انطلق في القاهرة مؤتمر اقتصادي رفيع المستوى مع وفد صيني من مقاطعة قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو، بتنظيم جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى، رئيس الجمعية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وبمشاركة السفارة الصينية بالقاهرة، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد كبير من المسؤولين والسفراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال المصريين والصينيين.
موضوعات مقترحة
وعلى هامش المؤتمر، عُقدت لقاءات عمل ثنائية (B2B) بين كبرى الشركات المصرية ونظيراتها الصينية بهدف تعزيز سبل التعاون وفتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات استراتيجية ومحورية.
مصر والصين
ناقش المؤتمر سُبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، وفتح آفاق جديدة للشراكة، وتشجيع التعاون الثنائي، إلى جانب استعراض أبرز فرص الاستثمار في السوق المصري، وتبادل الخبرات في مجالات التصنيع والابتكار والتجارة الدولية.
خلال الجلسة الافتتاحية، أكد أحمد عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن الجمعية تؤمن بأهمية الاستفادة من الخبرات الصينية في توطين الصناعة في مصر عبر نقل التكنولوجيا وإعادة التأهيل الفني والتدريب الصناعي، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية للاقتصاد المصري والصادرات، وخاصة الصناعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة لخلق فرص عمل للشباب.
الاستثمار والسياحة
أشار عز الدين إلى جهود الجمعية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين منذ تأسيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية مع الصين عام 2007، والتي عملت على توحيد الجهود وتعظيم فرص التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، وتمهيد الطريق لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، معتبراً الصين من أبرز الشركاء الاستراتيجيين لمصر.
وأوضح أن الجمعية كانت من أوائل الداعمين لمبادرة "الحزام والطريق" في 2013، وانضمت إلى تحالفات اقتصادية مهمة مثل البريكس والتحالف العالمي للتجارة في الخدمات، معربة عن ترحيبها بدعم والترويج للمعارض الصينية الدولية الهامة مثل معرض كانتون الدولي للاستيراد والتصدير، باعتبارها منصة ترويجية فريدة للمنتجات والصناعات المصرية وفرصة لعقد شراكات تجارية وتبادل خبرات.
الشراكة الإستراتيجية
من جانبه، أكد وانغ ويجونغ، حاكم حكومة مقاطعة قوانغدونغ في جمهورية الصين الشعبية، على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر والدول الأفريقية، مشيراً إلى الإمكانات الهائلة للتعاون بين قوانغدونغ ومصر كشريك اقتصادي وتجاري مهم، خاصة منذ إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ونوّه بالتطور المضطرد في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين، موضحاً أن حجم التجارة بين قوانغدونغ ومصر ارتفع من 16.8 مليار يوان في 2015 إلى 23.2 مليار يوان في 2024.
الاقتصاد الرقمي
وأضاف أن قوانغدونغ تستحوذ على حصة كبيرة من إجمالي التجارة بين الصين ومصر، تقارب خمس القيمة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 6.49 مليار يوان محققاً نمواً بنسبة 12.4% خلال الربع الأول من العام الجاري.
ولفت إلى مجالات التعاون الرئيسية مثل التعاون الصناعي، والطاقة الجديدة والتنمية الخضراء، والسياحة، والاقتصاد الرقمي، معتبراً أن قوانغدونغ تتمتع بمزايا رائدة في مجالات الطاقة الكهروضوئية، والطاقة النووية، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة.
السيارات الكهربائية
وأشار إلى أن قوانغدونغ تنتج ربع السيارات الكهربائية الجديدة في الصين، ورحب برغبة الأصدقاء المصريين في قيام الشركات من قوانغدونغ بالاستثمار في مجال الطاقة الجديدة في مصر.
وفي مجال الاقتصاد الرقمي، أكد أن قوانغدونغ تتصدر سرعة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتدعم الشركات للمشاركة في بناء شبكات الاتصالات ومشاريع المدن الذكية في أفريقيا، وتقديم حلول واستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
السياحة الصينية
في مجال الفضاء التجاري، أشار إلى أن قوانغدونغ موطن لشركات بناء منصات إطلاق الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية البحرية، معبراً عن أمله في تعزيز التعاون في تكنولوجيا الفضاء.
وبالنسبة للسياحة، وصف قوانغدونغ بأنها أكبر مقاطعة مصدرة للسياحة في الصين والأكثر استقبالاً للزوار الدوليين، مشيراً إلى أن العديد من المعالم المصرية الشهيرة تجذب عددًا متزايدًا من سياح قوانغدونغ، معرباً عن أمله في تعزيز التعاون السياحي وتنمية الأسواق السياحية المشتركة.
ورحب بالمستثمرين المصريين لتعميق التبادلات والتعاون مع قوانغدونغ وزيادة الاستثمارات بها. وشهد المؤتمر حضور أكثر من 40 شركة وجمعية صناعية من قوانغدونغ مهتمة بتوقيع عدد من المشاريع الهامة خلال الحدث.