استخدام الذكاء الاصطناعي لدراسة المومياوات وتكنولوجيا الألوان عند قدماء المصريين بالمتحف المصري بالتحرير| صور

21-5-2025 | 15:54
استخدام الذكاء الاصطناعي لدراسة المومياوات وتكنولوجيا الألوان عند قدماء المصريين بالمتحف المصري بالتحرير| صورجانب من ورشة العمل بالمتحف المصري بالتحرير
محمود الدسوقي

نظّم المتحف المصري بالتحرير، فعاليات الذكاء الاصطناعي فى المومياوات، ورشة عمل ومحاضرة عن تكنولوجيا الألوان عند المصري القديم. 

الألوان.. فن وزينة عند قدماء المصريين

بدوره قال الدكتور خالد سعد، مدير عام الإدارة لآثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار، إن صناعة الألوان كانت تشبه التكنولوجيا فى عصرنا الحديث، حيث كانت الألوان أحد أهم المعارف والعلوم التى توصل لها المصري القديم.  

وتناول خالد سعد، فى محاضرة علمية بالمتحف المصري بالتحرير ،تزامًنا مع اليوم العالمي للمتاحف، صناعة الألوان واستخداماتها في الكتابة والرسم. 

وتركزت المحاضرة علي عمل الأكاسيد اللونية الحجرية والعضوية وكيفية استخلاصها من الأحجار الحاوية للمعادن، حيث أن كل معدن يكون لون معين في الصخور(الحديد"الأحمر، الأخضر"، النحاس"البنفسجي"، المنجنيز "الأصفر") .

وأوضح خالد سعد فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن عمل الأكاسيد العضوية كان يتم  استخلاصة من العظام وقشر البيض والفحم، وتم استخدام كل هذه الأكاسيد مع الوسائط المائية التي بلغت ٤٤٢ وسيط مائي مثل:العصارات النباتية، والعصارات الصبارية والزيوت، والأصباغ النباتية. 

وأضاف سعد،  أن كل لون كان يرتبط بمعبود عند الفراعنة، حيث ارتبط الأحمر بالآلهة حتحور آلهة الحب والجمال عند المصري القديم، والأخضر الآلهة آيسة، فيما ابتكر الفراعنة الأزرق من أحجار الفيروز. 


جانب من ورشة العمل بالمتحف المصري بالتحرير

بيان وزارة السياحة والآثار 

واستضاف المتحف المصري بالتحرير، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، فعالية علمية استثنائية بعنوان: "تطوير الذكاء الاصطناعي في الصيانة والترميم بالمتاحف: تركيزًا على صيانة المومياوات".

ونُظمت الفعالية بالتعاون مع المركز الأثري الإيطالي (CAI-IIC)، وإدارة ترميم المومياوات والبقايا البشرية بقطاع المشروعات، وهيئة الطاقة الذرية المصرية، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من مصر وإيطاليا.

تهدف هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في دعم جهود الترميم والحفاظ على المومياوات والمقتنيات الأثرية، وذلك من خلال عرض أحدث التقنيات البحثية والأساليب التطبيقية في هذا المجال الحيوي، تأكيدًا على التزام المتحف المصري بدوره العلمي والبحثي في صون التراث الثقافي المصري.

وأكد الدكتور علي عبد الحليم علي مدير عام المتحف، في كلمته الترحيبية أهمية تطوير أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع الترميم، خاصة فيما يتعلق بصيانة المومياوات والبقايا الآدمية، مشيدًا بالتعاون العلمي المستمر مع الجانب الإيطالي.

وشارك الدكتور جوزيبي شيشيرى، المنسق العام لمركز الآثار بالمعهد الثقافي الإيطالي، بتقديم رؤية حول دور المركز في دعم مشاريع الترميم والحفظ المشترك، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تمثل منصة فعالة لتبادل الخبرات وتطوير القدرات العلمية.

كما ألقت جوليا دي نارديس، سكرتير أول السفارة الإيطالية بالقاهرة، كلمة أكدت فيها دعم بلادها للمبادرات التي تعزز من التعاون الثقافي والعلمي المشترك، فيما استعرض الدكتور دومينيكو دي مارتينيز، الملحق العلمي بالسفارة، أهمية هذه الفعاليات في تبادل المعرفة وتعزيز الشراكات المستدامة بين المؤسسات البحثية المصرية والإيطالية.

وتضمنت الفعالية سلسلة من المحاضرات العلمية، أبرزها مداخلة مسجلة للدكتور جويرينو بوفالينو، المستشار العلمي بوزارة الثقافة الإيطالية لشؤون الذكاء الاصطناعي والتراث، تحدث فيها عن الاتجاهات العالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية التراث الثقافي. كما قدمت الدكتورة رانيا أحمد علي مديرة إدارة ترميم المومياوات بوزارة السياحة والآثار، عرضًا تفصيليًا حول التقنيات المتقدمة المعتمدة في صيانة المومياوات. وقدّم الدكتور حسن إبراهيم صالح، رئيس المركز القومي لبحوث الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية، مداخلة علمية حول إمكانات الذكاء الاصطناعي في توثيق وتحليل المومياوات، مؤكدًا أهمية تكامل التخصصات المختلفة لتحقيق نتائج فعالة ودقيقة.


جانب من ورشة العمل بالمتحف المصري بالتحرير

وشهدت الفعالية أيضًا مشاركة الباحثين الإيطاليين د. دانييلي بورشيا ود. جورجيا كافيتشي، اللذين قدّما رؤى متقدمة حول استخدام العلوم الرقمية الإنسانية في دراسة وتوثيق التماثيل المصرية ذات الطابع الإمبراطوري الروماني.

واختُتمت الجلسات بمحاضرة متميزة ألقتها الأستاذة شيماء رشدي مديرة مكتبة المتحف المصري، استعرضت خلالها مقتنيات نادرة من محفوظات المكتبة، أبرزها التوثيق العلمي المبكر للمومياوات الملكية، وتسليط الضوء على الأرشيف كمصدر أصيل لفهم التاريخ المتحفي.

وفي ختام الفعالية، عُقدت جلسة نقاش مفتوحة استعرض خلالها الحضور آفاق التعاون المستقبلي وتوجهات البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي وصيانة التراث، وسط إشادة واسعة من المشاركين بالتنظيم والدور الرائد للمتحف المصري في مواكبة أحدث المستجدات العلمية في عالم المتاحف.

وعلى هامش الفعالية، تم اختيار “قطعة الشهر” ضمن معرض أرشيفي خاص بعنوان: "السجلات العلمية الأولى للمومياوات الملكية: كشف النقاب عن المحفوظات الخفية"، والذي يعرض مجموعة نادرة من السجلات الأرشيفية التي توثق الدراسة التفصيلية للمومياوات الملكية أثناء عرضها في المتحف المصري ببولاق. وتضم المعروضات تقارير أنثروبولوجية مبكرة أعدها قسم الأنثروبولوجيا بمتحف التاريخ الطبيعي بإشراف فريق بحثي فرنسي، وتمثل إحدى أولى المحاولات المنهجية لتوثيق وتحليل المومياوات الملكية باستخدام تقنيات الأنثروبولوجيا الفيزيائية.

وفي السياق ذاته، نظم القسم التعليمي بالمتحف برنامجًا خاصًا لطلاب مدرسة الجمهورية الخاصة (الصف الرابع الابتدائي)، تضمّن تعريفًا بأهمية المتاحف في نشر الوعي الأثري، وأهمية اليوم العالمي للمتاحف، إلى جانب ربط المناهج الدراسية بالقطع الأثرية المعروضة لتعزيز الهوية الوطنية.

كما أطلق قسم التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة برنامجًا تفاعليًا تضمن ورشة حكي تحت عنوان “ملوك وملكات”، وجولة تعليمية داخل المتحف لشرح مظاهر الحياة اليومية في مصر القديمة، استهدف أبناء جمعية “آباء وأبناء” لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن ناحية أخرى، نظّمت إدارة المعارض المؤقتة بالمتحف معرضًا أثريًا بعنوان: "العلامات: من العلامات الكتابية للنقوش الخطية… الكاتب والخط عبر العصور". وعلى هامشه، أُقيمت ورشة عمل علمية تحت عنوان: “تكنولوجيا تصنيع الألوان عند المصري القديم”، قدمها الدكتور خالد سعد، مدير عام آثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار.


جانب من ورشة العمل بالمتحف المصري بالتحرير
 

كلمات البحث
الأكثر قراءة