لمدة عقود من الزمن، كان استهلاك البيض محور نقاش طبي، وذلك بشكل رئيسي بسبب محتواه من الكوليسترول. وكانت التوصية العامة للمجتمع الطبي هي تقليل كمية البيض في النظام الغذائي، بناءً على القلق من أن تناولها قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية .
وقد أظهرت دراسات حديثة أن استهلاك البيض باعتدال ليس له تأثير سلبي كبير على صحة القلب والأوعية الدموية للأفراد الأصحاء، وفقًا لتقرير خاص صادر عن Sportlife .
عدد البيض الآمن للأكل
ومن النقاط الرئيسية في الموقف العلمي الجديد هو تعريف ما يعتبر "استهلاكا معتدلا". وفقا لجمعية القلب الأمريكية (AHA) ، فإن تناول ما يصل إلى بيضة واحدة يوميًا يعد آمنًا تمامًا بالنسبة لمعظم الأشخاص، وهو ما يعادل حوالي 7 بيضات في الأسبوع. وتمتد هذه التوصية لتشمل الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني بانتظام، حيث يمكن أن يصل الحد في حالتهم إلى 12 بيضة في الأسبوع .
ومن ناحية أخرى، ينبغي للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أن يحدوا من تناولهم للبيض إلى ما بين 3 و4 بيضات في الأسبوع. ويرجع ذلك إلى أن الكوليسترول في حالتهم قد يكون له تأثير أكبر على صحتك، خاصة عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بأمراض القلب.
ما الذي يجعل تحضير البيض مهمًا؟
على الرغم من أن البيض مغذي للغاية، إلا أن طريقة تحضيره لها تأثير كبير على قيمته الغذائية. وتتفق جمعية القلب الأميركية وخبراء التغذية الآخرون على أن طرق الطهي تلعب دورا حاسما في الصحة.
على سبيل المثال، البيض المقلي ، بسبب تحضيره في الزيت أو الزبدة، أقل صحة بكثير من البيض المسلوق. عند سلق البيض أو غليه، فإنه يحتفظ بعناصره الغذائية ولا يضيف دهونًا إضافية، مما يجعله خيارًا أكثر صحة.
الفوائد الغذائية للبيض
وتم مناقشة الآثار السلبية للبيض ، بالإضافة إلى فوائده الصحية المذهلة. يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بالبروتين عالي الجودة، وهو ضروري لنمو وإصلاح العضلات وأنسجة الجسم الأخرى . بالإضافة إلى ذلك، فهي مصدر ممتاز للفيتامينات مثل أ ، د ، ب12 والريبوفلافين، وهي عناصر غذائية أساسية لعمل الجهاز المناعي وصحة العظام والتمثيل الغذائي الخلوي.
المعادن
أما من حيث المعادن، فإن البيض يوفر الفوسفور والسيلينيوم وعناصر غذائية أخرى ضرورية لإنتاج الطاقة والأداء الأمثل للجهاز العصبي. بالإضافة إلى ذلك، فهو يحتوي على الدهون الصحية، وخاصة أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في بيض الأبقار التي تتغذى على العشب، والتي لها خصائص مضادة للالتهابات ومفيدة لقلبك.
لقد تطور النقاش حول استهلاك البيض بشكل كبير في السنوات الأخيرة. في حين أنه من الصحيح أن الدراسات القديمة دفعتنا إلى تقليل استهلاكها بسبب الخوف من الكوليسترول، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن الاستهلاك المعتدل للبيض آمن تمامًا ويوفر عناصر غذائية قيمة . ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية سابقة، مثل مرض السكري من النوع 2 أو ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يجب أن يكونوا أكثر حذراً عند تناولهم لهذه الأطعمة.
علاوة على ذلك، يلعب التحضير السليم للبيض دورًا رئيسيًا في قيمته الغذائية، مما يفضل طرق الطهي الصحية، مثل السلق أو الطهي المسلوق، بدلاً من القلي. عند دمجه بطريقة متوازنة في نظام غذائي متنوع، يظل البيض غذاءً مغذيًا وبأسعار معقولة، حيث توفر بروتينًا عالي الجودة ومجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية لصحتنا.