في ذكرى أمير شعراء الرفض.. حكاية أمل دنقل مع إيزيس وفيلم أخناتون| صور

21-5-2025 | 19:01
في ذكرى أمير شعراء الرفض حكاية أمل دنقل مع إيزيس وفيلم أخناتون| صور أمير شعراء الرفض أمل دنقل في قريته القلعة خلال فترة شبابه
محمود الدسوقي

وُلد أمير شعراء الرفض أمل دنقل فى قرية القلعة عام ١٩٤٠م، ويمر اليوم على ذكرى رحيله ٤٢ سنة، وقد تبقى  من آثاره الكثير في موطنه رأسه بقرية القلعة التابعة لمركز قفط جنوبي قنا، منها تلك الجبانة التي تضم رفاته، وكذلك البيت الطيني العتيق، الذي عاش فيه وتردد فيه صوت أنفاسه، وأيضا قصاصات الأوراق التي خطها بقلمه، وهو ينقل أشعار رفاقه، التي أعجب بها فوضعها في كراريس صارت صفراء، بالإضافة لعدد من الصور التذكارية بالأبيض والأسود، وهو يرتدي العمامة والجلباب، وصورته مع صديقه عبدالرحمن الأبنودي بالبدلة القديمة في إحدي ستديوهات قنا العتيقة.

موضوعات مقترحة

القلعة 

تضم الوحدة المحلية لقرية القلعة بقفط جنوب قنا بصعيد مصر، مسقط رأس الشاعر أمل دنقل عددًا من القري فى الوقت الحالي وهى الظافرية وبئر عنبر، التى كانت طريقًا للحجاج المصريين والعرب والتى تم ذكرها فى كتابات الحملة الفرنسية، حيث كانت عنبر معبرًا للقادمين من عرب الحجاز للوقوف ضد الحملة الفرنسية، كما كانت من قبل لكونها قريبة من القصير معبرًا للهجرات العربية فى عصور مختلفة.

بدوره قال الأثري شاذلى دنقل، قريب أمل دنقل، فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أن مولد الشاعر أمل دنقل فى قرية القلعة كان له أبلغ الأثر في نفسه، فهى القرية التى تضم التراث العربى والسير العربية الشعبية والتى استقاها الشاعر فى مسيرته الشعرية، وكذلك التراث الفرعونى من المعابد حيث كان له تأثيره عليه، فالقرية تضم معبد إيزيس التى ذكرها فى قصيدة العشاء الأخير والتى يقول فى مطلعها: (أعطني القدرةَ حتى أبتسم.. عندما ينغرسُ الخنجر في صدر المرح، ويدبُّ الموتُ، كالقنفذ، في ظلِّ الجدار، حاملا مبخرة الرعب لأحداق الصغار، أعطني القدرة.. حتى لا أموت، منهكٌ قلبي من الطرق على كل البيوت) ثم يتحدث عن آلام إيزيس وأوزوريس وطفلهما حورس.

ويقول أمل دنقل فى العشاء الأخير متسائلاً عن مصير أوزوريس ربما أحياك يومًا دمعُ ” إيزيس” المقدس، غير أنا لم نعد ننجب إيزيسَ جديدة، لم نعد نصغي إلى صوت النشيج ثقلت آذانُنا منذ غرقنا في الضجيجع".

ويوضح شاذلى دنقل كبير الأثريين بآثار قفط أن معبد إيزيس بالقلعة موطن قرية أمل دنقل يقع شمال شرق مدينة قفط، ويطلق عليه معبد كلاوديوس، وهو معبد روماني، وهو مشيد على محورين جنوبي ومحور آخر شرقي، المدخل الجنوبي يؤدي إلى صالة كبيرة، تؤدي مباشرة إلى حجره جهة الشمال والمدخل الأخر جهة الشرق عبر صالات وحجرات جانبية.

ثم قدس الأقداس والمناظر في المعبد تمثل الأباطرة الرومان تابيروس، والإمبراطور كلاوديوس، وقد كرس هذا المعبد لعبادة الآلهة إيزيس، وحورس، كما به منظر للإمبراطور كلاوديوس، أمام الآلهة إيزيس وحورس، والآلهة حتحور، وآلهة آخرى، وهناك ممرات خلف قدس الأقداس، والحجرات الجانبية، كذلك نري مدخل جهة الغرب يؤدي إلى سلالم، ثم إلى حجره مرتفعة عن الحجرات السابقة، وأيضًا من جهة الشرق ممرات تؤدي إلى سلالم للصعود إلى سطح المعبد، وهناك جهة الشمال حجرات جانبية، البعض منها لازالت بعض سقوفها موجودة وتمثل مناظرها صفحة السماء، وعليها النجوم.

ومعبد القلعة مشهور بوجود مجموعة سراديب، ربما كانت مخازن في فتره من الفترات أو لأغراض أخري مختلفة، وعلى الحوائط أيضًا مناظر التقديمات المختلفة للملوك والأباطرة، وهى المناظر التى اعتاد أمل دنقل رؤيتها فى طفولته وصباه قبل ارتحاله للقاهرة، وتقوم سنويًا بعثة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بدراسة النقوش وتسجيلها تسجيلا علميا وثائقيا وتم نشر المعبد باللغة الفرنسية، فقد استلهم أمل دنقل التراث الروماني الذي يتواجد فى قريته من خلال الآثار فى قصيدة سبارتكوس محرر العبيد.

ويضيف شاذلى دنقل أن أمل دنقل كان يرفض التدين المزيف فهو يعرف جوهر الدين الحقيقي والذي جعلته فى بعض الأحيان يقوم بإلقاء الخطب الدينية، بل حذر فى وقت مبكر من التيارات الدينية المتشددة، مؤكدًا أن أمل دنقل الشاعر القومي العربي لم يكن مختلفًا عن أمل دنقل الذي استلهم التراث الفرعوني والذي شاهده فى قريته منذ الصغر وقرأ عنه وربما هذا الذي جعل المخرج الكبير شادي عبدالسلام يرشحه لبطولة فيلم إخناتون فى تجربة لم تكتمل.


معبد إيزيس فى قرية القلعةمعبد إيزيس فى قرية القلعة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة