لتعزيز سياسة حسن الجوار بين الدول الأعضاء، ودعم التعاون بينها وبين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي "ديمقراطي وعادل"، والتعاون الأمني كأحد المهام الرئيسية، ومكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات.

تعرف على منظمة شنجهاي

في 26 أبريل 1996، تأسست منظمة شنجهاي للتعاون كرابطة متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر الأنحاء الشاسعة لأوروبا وآسيا، وتوحيد الجهود للتصدي للتحديات والتهديدات الناشئة، وتعزيز التجارة فضلاً عن التعاون الثقافي والإنساني.

وتم تأسيس المنظمة بوصفها تكتلاً إقليمياً أوراسياً باسم "خماسية شنجهاي" يضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، وفي 15 يونيو عام 2001، أُعلن رسميا عن تأسيس "منظمة شنجهاي" للتعاون بشكلها الجديد، وتوسعت عضوية خلال الأعوام اللاحقة بانضمام الهند وباكستان وإيران إليها، لكي تضم حوالي نصف سكان الأرض. 

وتسعى دول المنظمة للتكامل فيما بينها على الصعيد الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الآسيوية وتوريد منتجات الطاقة، إذ تمتلك منظمة "شنجهاي"، في مجموع دولها، إمكانات كبيرة على المستوى الجيوسياسي، وفي مجال النفط والغاز والطاقة الكهربائية، فيما يفتح حصول أي دولة جديدة على عضوية المنظمة الباب أمام مزيد من التكامل الاقتصادي وترسيخ للتعددية "في مقابل سياسة القطب الواحد".

مصر و"منظمة شنجهاي"

في سبتمبر عام 2022، وقعت مصر على مذكرة انضمام إلى منظمة شنجهاي للتعاون، كشريك حوار.

انضمام مصر للمنظمة كشريك حوار يعد خطوة هامة نحو تعزيز علاقاتها مع دول المنظمة في عدد من المجالات، كالتجارة والاستثمار والطاقة والنقل والسياحة، فضلاً عن دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.

ويعكس انضمام مصر للمنظمة عدة أبعاد تتعلق بدورها المحورى فى إقليمها الشرق أوسطي وفى النطاقات الخارجية باعتبارها دولة مركزية مهمة تؤدى دورها فى حفظ السلام والاستقرار الإقليمى والدولى، كما تعطى دلالات واضحة بشأن الانفتاح المصرى على العالم من خلال مقاربة جديدة، وتفتح مجالاً لدوائر جديدة للسياسة الخارجية المصرية تعززت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى نجح بمهارة ومن خلال دبلوماسية القمة والتحركات الرئاسية فى تأكيد الحضور المصرى فى مناطق نفوذ وارتكاز جديدة، فى إطار معادلة تقوم على التوازن والندية والتحرك فى نطاقات متعددة لتحقيق المصالح المصرية العليا ووفقا لإستراتيجية الأمن القومى المصرى فى التحرك فى جمهوريات آسيا الوسطى وفى النطاقات الآسيوية المتعددة.

وكما يؤكد انضمام مصر لمنظمة شنجهاى، بما لا يدع مجالاً للشك، على مكانة مصر المركزية، يكفل لها فرصاً كبيرة وواعدة فى مجالات الاستثمارات الخارجية وجذبها، فضلاً عن تأكيد حضورها الإقليمي والدولي فى المنظمات الإقليمية المتخصصة، بين دول لها ثقلها السياسي والاقتصادي. 

وتنطلق مشاركة مصر بالمنظمة من دورها الرئيسي والريادي فى المنظومة الدولية، بفضل النجاح الكبير الذى حققته الأجهزة المصرية فى مسارات تحركها الخارجى، عبر نشاط دبلوماسي رئاسي محكم ومنضبط، بحسب تقرير للهيئة العامة المصرية للاستعلامات، يسعى لتقديم مصر كدولة عصرية، فى ظل الجمهورية الجديدة، للعالم، ليس فقط فى منظمة شنجهاى، وإنما فى كل التجمعات الاقتصادية الأخرى التى تخطط مصر للالتحاق بها فى الفترة المقبلة.


جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى

جانب من فعاليات منتدى شنجهاىجانب من فعاليات منتدى شنجهاى
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة