رحلة السهيتي من رئاسة الجمهورية إلى الأهرام

21-5-2025 | 14:22
رحلة السهيتي من رئاسة الجمهورية إلى الأهرامالمصور الصحفي عبدالوهاب السهيتي
حواش منتصر - تصوير: علاء عبدالباري
الشباب نقلاً عن

كنت أتمني تصوير حادث المنصة واغتيال الرئيس السادات ولكنني فشلت

موضوعات مقترحة
كانت مفاجأة للجميع عندما استقلت من مؤسسة الرئاسة وذهبت للعمل في جريدة معارضة
رغم شهرتي وخبرتي لكن "الأهرام" وضعني عاماً كاملاً تحت الاختبار للتأكد من كوني لائقاً شخصيا وإنسانيا للعمل بالمؤسسة
بدأت رحلتي مع التصوير والصحافة من معمل التحميض.. ونجاحي الأول كان خلال خطاب أحداث الفتنة الطائفية
أستاذي حسن دياب نصحني بعد أول لقاء بالرئيس مبارك بأن أكون دقيقا في تحركاتي خلال التصوير

وجد الشاب عبدالوهاب السهيتي نفسه موظفا برئاسة الجمهورية في عام 1979، وفي مكانة يحسده عليها الجميع، لكن الغريب أنه تقدم باستقالته بعد 7 أيام فقط ليبدأ مسيرته من مكان آخر كان من خلاله شاهدا على أحداث مهمة في تاريخ مصر، ثم سرعان ما انتقل إلى عالم آخر أكثر حرية وهو الصحافة، ليتحول في سنوات معدودة إلى واحد من نجوم التصوير الصحفي في مصر، وفي السطور القادمة نتوقف مع رحلة طويلة مليئة بالأحداث المثيرة والذكريات التي تستحق أن تروى. 

بعد كل هذه السنوات وهذا التاريخ.. ما الذكرى أو الموقف أو الصورة التي لا تزال عالقة في ذاكرتك؟
المواقف كثيرة جدا، أستطيع أن أقسم فترة عملي إلى 3 مراحل، الأولى مرحلة رئاسة الجمهورية، وكان ذلك في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1984، حيث بدأت العمل في هذا المكان وقت تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات مسئولية الحكم في البلاد، ووقتها كان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك نائبا له، وكان عملي وقتها مع النائب، وبالطبع كنت أحضر بعض المناسبات المفتوحة التي يكون حاضرا فيها الرئيس، والمرحلة الثانية، كانت تجربتي مع جريدة الوفد، حيث تركت الرئاسة في عام 1984، وانتقلت لتأسيس قسم التصوير في جريدة الوفد، وهي فترة ثرية ومهمة ومليئة بالأحداث، وقد أسست قسم التصوير بالجريدة وكان معي فريق مميز، منهم من هو أكبر مني سنا، وكثيرون كانوا أفضل مني في مجال التصوير، والفترة الثالثة كانت في جريدة الأهرام.

المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى مع الزميل حواش منتصر

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

وعندما انتقلت للعمل بالمؤسسة العريقة كنت وقتها نجما بجريدة الوفد، فكنت حاضرا ومميزا في كل الأحداث من خلال العديد من الصور التي تركت بصمات في عالم الصحافة المصرية، وكنت أحرص دائما أن تكون صورة جريدتي مختلفة ومميزة وتكون الأولى في كل شىء، في عام 1990 طلبني الأستاذ أنطوان ألبير مدير قسم التصوير في الأهرام للعمل في الجريدة، وقلت له إن راتبي في الوفد كبير جدا، وحقيقة كنت أعتز أيضا بتجربة الوفد، مثلما أعتز كثيرا بتجربة الأهرام حاليا وانتمائي لها كمؤسسة عظيمة في منطقة الشرق الأوسط، وقتها كانت هناك مسألة الولاء والانتماء للجريدة التي تعمل بها، لكن الحقيقة الأهم هي أن الأهرام جريدة لا يمكن رفضها، وقتها قلت سأبدأ من جديد وراتبي قليل، لكن الأستاذ أنطوان ألبير قال لي الأهرام ستقدم لك كل ما يرضيك على المستوى المادي.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى


لكن، كيف التحقت للعمل بمؤسسة الرئاسة؟
أنا بالأساس حاصل على بكالوريوس تجارة، وذهبت لإجراء اختبارات برئاسة الجمهورية حتى أعمل كمحاسب، وقبل الالتحاق ملأت استمارة بيانات كتبت بها هواياتي وخبراتي وكان من بينها هواية التصوير وإجادة الرسم والنحت، عندما اجتزت الاختبارات تم إلحاقي للعمل بديوان رئيس الجمهورية، وهذا كان أمرا مهما في تاريخي، خاصة أن الأمر تم بدون واسطة، ووقتها اجتزت اختبارات مهمة في الهيئة وطريقة الكلام والتعامل وغيرها، بعد أسبوع من التحاقي بالعمل شعرت بعدم القدرة على الاستمرار في ظل التحكمات والضبط في الوظيفة، فتقدمت باستقالتي.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

 واستغرب المسئول عن شئون الأفراد من طلبي، وطلب تأجيل الاستقالة حتى يبحث لي عن إدارة أخرى، وفوجئت بالأستاذ حسن دياب ووقتها كان صحفيا بجريدة أخبار اليوم ومنتدبا للعمل كمسئول إدارة التصوير الصحفي برئاسة الجمهورية، يطلبني للقائه، وسألني هل تجيد التصوير، فقلت له نعم، وقدمت مجموعة من الصور التي قمت بتصويرها بكاميرا كان قد اشتراها لي والدي، وعندما شاهدها لم تنل قبوله لأنها كانت تصوير شخص هاو ليس لديه إدراك بقواعد وعلم التصوير، فقال لي: لا أحتاج لمصورين، فسألني هل تجيد تركيب الألوان، فقلت نعم من خلال إجادتي لمسألة الرسم.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى


اتجاه بعيد عن دراستك، نفهم من كلامك أن بداية رحلتك مع التصوير وعالم الصحافة بدأت من معمل التحميض؟
بالفعل، وقتها كان التصوير بالألوان حديث الظهور ولم يكن الأمر بنفس التطور الحالي، كانت صور الرئيس يظهر بها عيوب وخدوش في الوجه أو في أي منطقة بالجسم مثلا، وطلب مني حل هذه المشكلة وبالفعل أعطاني صندوقا مليئا بصور مهمة للرئاسة، ونجحت في هذه التجربة، ولم يكن الأمر يستغرق مني مجرد دقائق في اليوم، بعدها طلب مني دخول المعمل لتحميض الصور، وأتقنت هذا العمل في فترة قصيرة، ثم طلب مني دخول الأرشيف، ونجحت بها أيضا، وبعد نجاحي في كل هذه التجارب أسماني الأستاذ حسن دياب "الجوكر"، ورغم كل هذا ما زال لدي مساحة من الوقت فطلب مني أن أتدرب على التصوير وأذهب مع الأستاذ سيد مسلم وهو كبير المصورين في رئاسة الجمهورية في هذا الوقت حتى أتعلم منه مهنة التصوير.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى


قلت إن عملك بالأساس في هذه الفترة كان مع النائب حسني مبارك.. هل تتذكر أول لقاء معه؟
بالفعل، فقد ذهبت مع الأستاذ سيد مسلم بكاميرا لتصوير نائب الرئيس، ودخلنا قبل الضيف، وسلمنا على نائب الرئيس، كنت وقتها مرعوبا، على عكس الأستاذ سيد كان يتحرك بحرية ويأخذ الصورة من زوايا عدة، أما أنا فذهبت لركن بعيد وبدأت التصوير من بعيد، كانت هناك رهبة من المشهد، وعندما عدت للأستاذ حسن دياب، ضحك من الموقف وقال لي إنها نتيجة متوقعة، وبدأ ينصحني، وقال لي إن الرئيس أو نائبه هو إنسان مثلك ولكن لقيمته ومكانته المهمة، يجب أن تكون هناك دائرة لا تخترقها، تحرك بكل حرية حاول أن تكون دقيقا في تحركاتك لا تسقط بطاريات أو أجهزة أو أسلاك على الأرض، تحرك بكامل حريتك بدون أن تمسه أو تسبب أي مشاكل بالمكان، ثم تم وضعي ضمن جدول المصورين لتصوير نائب الرئيس محمد حسني مبارك.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى


ما الحدث الذي قمت بتصويره ومثل نقطة فارقة في تاريخك المهني؟
أتذكر خطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات في أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء، في هذا الخطاب الذي ألقاه بمجلس الشعب كان الرئيس منفعلا بشدة أثناء الخطاب وكانت ردود أفعاله وملامحه عنيفة، وأخذت زاوية وبدأت أسجل وأصور كل حركة، ونجحت في تصوير مجموعة من الصور، وقام الأستاذ حسن دياب بجمع الصور التي تم تصويرها من كل المصورين، وأنا وقتها كنت أصغر مصور في الفريق، ووقتها أشاد بي وقال إني أصبحت أكفأ مصور في الفريق وصورت صورا مميزة في خطاب الرئيس السادات وقال لزملائي المصورين حاولوا تقليد عبدالوهاب السهيتي، ويومها أصدر تعليماته باستبدال الكاميرا المستعملة التي كانت معي، بكاميرا حديثة واسمها "لايكا فليكس"، وكان ثمنها في ذلك الوقت نحو 14 ألف جنيه، وأعطاني "فلاش" وعدسات ومعدات جديدة، وهذا كان حلما بالنسبة لي، ومن هنا أصبحت ضمن الفريق الأساسي لمصوري الرئاسة.

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى

جانب من أعمال المصور الصحفى عبد الوهاب السهيتى


هذه كانت البداية مع التألق في مجال التصوير، ماذا عن رحلاتك الخارجية مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك؟
عندما تولى حسني مبارك رئاسة الجمهورية، رشحني الأستاذ حسن دياب للسفر معه في أول رحلة خارجية وكانت جولة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وبالفعل قمت بتغطية أول سفرية للرئيس مبارك بعد توليه مسئولية الحكم، وفوجئت بأن الأستاذ فاروق إبراهيم وكان وقتها مصورا لأخبار اليوم سافر على نفقته الخاصة لتغطية الزيارة وكانت علاقتي به طيبة جدا، وكان هناك تعاون كبير بيننا، ولم أدخل معه في منافسة لأنه بالنسبة لي أستاذ ولم أصل بعد لمستواه في المهنة، وكان هناك تعاون كبير بيننا في هذه الزيارة، والحمد لله أعجب الأستاذ حسن دياب بتصويري في هذه الزيارة وكانت ردود الفعل إيجابية في الرئاسة على الصور، وفي الحقيقة لم تكن المهنة سهلة في هذا الوقت، فقد كان يتم إرسال الصور عن طريق ما يعرف بجهاز الراديو وكانت مسألة صعبة.


ما الصورة التي لم يصورها الأستاذ عبدالوهاب السهيتي؟
حادث المنصة واغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، "كان نفسي أصور حادث المنصة وفشلت" لم أصوره وأكثر مصور بالرئاسة وجه إليه اللوم هو أنا لأني كنت أصغرهم سنا وكان تحركي أسهل.. كان الأستاذ حسن دياب يرى في روح الصحفي، على عكس باقي الزملاء كانوا مصورين تسجيليين، وكان الأستاذ حسن دياب يقول لي دائما اكتب الخبر خلف صورك لا ترسلها هكذا، وأتذكر هذا اليوم جيدا، أثناء العرض العسكري كانت هناك واقعتان، الأولى كانت متعلقة بالأستاذ عادل مبارز المصور بدار الهلال وقتها، وحدثت مشادة كلامية بينه وبين أحد الضباط، وكانت بسبب عدم امتلاك مبارز دبوس لتثبيت تصريح الصحافة الخاصة به، وفي النهاية انتهت الأزمة بتثبيت التصريح في زر القميص، الواقعة الثانية عندما تعطلت إحدى الدراجات البخارية في أثناء العرض وهو ما أثار الضحك من جميع الحضور، لكن العرض استمر بعد ذلك قليلا حتى جاءت اللحظة الحاسمة، أمام المنصة اهتزت إحدى السيارات التي كانت تجر مدفعا خلفها وتوقفت تماما، لكني لم أتمكن من رصد الحدث جيدا، طلقات رصاص وهرج ومرج والأمن يتحرك في كل مكان إلا ضابطا واحدا اسمه عصام شحاتة ظهر وهو يطلق أعيرة نارية من "طبنجة" ، وهو أحد ضباط أمن الرئاسة، إلا أن الطبنجة لم تساعده في تحقيق هدفه، لم أتمكن من التقاط صورة واحدة

وبعد قليل ظهر الأستاذ عادل مبارز في المشهد مرة أخرى وأحد الضباط يضع طبنجة في رأسه ظنا منه أنه أحد الجناة، وانتهت المشكلة بعد أن تم التأكد من هويته الصحفية، وسط هذه الحالة من التوتر كان الزميل محمد رشوان أحد مصوري الرئيس السادات يسجل الحدث بكاميرته منذ إطلاق أول رصاصة من الجناة حتى استشهد الزميل محمد رشوان برصاصة من أحد الجناة، لم يكن رشوان وحده هو الذي نجح في ذلك، فقد نجح أيضا اثنان من كبار المصورين الصحفيين هما مكرم جاد الكريم ورشاد القوصي، حيث سجلت عدسات كاميراتهما الحدث من أول طلقة وحتى نقل جثمان الرئيس السادات من موقع الحادث، وقتها باع رشاد القوصي فيلم الصور في موقع الحدث، بينما رفض مكرم جاد الكريم بيع الفيلم مقابل 5 آلاف جنيه مصري.


ماذا حدث بعد ذلك، هل ذهبت لبيتك أم عدت لقصر الرئاسة؟
عدت مع الأستاذين سيد مسلم وبرهام الباجوري إلى قصر عابدين الذي تحول إلى دهاليز مظلمة موحشة، والتقينا الأستاذ حسن دياب الذي أصابته الصدمة والحزن على اغتيال صديق عمره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثم سألنا عن الصور، واتهمنا بالغباء لعدم التقاط أي صورة، ولام علينا لأننا لم نعمل بروح الفريق، ووجه لي اللوم أكثر لأنني وقتها كنت شابا في سن 27 عاما على عكس الباقين كانوا كبارا في السن وكانت الحركة أسهل بالنسبة لي.


جاء عهد الرئيس الراحل حسني مبارك وعملت معه، إلى أي درجة كنت قريبا منه؟
بعيدا عن السياسة، أنا لا أستطيع الحكم عليه، ولكن على الجانب الإنساني فهو كان شخصية متواضعة جدا ولم يكن يهتم أيضا بحكاية الصورة على عكس السادات الذي كان يعطي المصور الكادرات التي يريدها من خلال حركاته وهو بطبيعته يعرف كيف يقف ومتى يرفع يده ويبدي ردود أفعال وهذا كان يخدم المصور كثيرا كان جاهزا للتصوير وكذلك أيضا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهذا ما أخبرني به الأستاذ حسن دياب لأنني لم أعاصر فترة الرئيس عبدالناصر، أما الرئيس السادات كان "حريف" في هذه المسألة ، لكن بصفة عامة لدى مبدأ .. أنني لا أخون المكان الذي أتركه أو أتحدث عن أي سر، المسألة الأخلاقية أهم من أي مهنية بالنسبة لي، صفحة الرئاسة مطوية بكل أسرارها، طلب مني كثيرا الحديث مقابل مبالغ مالية طائلة، ولكني كنت أرفض، كيف أحترم نفسي أو يحترمني أولادي، وعندما ذهبت للأهرام طويت صفحة الوفد، لكن علاقتي بالبشر تظل مستمرة، وأتواصل معهم حتى الآن علاقاتي بزملائي في الرئاسة والوفد والأهرام قائمة.

طالما أن الأوضاع كانت مستقرة داخل الرئاسة.. لماذا رحلت؟
في عام 1984 تولى الأستاذ فاروق إبراهيم مسئولية إدارة التصوير في الرئاسة، وبالنسبة لي أنا من الشخصيات التي ترتبط بالأشخاص في العمل، وهذا ما حدث مع الأستاذ حسن دياب الذي كانت تربطني به علاقة قوية وهو كان لي في مكانة الأب، وبعد رحيله من الرئاسة وعودته للعمل بجريدة الأخبار قررت أن أرحل، رغم أن الأستاذ فاروق إبراهيم كان يعاملني كابنه أيضا، إلا أن علاقتي بالأستاذ حسن دياب كانت قوية وعندما رحل شعرت كأنني يتيم، وخلال فترة وجودي في الرئاسة كان لي اختلاط بكل الصحفيين والمصورين في الجرائد المصرية، وكنت أرى الحرية التي يعيشون فيها وأنهم يتنقلون من مكان لآخر بسهولة، وبالنسبة لي كانت الأمور مختلفة فقد كانت هناك قيود بحكم العمل في رئاسة الجمهورية، ووقتها بدأ الإعداد لجريدة الوفد وطلب الأستاذ مصطفى شردي من الأستاذ حسن دياب ترشيح مصور له ليقوم بتأسيس قسم التصوير بالجريدة، وبالفعل رشحني للقيام بهذه المهمة، وكانت مفاجأة عندما تقدمت باستقالتي في الرئاسة وذهبت للعمل في جريدة معارضة، وقتها حذرني كثيرين من أنه قد يصيبني مكروه، لكن على العكس لم يعترضني أحد ولم ترفض الاستقالة وتم كل شيء بسلاسة دون أي تعقيدات، ولم تصدر تعليمات لمنعي من العمل للوفد، ووقتها كان الأستاذ فؤاد سراج الدين رئيسا لحزب الوفد وكان  مصطفى شردي رئيسا للتحرير وكلاهما شخصيات ثقيلة من الصعب التأثير عليهما.


وماذا عن الأهرام، كيف انتقلت إليها؟
في عام 1990 وبعد 6 سنوات من تجربة الوفد، تحدث معي الأستاذ أنطوان ألبير رئيس قسم التصوير بجريدة الأهرام، وأخبرني أنه تحدث مع الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام وقتها، عن ضمي للعمل بالجريدة العريقة، وقال لي كل طلباتك المادية مجابة لن تبدأ من الأول لأنني كنت محترفا وقتها، ولكن الغريب في الأهرام، هو أنهم طلبوا مني عدم ترك الوفد لمدة سنة، وظللت لمدة عام كامل أعمل في الوفد وفي الأهرام، وهذه كانت فترة اختبار في الأهرام رغما أنني عندما انتقلت إليها كنت نجما، لكن المؤسسة العريقة لها تقاليدها، فلم يكن يشغل بالهم المهنية فقط، فقد تم وضعي تحت الميكروسكوب خلال عام، هم يعرفون أني مصور شاطر لكن لا يعرفون شيئا عن أخلاقي وتصرفاتي وتعاملاتي مع الآخرين، هل أنا لائق شخصيا وإنسانيا للعمل في الأهرام، وفي النهاية يسمعون من زملائي عني وعن أخلاقي القصة ليست مهنية فقط بل أخلاقيا وسلوكيا، الأهرام لم تكن مفتوحة لأي شخص يعمل بها.  

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: