توفير المعلومة الصحفية فريضة غائبة!

20-5-2025 | 15:44

عندما تشرفت بالمسئولية عن إدارة مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات، توقفت عند كلمتي "تنظيم - تكنولوجيا المعلومات"، ودلالة تغيير مسمى "الميكروفيلم" الذي ظل المركز معروفًا به طوال أكثر من 50 عامًا إلى هذا الاسم!

ولم يطل التوقف كثيرًا، فمن خلال المتابعة والتعامل اليومي بدولاب عمل إدارات المركز الـ18، تجلى سبب تغيير الاسم، وأن معرفتي عن كلمة "تكنولوجيا المعلومات" تتجاوز إصلاح الكمبيوتر أو شبكات توصيل الإنترنت في منزلك أو مكتبك، وأنها تكمن في مجموعة من الأدوات والمنهجيات والعمليات والمعدات التي تستخدم لجمع البيانات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها وتحليلها وتأمينها، ومن ثم إدارتها بشكل فعال ودقيق.

وتجلى لي أيضًا معرفة كيف تسهم تلك التكنولوجيا المعلوماتية في دعم متخذي وصانعي القرار، ومدهم بالحقائق والرؤى التي ترشدهم إلى الإجراءات المطلوب اتخاذها، بناءً على ذلك، يتمكن صناع القرار من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

ووجدت أهمية لا تقل عما سبق ذكره لتكنولوجيا المعلومات، وهي تمكين المؤسسات بكافة أنماطها وأشكالها وقدراتها، خاصة الصحفية والتجارية وذات المعاملات السوقية، من اكتشاف مخاطر العمل مبكرًا لاشتمالها على كل ما يتعلق بتأمين أجهزة الكمبيوتر والشبكات والبرمجيات ومواقع الويب وقواعد البيانات والاتصالات السلكية واللاسلكية. فتبدأ الجهات المعنية بتطبيق الإجراءات التي تقلل من هذه المخاطر.

وإذا كان قد صيغ مصطلح "تكنولوجيا المعلومات" عام 1958، في مقال بجامعة هارفارد، وقُدِّم باعتباره كل شيء يتضمن معالجة البيانات السحابية ودعم القرار وبرامج الأعمال، فإن التطور الهائل الذي حصل في هذا المجال قد ولد الكثير من المتغيرات التي رسمت واقعًا جديدًا بعد أن تحول النشاط التجاري والاقتصادي العالمي، بل والعسكري والتقني، إلى اقتصاد رقمي.

ولأننا نتحدث عن تكنولوجيا المعلومات، فمن منا لم يشكُ من بطء الإنترنت وطول مدة تحميل نتائج البحث، لكن في النهاية نحصل على المعلومة، ولا مقارنة بعصر ما قبل الإنترنت، الذي كنا نقضي الساعات في المكتبات والأرشيف بحثًا عن تلك المعلومة.

أيضًا من الأمور الأخرى التي تُحدثها تكنولوجيا المعلومات بشكل ملحوظ هو التواصل، ببضع نقرات أو تمريرات، يمكنك التواصل وجهًا لوجه مع أي شخص في العالم لأغراض شخصية أو تجارية، وهو ما جعل من تكنولوجيا المعلومات ركنًا أساسيًا في مناحي حياتنا.

وبسبب التكنولوجيا المعلوماتية تعددت وسائل الإعلام والاتصال، والوسائط الجديدة على اختلاف أنواعها، وتطورت بشكل مذهل، بل واصطحبت معها وسائل الإعلام والاتصال القديمة في التطوير والتحديث، وألغت معها الحدود الفاصلة، وخاصة الحصول على الأخبار التي تُعد أبرز محتويات وسائل الاتصال، مما أدى إلى زيادة فاعلية وسائل الاتصال بمختلف أشكالها وأنماطها، وتأدية مهامها الإخبارية على الصعيدين المحلي والدولي بشكل ملحوظ.

ولأن البيانات تدعم جزءًا كبيرًا من محور عملنا في مركز الأهرام للمعلومات، فكان لا بد من تنظيمها بشكل يسهل توفيرها للصحفيين والباحثين وطلاب العلم ومتخذي القرار. 

لذا تم الاستعانة بأهل الخبرة لتخزين أكثر من مليار صفحة وصورة على أفلام ميكروفيلمية وأوعية إلكترونية تعيش أكثر من 500 عام، وكذلك توثيق تلك الصفحات وتأمينها في أوعية معلوماتية من هجمات الهاكرز وسرقة المعلومات الحساسة، علاوة على عدم تعطل الأجهزة وضياع الوقت والجهد والمال في عمليات الإصلاح.

وللمرة الثانية، نطالب بضرورة العمل على تطوير مراكز المعلومات الصحفية لتقوم بدورها المهم في توفير المعلومات وتدفقها عبر الآليات الحديثة، مع تطوير وسائل حفظها واسترجاعها إلكترونيًا، وتوظيف هذه المعلومات في شكل معلومات وبرامج مختلفة، وإصدار سلاسل من الملفات الوثائقية والوسائط المتعددة لخدمة كل من يعمل بالصحافة والإعلام والبحث والدراسات العليا. 

إن توظيف صحافة البيانات بشكل أكبر، والعمل على الإفادة منها داخل أقسام التحقيقات الاستقصائية، للأسف تُعد فريضة غائبة في صحفنا؛ بسبب إهمال المخزون الأرشيفي، وعدم توظيفه كمصدر مدقق يمد الصحفي بالمعلومة الصحيحة، بدلًا من لجوئه للمصادر الوهمية أو غير المعروفة، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومة التي غالبًا محل شك وتكذيب!

كلمات البحث
الأكثر قراءة