تغمرني سعادة شديدة كلما تعرفت أو اكتشفت نابغة وعالمًا مصريًا عظيمًا كأقرانه الذين رفعوا مصر عاليًا في الأوساط العلمية والبحثية، سواء هنا في الولايات المتحدة الأمريكية أو في أوروبا والغرب عمومًا.
فهؤلاء أهم روافد قوة مصر الناعمة، ومن المهم تشجيعهم وإلقاء الضوء على نجاحاتهم، وهو ما حرصت عليه دومًا منذ بدأت عملي بالصحافة وبالحقل الإعلامي. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عميد نوابغ مصر وقلب مصر الدكتور مجدي يعقوب، ربنا يحفظه، وكذلك المهندس العظيم هاني عاذر، والدكتور مصطفى السيد، ومن قبلهم الدكتور فاروق الباز، ووزير الري الدكتور هاني سويلم وغيرهم الكثير.
ومؤخرًا وليس أخيرًا، وللأسف وفي ظل غياب إعلامي كبير، اكتشفت أنه يوجد عالم مصري كبير حقق نجاحات عظيمة، هو ابن شبرا المهندس عادل درويش من كبار علماء وكالة ناسا الفضائية.
ولد عادل درويش في شارع طوسون بحي شبرا الشعبي بالقاهرة، وتخرج في كلية الهندسة، قبل أن يشق طريقه العلمي والمهني خارج مصر، متنقلًا بين كندا والولايات المتحدة، وهناك، عمل في مشروعات ضخمة ومعقدة لها صلة مباشرة بتكنولوجيا الفضاء، سواء من خلال التعاون المباشر مع وكالة "ناسا"، أو مع الشركات المتعاقدة معها في برامج مختلفة، جعلت منه أحد الأسماء المعروفة داخل هذا الحقل العلمي الدقيق.
ورغم هذا النجاح اللافت، ظل درويش بعيدًا عن أضواء الإعلام، مكتفيًا بتواصله المستمر مع وكالة الفضاء المصرية وبعض المؤسسات العلمية في مصر، في محاولة لنقل خبراته ودعم جهود التطوير المحلي قدر المستطاع، دون أن يسعى إلى تسليط الضوء على نفسه أو رواية تفاصيل إنجازاته، رغم أن رواد الفضاء الأمريكيين كانوا يذهبون إليه في كندا من أجل الحصول على التدريب على استعمال المكوك، وكان منهم أول رائدة فضاء أمريكية، حيث تدربت على يد المهندس عادل درويش. المهندس عادل درويش، عالم مصري ضمن فريق عمل تلسكوب جيمس ويب، وهو أهم مشروع علمي بوكالة ناسا الفضائية حاليًا.
المهندس عادل درويش نموذج مشرف ونفتخر به جميعًا، و"نمبر وان" الحقيقي. وللحديث بقية.