يُعاني الملايين حول العالم من مرض مزمن يُعرف باسم "الفيبروميالجيا"، وهو حالة تتميز بألم منتشر في جميع أنحاء الجسم، وإرهاق شديد، ومشاكل في النوم والذاكرة والمزاج.
موضوعات مقترحة
ورغم انتشار المرض، إلا أنه لا يزال يُصنّف "كمرض خفي" نظرًا لصعوبة تشخيصه وعدم وجود اختبارات معملية قاطعة لتأكيده، مما يزيد من معاناة المرضى في الحصول على الرعاية المناسبة.
وأكدت الاحصائيات أن حوالي 100 مليون شخص حول العالم مصابون بالفيبروميالجيا، وأن المرض أكثر انتشارًا بين النساء، حيث تشكل الإناث 75% إلى 90% من إجمالي المرضى.
ما هي الفيبروميالجيا؟
الفيبروميالجيا ليست مجرد آلام عضلية عادية، بل هي اضطراب يؤثر على طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم، مما يجعل الأشخاص المصابين بها أكثر حساسية للألم.
وتُشير الأبحاث إلى أن المرضى بالفيبروميالجيا قد يعانون من خلل في المواد الكيميائية في المخ التي تنقل الرسائل العصبية، بالإضافة إلى مشاكل في النوم العميق الذي يساعد الجسم على استعادة طاقته وإصلاح نفسه.
الأعراض
تتنوع أعراض الفيبروميالجيا وتختلف شدتها من شخص لآخر، حيث هناك من يعاني آلم مننتشر بالجسد، أو إرهاق مزمن يجعل أبسط المهام اليومية صعبة، أو المعاناة من صعوبة في التركيز، ومشاكل في الذاكرة، وبطء في التفكير. ولا تقتصر الأعراض على ذلك، بل قد تشمل أيضًا "صداع نصفي"، ومتلازمة القولون العصبي، وحساسية للضوء والضوضاء ودرجات الحرارة.
التشخيص
لا توجد فحوصات طبية "تحاليل أو إشاعة" ساعد في تشخيص الفيبروميالجيا، وهذا يعد تحدي كبير أمام الأطباء، ويعتمد الأطباء في تشخيصهم على الأعراض التي يصفها المريض، بالإضافة إلى استبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، وغالبًا ما يزور المريض العديد من الأطباء قبل أن يتم تشخيصه بشكل صحيح.
العلاج
يأتي العلاج بمثابة رحلة متعددة الأوجه تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض، ويشمل العلاج الأدوية التي تُخفف الألم وتحسّن النوم، مثل مضادات الاكتئاب.
كما تُعتبر العلاجات غير الدوائية حجر الزاوية في إدارة الفيبروميالجيا، وتشمل العلاج الطبيعي، والتمارين الرياضية المنتظمة، والعلاج السلوكي المعرفي، وتقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل.
التعايش مع الفيبروميالجيا
يُعدّ التعايش مع الفيبروميالجيا تحديًا يوميًا يتطلب صبرًا وقوة، وتلعب مجموعات الدعم دورًا حيويًا في مساعدة المرضى على تبادل الخبرات والشعور بأنهم ليسوا وحدهم.
كما أن التوعية بالمرض ضرورية لتغيير النظرة المجتمعية له، فكثيرًا ما يُواجه المرضى بالتشكيك أو عدم الفهم من قبل المحيطين بهم.