وداعًا الدكتور محمد السيد إسماعيل.. صوت شعري ونقدي فريد في الثقافة المصرية| صور

20-5-2025 | 19:34
وداعًا الدكتور محمد السيد إسماعيل صوت شعري ونقدي فريد في الثقافة المصرية| صورالراحل الدكتور محمد السيد إسماعيل
محمد دراز

فُجع الوسط الثقافي المصري اليوم برحيل الناقد والشاعر الكبير الدكتور محمد السيد إسماعيل، أحد أبرز الأصوات الأدبية والنقدية في العقود الأخيرة، عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد مسيرة طويلة من العطاء الشعري والنقدي والمسرحي.

موضوعات مقترحة

وُلد الراحل عام 1962 في قرية طحانوب التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ونشأ في بيئة ريفية شكلت وعيه الأولي بالجمال، قبل أن يشق طريقه إلى العاصمة لدراسة اللغة العربية وآدابها في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1985، وأكمل دراسته العليا بنفس الكلية، حاصلًا على الماجستير والدكتوراه في الدراسات الأدبية.


بدأت رحلته مع الشعر مبكرًا، حيث كتب أولى قصائده عام 1977 وهو لا يزال طالبًا، وواصل الكتابة والنشر في أبرز المجلات الثقافية المصرية والعربية، ليتحول إلى أحد أبرز الأصوات في جيل ما بعد السبعينات.

أصدر الدكتور محمد السيد إسماعيل عدة دواوين شعرية تنوعت في موضوعاتها وأساليبها، وعبّرت عن تطور تجربته الشعرية وفكره الجمالي، منها:

كائنان في انتظار البعث (عن الهيئة العامة للكتاب) ـ الكلام الذي يقترب ـ استشراف إقامة ماضية ـ تدريبات يومية ـ قيامة الماء.


وإلى جانب الشعر، كتب للمسرح، وقدم عددًا من النصوص المتميزة التي جمعت بين العمق الفلسفي والحس الدرامي، من أبرزها:

السفينة ـ زيارة ابن حزم الأخيرة ـ وجوه التوحيدي ـ رقصة الحياة

أما في مجال النقد الأدبي، فقد رسّخ الدكتور إسماعيل اسمه كواحد من النقاد الجادين الذين درسوا الشعر العربي الحديث والسرد العربي المعاصر بعمق وتميز، ومن كتبه النقدية: رؤية التشكيل: قراءات تطبيقية في القصيدة الحديثة ـ الحداثة الشعرية في مصرـ بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة ـ غواية السرد.

شارك الراحل في العديد من الملتقيات الأدبية والمهرجانات الشعرية داخل مصر وخارجها، وكان وجهًا مألوفًا في ندوات قصور الثقافة والمراكز الأدبية، وترك بصمته على أجيال من الشعراء الشباب والنقاد الجدد الذين تأثروا بكتاباته وقراءاته العميقة.

نال العديد من الجوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة مجمع اللغة العربية في النقد، إلى جانب جوائز في النقد والشعر من هيئة قصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية.

كُرم كأفضل ناقد أدبي في مؤتمر أدباء مصر، واختير شاعرا في معجم البابطين، وتولى أمانة مؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.

عرفه المقربون منه بنبل الخلق، والتواضع، والصدق في الفن والحياة. كما كان مخلصًا لقضية الشعر والثقافة، مؤمنًا بدور الكلمة في الارتقاء بالإنسان والمجتمع.

برحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل، يفقد المشهد الثقافي المصري والعربي أحد أعمدته الهادئة والمؤثرة، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا غنيًا، سيبقى حيًا في ذاكرة محبيه وقرّائه وتلاميذه. 

 
 
       

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: