التشكيلية أميمة السيسي: أستلهم التراث المصري العريق.. وأحاول كسر الشكل النمطي للمرأة| حوار

19-5-2025 | 12:39
التشكيلية أميمة السيسي أستلهم التراث المصري العريق وأحاول كسر الشكل النمطي للمرأة| حوار التشكيلية أميمة السيسي: أستلهم أعمالي من التراث المصري العريق
سماح عبد السلام

عبر معارضها الفنية، على تنوعها، تحرص التشكيلية أميمة السيسى على إبراز قيمة التراث المصرى كمعين فنى ثرى بالعناصر والمفردات التى لا تنضب، كما تُعلى دائمًا دور المرأة فى الحياة فى إطار السعي لكسر الصورة النمطية لها كعنصر مغلوب على أمره. ومن ثم تجلت الأنثى بمعرضها الأخير "طَـلّة من الشباك" بدار الأوبرا وما سبقه من معارض مثل "حكايات الغندورة" و"السنيورة.. بنت بلادي" أيقونة جميلة ذات شخصية ودور بارز فى الحياة.

موضوعات مقترحة

معها، كان هذا اللقاء..

= تعكس معارضك مدى شغفك بالتراث الشعبى والهوية المصرية وآخرها "طَـلّة من الشباك".. فما سر هذا الولع؟

أعتز بكوني مصرية وأحمل في داخلي تراثا يمتد عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر.. الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية.. ونتاج هذه الحضارات جاءت شخصية الإنسان المصري وتكونت هويته المتفردة. وكفنانة تشكيلية مصرية أشعر بأني محظوظة كوني أعيش وسط كل هذا التراث الغني الذي أستلهم منه أعمالي الفنية بتلقائية وعفوية لأنه مخزون بداخلي وشكل هويتي.

التشكيلية أميمة السيسى: أستلهم أعمالى من التراث المصرى العريق

المرأة كعنصر ملهم

= تشغل المرأة حيزًا كبيرًا من تجربتك التشكيلية.. فهل تنتصريين للأنثى عبر لوحاتك؟

المرأة مُلهمة الفنانين عبر العصور.. فهي أيقونة الجمال والحنان والحب.. ومن خلال لوحاتي أحاول كسر الشكل النمطي للمرأة المغلوبة على أمرها والتي لا تملك قرارها.. ففي معرضي الأخير "طَـلّة من الشباك" رسمت المرأة وهي تطُل من الشباك لترى الحياة الواسعة من حولها والفرص التي تنتظرها لتسعى وراءها.. فالشباك في معرضي هو طاقة أمل وحياة جديدة وحرصت من خلال لوحات المعرض على كسر الصورة النمطية للمرأة الحزينة المنتظرة في الشباك ويدها على خدها. 
وفي معارضي "حكايات الغندورة" و"السنيورة.. بنت بلادي" كل امرأة جميلة عندما تثق بنفسها وتظل مرفوعة الرأس مهما صادفت من صعاب، فهي تستمد جمالها من خلال قوتها الداخلية.  

التشكيلية أميمة السيسى: أستلهم أعمالى من التراث المصرى العريق

توثيق بصرى للحكايات


 تتسم لوحاتك بالتفاصيل والسرد أو الحكى البصرى.. فماذا تمثل لك الحكاية؟ 

"وراء كل باب في حكاية ورواية" كتبت هذه الكلمات في معرضي "أبواب بهية".. تشغلني فكرة البيوت وما يدور وراء أبوابها وشبابيكها من قصص وحكايات.. كما يشغلني تاريخ الشعوب ويدهشني كيف يتشكل الإنسان ويتغير على مدى الأزمنة.. والحكايات هي التي تجعلنا نتعرف على تاريخنا وهي جزء لا يتجزأ من تراثنا وأحرص أن تكون لوحاتي بمثابة توثيق لهذه الحكايات من تراثنا وثقافتنا المصرية. 

التشكيلية أميمة السيسى: أستلهم أعمالى من التراث المصرى العريق

آلية توظيف الألوان والخامات

 تتميز الباليتة اللونية لديك بالألوان الدافئة، فهل ترينها الأقرب لديك وكيف تعملين على توليفة الألوان والخامات  على حدة، لخلق جماليات فنية خاصة؟

باليتة ألواني هي توليفة من ألوان بلدنا مصر.. وما أجملها من ألوان.. ففيها اللون الأصفر بدرجاته ويعكس شمس مصر الدافئة وهي تتلألأ على مياه النيل وفيها ألوان سخنة ومبهجة تعكس ملابس الغندورات والسنيورات في لوحاتي وهي مستمدة من ألوان الطبيعة المبهجة لبلدنا فنرى الأخضر لون الشجر والأصفر الدافئ لون الشمس قبل الغروب والبرتقالي والأحمر لون الثمار وقت الحصاد واللون الطوبي لون رمال أسوان والأزرق بدرجاته لون سماء مصر الصافية. كما أن كل هذه الألوان تجدها في لوحاتي التي تجسد مصر القديمة والخيامية بألوانها الناطقة والمتميزة.

التشكيلية أميمة السيسى: أستلهم أعمالى من التراث المصرى العريق


= ما الذى أضافه لك معرض "طَـلّة من الشباك"؟

"شكراً على كل هذه البهجة" كلمات سمعتها من كل من زار معرضي "طَـلّة من الشباك" بلا استثناء.. يكفيني هذا لأشعر بالسعادة والامتنان وأن رسالتي من خلال لوحاتي قد وصلت.

ممارسة الفن كغاية سامية


من دراسة الألسن والعمل بالترجمة لممارسة الفن التشكيلى هل وجدتِ ضالتكِ فى ممارسة الفن؟

أؤمن بأن الحياة مراحل.. دراستي في كلية الألسن جاءت بسبب تفوقي في اللغات وحصلت على ليسانس اللغة الألمانية والإنجليزية وعملت في مجال الترجمة لسنوات طويلة ووصلت إلى منصب مدير الترجمة في شركة عالمية وكنت سعيدة بما حققته.. ومع ذلك وطوال سنوات الوظيفة لم تفارق يدي الفرشاة والألوان.. ثم جاءت بعدها مرحلة التفرغ للفن.. وما أحلاه من تفرغ.. فزاد إنتاجي وقررت من عشر سنوات أن أشارك في الحركة التشكيلية وبدأت بعمل أول معرض شخصي لي وكان له صدى لم أتوقعه وذلك شجعني وتوالت المعارض.

= هل الحرص على العرض بصورة سنوية والمشاركات الجماعية جاء كنوع من التعويض عن ممارسة الفن التشكيلى فى فترة متأخرة نوعًا ما؟

أحب أن أتقن كل ما أفعل.. لم أكن مجرد موظفة بل حرصت على أن أكون مترجمة متميزة ونجحت في ذلك.. والآن أنا حريصة على أن أكون فنانة تشكيلية لها بصمة وتأثير في الحركة التشكيلية.. فأعمل بجدية وتركيز ولا يشغلني سوى فني ورسالتي التي أقدمها للمجتمع كقوة ناعمة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: