رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام العام الماضي العالم باري كيمب، إلا إن إسهاماته فى مجال الآثار مازالت مادة للبحث والاهتمام من كافة علماء المصريات فى مصر والعالم أجمع.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السباحة والآثار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن باري كيمب، يعد أحد كبار علماء المصريات، وقد ترك خلفه مجموعة كبيرة من الأبحاث الهامة في الحضارة المصرية، وكان وسيبقى أهم اسم من بين علماء الآثار الذين ارتبطوا بتل العمارنة.
وباري كيمب (Barry Kemp) هو عالم مصريات بريطاني مرموق، وأستاذ فخري في علم الآثار المصرية بجامعة كامبريدج يُعتبر أحد أبرز الخبراء في دراسة الحضارة المصرية القديمة، وخاصةً فترة العمارنة (عهد الفرعون أخناتون، القرن الرابع عشر قبل الميلاد)، ويتميز عمله بالجمع بين المنهجيات الأثرية التقليدية والتحليل الاجتماعي والثقافي العميق.
ويضيف مجدي شاكر الذي صاحب باري كيمب عن قرب أنه يعتبر الأب والمدير التاريخي لمشروع العمارنة، وقد كرّس نفسه لعلم المصريات وساهم عمله في العمارنة بشكل كبير في فهمنا لهذه الفترة الهامة في التاريخ المصري القديم.
وُلد كيمب فى 14 مايو 1940م فى إنحلترا، وتوفى 15 مايو 2024م عن عمر (84 سنة) كان أستاذًا فخريًا لعلم المصريات في جامعة كامبريدج، وزميل أول في معهد ماكدونالد للبحوث الأثرية.
يدمج كيمب في أبحاثه بين الآثار والأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع لفهم البنى الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المصري القديم يُركّز على تحليل كيفية تنظيم السلطة والموارد، وكيفية تفاعل الأفراد مع النظام السياسي والديني.
كان مشروع العمارنة (Amarna Project)الذى يقوده كيمب منذ عام 1977م من أطول المشاريع الأثرية استمرارية في مصر؛ مما أكسبه مكانة دولية مرموقة
وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE) عام 2011 تقديرًا لخدماته في علم الآثار المصرية.
ويضيف شاكر، أنه كانت الحفريات والدراسات الأثرية في موقع تل العمارنة، العاصمة التي بناها الفرعون أخناتون كشفت أعماله عن تفاصيل حياة المدينة، بما في ذلك المساكن العمال والورش، والبنية التحتية مما قدم رؤية نادرة عن الحياة اليومية لعامة المصريين وليس النخبة فقط.
رائد علم المصريات باري كيمب
كيمب والتقنيات الحديثة فى الآثار
واستخدم كيمب التقنيات الحديثة في الآثار مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) والتصوير ثلاثي الأبعاد لإعادة بناء معالم المدينة القديمة، مما ساهم في فهم أفضل للتخطيط العمراني والعمارة.
أشرف على إعادة ترميم معبد آتون الكبير، وترميم بعض قصور أخناتون؛ إذ كان يسعى لإعادة إظهار أحياء المدينة القديمة، والتي كانت عاصمة لمصر القديمة بعد أن أنشأها الملك أخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي.
وقام كيمب بعمل منزل خاص به في تل العمارنة، ووشة كبيرة بداخله، وألف كتاب "The City of Akhenaten and Nefertiti: Amarna and Its People (2012) وقدم فيه رؤية شاملة لحفرياته في العمارنة، مصحوبة بصور ورسوم توضيحية.
ويوضح مجدي شاكر، أن باري كيمب يُعتبر نموذجًا للعالم الذي يربط بين الماضي والحاضر، من خلال كشفه عن التعقيدات الإنسانية للحضارة المصرية، وتحديه للصور النمطية عنها كمجتمع هرمي صارم.
أما كتابه"Ancient Egypt:Anatomy of a Civilization"* (1989) فيُعد مرجعًا أساسيًا، حيث يحلل فيه استمرارية الحضارة المصرية عبر آلاف السنين، مع إبراز التوترات بين المركزية الفرعونية وحياة المجتمعات المحلية.
أبيدوس
كان كيمب من أهم العلماء فى تاريخ دراسة الموقع الأثري لأبيدوس (1962-1977) ومقالاته وخاصة المنشورة فى لوس انجلوس عن أبيدوس هى الأهم عن الموقع مثل سلسلة Amarna Reports.
* Think Like an Egyptian: 100 Hieroglyphs (فكر كالمصري: 100 نقش هيروغليفي)
* How to Read the "Egyptian Book of the Dead" (كيف تقرأ "كتاب الموتى" المصري).
رائد علم المصريات مع كبير الأثريين مجدي شاكر