20-5-2025 | 15:18

القيادة الفعّالة تُعد أحد أهم العناصر التي تُسهم في النجاح في كل المجالات، ومن بينها الإعلام، ولا سيما في كيان إعلامي ضخم وعريق مثل ماسبيرو، صاحب التاريخ الطويل ومنارة الإعلام المصري والعربي.

في هذا السياق، تبرز بعض الاختيارات المتميزة التي قام بها الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام مؤخرًا، والتي تعكس رؤية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الأداء الإعلامي وتطوير المحتوى.

من بين هذه الاختيارات الصائبة التي تركت أثرًا جيدًا وارتياحًا في نفوس أبناء ماسبيرو، الإعلامية سها النقاش التي تولت رئاسة قناة النيل الثقافية، إحدى قنوات النيل المتخصصة، جاء تعيين "النقاش" رئيسًا للثقافية ليؤكد نزاهة وحسن الاختيار لمصلحة العمل، والتأكيد على الدور المهم للإعلام الثقافي حين يمسك زمامه عقل راجح يعرف قيمة الكلمة ودور الثقافة في معركة الوعي والتنوير.

الإعلامية المثقفة الواعية سها النقاش ولدت في باريس، وتفتحت عيناها على الصحافة في رحاب كلية الإعلام بالقاهرة، قبل أن تشق طريقها في ماسبيرو بصبر وإصرار. بفضل كفاءتها، تنقلت في عدة مناصب بالداخل والخارج، منها نائب رئيس تحرير موقع "أصوات مصرية" الإلكتروني، الذي أطلقته مؤسسة طومسون رويترز. 

كما عملت كمذيعة أخبار في قناتي "أون تي في"، و"أون تي في لايف"، فهي صاحبة تجربة غنية، وهو ما عزز من وعيها المهني ووسّع رؤيتها لما يمكن أن يكون عليه الإعلام في أفضل صورة، وشكلت مسيرتها المهنية عدة محطات إعلامية مهمة، فكانت واحدة من بين 30 إعلاميًا من اتحاد الإذاعة والتليفزيون خضعوا لتدريب مكثف على يد خبراء من مؤسسة الـ BBC ترست، وتدربت في نهاية التسعينيات في معهد الإذاعة والتليفزيون على يد أعلام كبار مثل هالة الحديدي، فاروق شوشة، د. كمال بشر، آمال فهمي، وعبدالوهاب قتاية، وغيرهم من عمالقة الإعلام.

كل ذلك وغيره ساهم في تشكيل وعيها المهني وإيمانها بأن المهنة لا تتوقف عن التطور، فلم تتوقف عن التعلم وتطوير قدراتها.

وجاء قرار تعيينها رئيسة لقناة النيل الثقافية منذ أيام تتويجًا مستحقًا لعقود من الاجتهاد، بعد أن أثبتت جدارتها في مختلف الأدوار التي شغلتها، مما يجعلها الخيار الأمثل لقيادة القناة الثقافية؛ فهي الأجدر على إيصال الرسالة الإعلامية بصدق وأمانة، وأتوقع أن تشهد القناة الثقافية انطلاقة جديدة تركز على تقديم محتوى ثقافي متنوع يلبي احتياجات الجمهور ويدعم الهوية الثقافية المصرية.

أيضًا من الاختيارات الصائبة التي لاقت ارتياحًا كبيرًا في ماسبيرو، المخرج حسن عيسى الذي تولى منصب نائب رئيس قطاع الإنتاج، القطاع المُشرف الذي قدم روائع الدراما التليفزيونية التي تُعد بصمات في عالم الدراما العربية وليس المصرية فقط.

فقد جاء اختيار المخرج حسن عيسى نائبًا لرئيس قطاع الإنتاج ليؤكد أهمية اختيار الكفاءات في المناصب القيادية لما لديه من رؤية مبتكرة في التطوير، وخبرة في هذا المجال، وإرادة بعودة أمجاد قطاع ساهم بأعماله الدرامية في تشكيل وجدان أجيال.

تعتبر هذه الاختيارات دليلًا على التوجه نحو بناء فريق قيادي قادر على مواجهة التحديات الإعلامية الحالية، إذ إن وجود قيادات مثل سها النقاش وحسن عيسى وغيرهما بفكر وإرادة سيعزز من فرص النجاح والتميز، ويساهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للهيئة الوطنية للإعلام.

كلمات البحث