«مصر أيقونة النصر».. كيف استخدم قطز سلاح الإعداد النفسي في مواجهة الاجتياح المُغولي؟

21-5-2025 | 16:37
;مصر أيقونة النصر; كيف استخدم قطز سلاح الإعداد النفسي في مواجهة الاجتياح المُغولي؟ معركة عين جالوت ـ تعبيرية

يعد الخطر المُغولي من أعظم وأشد التحديات السياسية والحضارية التي واجهت المسلمين على الإطلاق، حيث تعرض العالم الإسلامي لأوقات عصيبة زمن الغزو المُغولي في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، إذ دمرت الجيوش المغولية مدن المسلمين، وأتت على كثير من الناس قتلاً أو أسراً أو تعذيباً، وقوضت معالم المدينة في كل مكان بغير شفقة أو رحمة.

موضوعات مقترحة

وكان لذلك أثره السلبي على الحالة النفسية والمعنوية وسادت روح الإنهزامية وفقدان الثقة بالنفس والاستسلام يصاحبها حالة من الرعب والفزع وزاد الطين بلة، أنه لم يكن هناك وقتذاك قوة إسلامية تسطيع مواجهة مثل ذلك الاجتياح العنيف الذي قاده جنكيزخان وأولاده وأحفاده، فالخلافة العباسية في حالة اضمحلال، ودولة السلاجقة في بغداد أصبحت أثرًا بعد عين، وكذلك دولة سلاجقة الروم بأسيا الصغرى آخذة في الضعف والتدهور، ثم الدولة المملوكية الناشئة بمصر والشام لم تبلغ من العمر سوى بضع سنين وكيانها لايزال في كفة الميزان وأخطار حداثتها لاتزال محدقة بها من كل جانب داخلي وخارجي، ولكن شاء القدر ان يكون لمصر دور السيادة والريادة في صد الخطر المُغولي وحماية العالم أجمع من اجتياحهم البربري.

ولكن هذا الوضع استوجب ضروة استخدام سلاح الإعداد النفسي الجيد حتى يستنى للماليك بقيادة سيف الدين قطز مواجهة فزاعة المُغول التى أسقطت معظم بلدان المشرق الإسلامي وقضت على الأخضر واليابس وصاحبها ضغوط وحروب نفسية لاحصر لها أفقدت الجميع توازنه وثقته بنفسه.

ولما كان الإعداد النفسي في أحد تعريفاته: هو تلك الاجراءات التربوية التي تمنع الاستثارة الزائدة والمنخفضة التي تؤثر بالسلب على مستوى الانجاز وتساعد على خلق ظروف مناسبة تؤدي إلى الاقلال من الاحساس بالخوف والقلق النفسي وعدم الثقة وتكون إداة جيدة في تحقيق الانجاز والأهداف المرجوة.

فعندما ظهر قطز ومعه فريق عملة أدركوا قيمية وأهمية الإعداد النفسي فكانت لدى قطز رؤية وخطوات للتغير وخطط للإعداد النفسي للتصدي لخطر المغول على مصر عام 658ه/1260م وجاء الإعداد النفسي  لمواجهة الخطر المغولي من خلال عدة محاور وهى على النحو الأتي : 

1.الرؤية السياسية وقراءة الواقع

من خلال قراءة الواقع السياسي فكان لازماً على قطز كخطوة أولى  خلع الطفل نور الدين علي لأنه يعلم أن الأمر جد خطير ويجب أن يكون هناك خطوات للتغير مبنية على وحدة الصف الداخلي والعمل على الاستقرار لأن ذلك هو السبيل الوحيد للقدرة على مواجهة التحديات والأخطار الخارجية.

فجمع قطز الأمراء وكبار القادة والعلماء وأصحاب الرأي في مصر وكل هؤلاء هم المحركين الفعليين لطوائف الشعب المختلفة وقال لهم كما أورد عبد المللك العصامي المكي في كتابه أنباء الاوائل والتوالي" أني ما قصدت ألا أن نجتمع على قتال التتار ، ولا يتأتى ذلك بغير مُلك فإذا أخرجنا وكسرنا هذا العدو ، فالأمر لكم ، وأقيموا في السلطة من شئتم"

ومن أبرز خطوات الاعداد النفسي التي انتهاجها قطز هو اعلانه للجهاد في سبيل الله حتى يجمع الناس من حوله على قضية جهادية وهذا ينم عن رؤية سياسية وقراءة جيدة للواقع ، وكما أورد الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام "فجمع قطز الأمراء والاعيان فحضر الشيخ عز الدين بن عبد السلام والقاضي بدر الدين السنجاري وجلس الملك المنصور في دست السلطنة فاعتمدوا على ما يقوله الشيخ عز الدين فقال: إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم".

خطوة العفو الحقيقي ووحدة الصف

لقد حدثت فتنة بين المماليك البحرية والمماليك المعزية، وكانت بدايات الفتنة من عام 652هـ/1254م عندما قُتِلَ فارس الدين أقطاي قائد بيد عز الدين أيبك،  ثم بدأت المشكلة تتفاقم تدريجياً إلى أن وصلت ذورتها بمقتل عز الدين أيبك ومن بعده شجر الدر، وكانت معظم المماليك البحرية وعلى رأسهم القائد ركن الدين بيبرس قد فروا من مصر إلى مختلف إمارات الشام، وحدث شقاق وخلاف وعداء سياسي بين الطرفين.

فلما أعتلى قطز كرسي الحكم بمصر، أصدر قرارًا بالعفو عن المماليك البحرية دون خداع أو مكر،  فالمصلحة العامة تقتضي وحدة الصف، ودعاهم بالعودة إلى مصر وتصالح مع بيبرس؛ لأنه يعلم كفائته القتالية العالية ومهارته القيادية وذكائه الحاد وولاء المماليك البحرية له. 

ولمّا قدم بيبرس إلى مصر عظم قطز من شأنه وأنزله دار الوزارة، وعرف له قدره وقيمته، بل أقطعه قليوب وما حولها من القرى وعامله معاملة الأمراء.

وذكر قطب الدين اليونيني ت 726هـ في كتابه "ذيل مرآة الزمان" أن الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري  فارق الملك الناصر من دمشق مهاجراً إلى خدمة الملك المظفر سيف الدين قطز، فسار إليه ودخل القاهرة يوم السبت ثاني وعشرين من ربيع الأول ثمان وخمسون وستمائة، فركب المظفر للقائه وأنزله في دار الوزارة وأقطعه قصبة قليوب لخاصة، وأشار عليه بملاقاة التتار.

ولقد انضم إلى جيش مصر الكثير من الجنود الشاميين وكانوا في معظمهم من جيش الناصر يوسف صاحب دمشق وحلب، وانضم جيش حماة على رأسه المنصور أمير حماه وتحققت وحدة مصر والشام؛ مما ينبىء برفع الروح المعنوية وعودة الثقة بالنفس والمضي خطوة في طريق النصر.

وعلى الجانب الآخر ومع أوائل عام 658هـ/1260م فكان المُغول قد أسقطوا حلب ودمشق وكل فلسطين واقتربوا من الحدود المصرية وأثاروا الرعب والذعر والخوف بين الجميع وقادوا حرباً نفسية كبيرة لاتقل أهمية عن مهارتهم الحربية وحروبهم العسكرية وصارت مصر في المواجهة. 

2.التأهيل النفسي ورفع الروح المعنوية

كانت مهمة التأهيل النفسي ورفع الروع المعنوية من أصعب المهام التي واجهت قطز على الاطلاق ولاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي كانت تعاني منها مصر خلال تلك الحقبة ، فكانت لديه رغبة ملحة أن يحظى بطاعة ومحبة الناس ليعاونه على تنفيذ مخططه في مواجهة المُغول لأن الجيش غير المؤيد بشعبه جيش لايقوى أبداً على الصمود فلابد من السند الشعبي للقائد والجيش وألا فالنصر مستحيل.

-رفع شعار الجهاد وتقديم العلماء

من الخطوات التي اتببعها السلطان قطز في الاعداد النفسي أعلانه التعبئة العامة والدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، مغتنماً فرصة أن الجنود شديدة الارتباط بربها عند المعارك والحروب وشديدة التضرع اليه فأراد بتلك الدعوة رفع الهمم.

فقد أورد اليونيني في كتابة "ذيل مرآة الزمان" من ناحية الغزو والجهاد فقد كان للعلماء دوراً باراً وأثراً واضحاً في وقف الزحف المغولي الوحشي". 

فقد أعطى قطز مساحة كبيرة للعلماء والدعاة للقيام بدورهم في تربية النفوس والاعداد الجيد للمصريين حتى يتمكنوا من مواجهة جحافل المُغول والتصدي لها.

-الادارة ومواجهة الأزمة

من بين الأزمات التي واجهت قطز أرسال هولاكو بأربعة رسل معهم رسالة تحمل بين طياتها التهديد والوعيد وكان رد قطز على تهديد هولاكو واضحاً إذ قبض على رسل المُغول وأعدمهم توسيطاً وعلق رؤسهم على باب زويلة ونودي في القاهرة وسائر الاقاليم بالخروج للجهاد  كما ورد في الكتبي  في "فوات الوفيات"، والمقريزي في الجزء الأول من  "السلوك لمعرفة دول الملوك". 

ولهذا الأمر دلالة ورمزية كبيرة، حيث وصلت للمجتمع رسالة مؤداها أن أسطورة المغول من الممكن التصدي لهم وأن رسل المغول قتلوا وعلقت رؤوسهم على باب زويلة على مرأى ومسمع من الجميع، فأعلى الجميع شحذ الهمم والبعد عن الخوف والانهزامية والاستسلام .

وتظهر هنا طريقة قطز لإدارة الأزمة بإحداث أزمة من خلال قتل الرسل فليس أمام الجميع في القاهرة وسائر الأقاليم إلا الاستعداد وحسن الاعداد للتصدي لتحديات الخطر المُغولي؛ لأن طبول الحرب دقت ولم يعد هناك وقت للانتظار.

حشد الجيوش:

وفي الوقت نفسه بدأ قطز في حشد الجيوش والعمل على تدريبهم ورفع حالتهم المعنوية إلى أقصى الدراجات وفي خروج الجيش والتأهب والاستعداد والتدريب، حيث  كان يأمر القادة أن يسيروا إلى الميادين من أزقة وشوارع ضيقة فيستغرق مرورهم وقت طويل فينعكس ذلك على الحالة المعنوية للمصريين، ويكون في ذلك مردود إيجابي على حالة الجند أنفسهم عندما يسمعوا التهليل والتكبير عند مرورهم.

ويعد ذلك ذكاء وحنكة ومهارة في الإعداد النفسي للجيش والمجتمع فكلاهما صار معضد للاخر ويرفع من روحه المعنوية ويبث فيه الثقة ويجعله متيقن من إمكانية النصر. 

وقد أورد ابن المظفر في كتابه "مضمار الحقائق وسر الخلائق"، أن مقدمي العسكر المصري كانوا يمرون بالشوارع وسط التهليل والتكبير.

3.الفتاوى الدينية ودورها في الاعداد النفسي 

عندما أراد قطز جمع الضرائب والأموال اللازمة للانفاق على الجيش وتجهيزه لمواجهة المُغول فوجد معارضة شديدة من جانب القضاه وعلماء الدين، هنا جاءت فتوى الشيغ عز بن عبد السلام كما وردت في الذهبي :"جاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهادهم ، بشرط أن لايتبقى في بيت المال شىء وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص والآلات، ويقتصر كلٌ منكم على فرسه وسلاحه ويتساوا في ذلك هم والعامة، أما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيد الجند من الأموال واللالات الفاخرة فلا".

وأمتثل قطز لرأي علماء الدين وفتواهم ولم يشرع في جمع الأموال من المصريين ألا بعد أن أحضر هو والأمراء ما عندهم من الحلي والأموال ووضعهم بين يد الشيخ العز بن عبد السلام، وهذا ما أورده تاج الدين السبكي في كتابه "طبقات الشافعية"، وابن واصل في الجزء الثاني من  كتابه "مفرج الكروب".

واستجابة قطز والأمراء لفتوى الشيخ ،أعلت كثيرًا من الهمم وشعر الجميع بالعدل والمساواة وزادت رغبتهم في الخروج للجهاد وإخراج كل ما لديهم من أموال لتجهيز الجيش، لاسيما بعد فتوى الشيخ العز بن عبد السلام:"إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كله قتالهم وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يُستعان به على جهادهم"

وهذه السياسات والإجراءات المتبعة من قبل قطز ورجال دولته وعلماء الدين أدت إلى الإقلال من الإحساس بالخوف والقلق النفسي، وزادت الثقة بالنفس والرغبة في تحقيق الإنجاز.                     

4.الخطاب السياسي وأثره النفسي.

لقي قطز صعوبة في  إقناع كثير من الأمراء بوجوب الرحيل معه من مصر لملاقاة  المُغول فأخذ يعمل على أثارة  نخوتهم واستنهاض همتهم فخطب فيهم قائلاً:"يا أمراء المسلمين لكم زمان تأكلون أموال بيت المال وأنتم للغزاه كارهون، فمن اختار الجهاد فليصحبني، ومن لم يختر ذلك رجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه وخطيئة المسلمين في رقاب المتأخرين" وقد وردت هذه الخطبة في الجزء الأول من كتاب "السلوك" للمقريزي. 

وكان لهذه الخطبة أثرها في تقوية روحهم المنهارة فتحالفوا جميعاً على الجهاد وقتال العدو ودفعه عن البلاد.

وخطب قطز في بيبرس مُحفزاً له على القتال قائلاً: "قوي من جأشك، حرك عزائمك، توجه للقائهم تكفل بالظفر". 

وقد أثبتت الممارسات السياسية على أرض الواقع أن رفع الشعارات السياسية التي تدعو إلى وحدة الصف وكذلك الشعارات الدينة التي تحث الجميع على الجهاد في سبيل الله،هذا بجانب الدور الإعلامي الكبير الذي أعاد الثقة بالنفس وحفز على القتال وواجه الشائعات التي ترددت عن المغول وقدراتهم الفائقة والخارقة، وكانت كل هذه العوامل من أدوات وأسلحة الاعداد النفسي؛ لأن المجتمع الذي يمتلك إعدادُا نفسياً جيداً مجتمع لايعرف الهزيمة ولا الاستسلام، ودائماً ما يكون النصر حليفه.

لقد كانت موقعة عين جالوت 658هـ/1260م. الحلقة الأولى من سلسلة الوقائع بين المُغول ودولة المماليك، كما أنها تعتبر تجربة حربية بين اسلوبين وفنيين من فنون الحرب في العصور الوسطى، وانتهت هذه الموقعة بهزيمة المُغول هزيمة ساحقة وصفها القاضي محي الدين بن عبد الظاهر برسالة من انشائه وأوردها القلقشندي في الجزء السابع من مووعته "صبح الأعشى". 

هُزم المغول لأول مرة في تاريخهم، وتبددت عقدة المناعة الحربية التي كانت سر انتصاراتهم منذ أيام جنكيزخان، فانقشعت عن العالم خرافة الاعتقاد بأن المغول قوم لا ينهزمون، على أن الاهمية الكبرى لهذه الواقعة تتأتى من كونها نصر لجيوش دولة لا زالت في دور التأسيس تتلمس مختلف الوسائل التي تدعم بها أركانها، فجاء انتصار المماليك في تلك الواقعة خدمة كبرى لهذه الدولة الناشئة وعاملاً من العوامل المؤسسة لها؛ إذ أخذ العالم الإسلامي ينظر إلى الدولة المملوكية نظرة اجلال ونعظيم.

ومن بين النتائج التي نخرج بها من هذا الحدث التاريخي :- 

-إن فقدان الثقة بالنفس يؤدي إلى هزائم سياسية وحضارية لاحصر لها فلا مناص من الإعداد النفسي الدائم والمستمر للحفاظ على الثقة بالنفس والتحفيز المستمر لتحقسق الانجازات والنجاحات وخلق ظروف مناسبة تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة.

-أمتلك قطز واحدة من أهم السمات الشخصية، وهى الثقة بالنفس والتي مكنته من اإعداد المجتمع والجيش إعدادا نفسياً جيداً لمواجهة خطر المُغول وحوله من مرحلة الاستسلام للأمر الواقع والامبالاه إلى مجتمع يمتلك التوافق النفسي والاجتماعي ومؤهل لمواجهة اخطار الخارجية بشكلٍ فعال وبناء ولديه سرعة استجابة لتلبية.

-هناك عدة عوامل مؤثرة في تحقيق الأهداف المرجوة من الإعداد النفسي من بينها وجود رؤية سياسية واضحة وخطاب سياسي متوافق مع الحدث ودور حيوي وفعال لعلماء الدين وأعلام واع ومدرك يستطيع أن يقود قاطرة اللإعداد النفسي إلى الأمام؛ لتحقيق أهدافها، وقد تحققت هذخ المعادلة مع قطز ورجال دولته وعلماء الدين على عهده وأوقفوا جحافل المغول وانتصروا عليهم.

ـ يعد سلاح الإعداد النفسي من أهم وأخطر الاسلحة على الاطلاق في مواجهة التحديات والأخطار الخارجية، وهو السبيل إلى تحقيق النجاحات والبعد كل البعد عن الإخفاقات، فقد أثبتت الدراسة أثر سلاح الإعداد النفسي في مواجهة تحدي المُغول للعالم الإسلامي ومحاولتهم تدميره سياسياً وطمس هُويته الحضارية.  

- وفي الأخير يجب إلقاء الضوء على الحاضر من خلال التعرف على الماضي؛ ليعرف الجميع أن في أمتهم مكامن قوة وقدرة على مواجهة جميع التحديات ومقاومتا مهما تكن شراستها وشدة بطشها، فيجب وحدة الصف والتأهيل والاستعداد النفسي لمواجهة الأخطار بجميع أشكالها.

-العمل وفق خطط وإستراتيجات مُعدة مسبقاً بشكل منضبط نستطيع من خلاله تحقيق النجاحات ومنع الإخفاقات، ونستفيد من خزانات التاريخ  بغية أخذ العظة والاعتيار ووضع تصور لآليات وخطط في التعامل مع تحديات الأخطار الخارجية.

 أ.د إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية


الأستاذ الدكتور إبراهيم مرجونةالأستاذ الدكتور إبراهيم مرجونة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: