القوى السياسية: "قمة بغداد" محطة مهمة لإعادة صياغة النظام العربى.. ومشاركة "السيسى" تعكس التزام مصر الثابت بدعم وحدة الصف

17-5-2025 | 17:20
القوى السياسية قمة بغداد محطة مهمة لإعادة صياغة النظام العربى ومشاركة السيسى تعكس التزام مصر الثابت بدعم وحدة الصف القوى السياسية: "قمة بغداد" محطة مهمة لإعادة صياغة النظام العربى..ومشاركة "السيسى" يعكس التزام مصر ا

كتبت ـ رحاب عبد المنعم: 

موضوعات مقترحة
أكدت القوى السياسية، أن انعقاد "قمة بغداد" يعد محطة هامة لتعزيز الأمن العربي المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي والأمني، معتبرين مشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة تعكس التزام مصر الثابت بدعم وحدة الصف العربي، وتعزيز التعاون المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وقال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن القمة العربية التي استضافتها بغداد تنعقد في لحظة فارقة تشهد فيها المنطقة العربية تحديات متفاقمة، في مقدمتها تصاعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، واستمرار الانتهاكات المروعة بحق المدنيين، وسط صمت دولي مريب، بالإضافة إلى اشتعال الأوضاع في ليبيا والسودان، ما يجعل من هذه القمة اختبارا حقيقيا للإرادة السياسية العربية وقدرتها على استعادة زمام المبادرة.
وقال "محسب"،  إن ما يحدث في غزة من جرائم إبادة جماعية وعمليات عسكرية همجية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ضد شعب أعزل، يتطلب موقفا عربيا صارما وموحدا يتجاوز بيانات الإدانة، ويعمل فعليا على وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال وفقا للقانون الدولي، وتفعيل أدوات الضغط في المؤسسات الدولية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، واستعادة حقوقه المشروعة.
وأشار إلى أن استمرار الأزمات في ليبيا والسودان يهدد الأمن القومي العربي، ويعكس فشل المجتمع الدولي في احتواء هذه الأزمات الممتدة، موضحا أن الأوضاع في ليبيا تنذر بتفجر الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، بما يهدد وحدة الدولة الليبية، ويعرض حياة المدنيين للخطر، أما السودان فباتت أزمته تدخل مرحلة استنزاف خطيرة يجب التصدي لها بحلول عربية سلمية تحفظ الدولة ومؤسساتها.
ولفت إلى أن "قمة بغداد" بما تحمله من رمزية سياسية لعودة العراق إلى قلب العمل العربي المشترك، تمثل فرصة لوضع خريطة طريق واقعية وواضحة للتعامل مع القضايا المصيرية، من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية، وإطلاق مبادرات ملموسة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، خاصة ما أعلنه العراق عن مبادرات لإنشاء مراكز أمنية وغرفة تنسيق عربية وصندوق للتعاون، بما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي ويعيد الثقة في الدور العربي الجماعي.
وشدد على ضرورة الخروج من القمة بنتائج ملموسة ورسائل واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام جرائم الاحتلال أو انهيار بعض الدول، داعيا إلى دعم كل الجهود الرامية لتعزيز التضامن العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية، ومساندة الدول التي تمر بأزمات سياسية وأمنية واقتصادية، في سبيل تحقيق الاستقرار الشامل.
ومن جانبه، أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، القيادى بحزب مستقبل وطن، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد تعكس التزام مصر الثابت بدعم وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن تلك القمة تمثل محطة مهمة في تنسيق الجهود العربية في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات سياسية واقتصادية.
 وشدد على أن انعقاد هذه القمة يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويتطلب طرح ملفات رئيسية على رأسها: تعزيز الأمن القومي العربي، مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي، ودعم الاستقرار في الدول التي تعاني من أزمات، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا واليمن.
وأوضح أن القمة تمثل فرصة حقيقية لوضع رؤية عربية موحدة للتعامل مع التحديات الراهنة، وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، مشيرًا إلى أن مصر تظل دائمًا داعمة لأي جهد عربي يسعى لتعزيز التضامن والوحدة والعمل المشترك، لاسيما إزاء الوضع الراهن في غزة والذي يحمل في طياته أزمات لا متناهية تهدد الأمن داخل المنطقة وتمثل تحدى وخطر كبير للأمن القومي المصري .
وأشار إلى أن القمة العربية الرابعة والثلاثين بالعاصمة العراقية، يجب أن تتبنى موقف عربي موحد تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مع التأكيد على وقف العدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وأيضا رفض التدخلات الخارجية في شئون الدول العربية، خاصة من القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لزعزعة الاستقرار أو فرض أجندات خاصة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية لمواجهة التهديدات المشتركة.
وطالب بضرورة أن ناقش القمة الأزمات الاقتصادية بالمنطقة لكي نخرج بخطة عربية مشتركة للتعافي الاقتصادي، تشمل دعم الدول المتضررة من الأزمات والحروب، وتعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري، مع التأكيد على أهمية دعم جهود المصالحة العربية – العربية، وتأكيد أهمية الحوار في حل الخلافات بين الدول الشقيقة، مع وضع آلية تنفيذية لمتابعة ما يُتفق عليه في القمة، لضمان تحويل التوصيات إلى خطوات عملية ملموسة.
بدوره، أكد  الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في "بغداد" تمثل لحظة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، لافتا إلى أن توقيت القمة يحمل دلالات قوية، في ظل تصاعد الأزمات الأمنية والإنسانية في أكثر من دولة عربية، وعلى رأسها ما يجري في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم، أودى بحياة آلاف الأبرياء، وترك آثارا مدمرة على كل المستويات.
وأشار إلى أن القمة تشكل فرصة استراتيجية لإعادة صياغة منظومة التوافق العربي، ومراجعة آليات العمل المشترك بما يتلاءم مع التحديات المتراكمة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في عدة دول عربية، ما يستوجب تحركا جماعيا مدروسا يعيد الاعتبار لمفهوم الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.
وأكد أن مشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة تعكس حرص مصر الدائم على دعم وحدة الصف العربي، وتعزيز آليات التضامن في مواجهة الأزمات، لافتا إلى أن الدور المصري تاريخيا هو الركيزة الأساسية للحفاظ على استقرار الإقليم، مشددا على أهمية تفعيل دور الجامعة العربية كمظلة جامعة تعلي من منطق الحلول السياسية وترفض منطق القوة والتدخلات الخارجية.
وتابع أن القمة لابد أن تخرج برؤية اقتصادية متكاملة، تسعى إلى دعم التكامل العربي في مجالات التنمية والبنية التحتية والتعليم والصحة، لاسيما في ظل تراجع معدلات النمو وزيادة نسب الفقر والبطالة، منوها إلى أهمية وضع آلية واضحة لإعادة الإعمار في الدول المتضررة، وإنشاء صناديق تمويل عربية مشتركة، تساهم في إعادة الاستقرار للمجتمعات المنكوبة.
وأشاد نائب رئيس حزب المؤتمر، بالمبادرات العراقية، وعلى رأسها مقترحات إنشاء مراكز أمنية متخصصة، وغرفة تنسيق لمواجهة التهديدات، وصندوق عربي لإعادة الإعمار، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات تمثل خطوة نحو بناء منظومة عربية قادرة على الردع والتأثير والرهان الحقيقي اليوم هو على تماسك الصف العربي وقدرته على إنتاج رؤية مستقبلية تحفظ المصالح المشتركة للأمة.
 

اقرأ أيضًا: