"الرهاب" سجن صامت داخل العقول.. كيف تتغلب عليه؟

14-5-2025 | 13:34
 الرهاب  سجن صامت داخل العقول كيف تتغلب عليه؟الرهاب
شيماء شعبان

قد يخاف البعض من المرتفعات، أو العناكب، أو التحدث أمام الجمهور، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذه المخاوف، إن خرجت عن نطاقها الطبيعي، قد تصبح رهابًا (فوبيا) يحدّ من حياة الإنسان بشكل حاد.

موضوعات مقترحة

في السطور التالية، نستعرض ظاهرة الرهاب، أنواعه المختلفة، وأثره النفسي والاجتماعي، ونقترب من تجارب حقيقية لأشخاص يقاومون هذا العدو الصامت.

الرهاب الخوف الذي يفوق التوقع

يُعرّف الرهاب بأنه خوف شديد، غير منطقي، ومستمر من شيء أو موقف لا يشكّل خطرًا حقيقيًا لكنه يثير في المصاب قلقًا شديدًا. وتقول منظمة الصحة العالمية إن نحو 7% من البشر يعانون من أحد أنواع الرهاب خلال حياتهم.

أصناف الرهاب من الشائع إلى النادر

وفقًا لتصنيف الطب النفسي، ينقسم الرهاب إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

1- الرهاب النوعي، مثل رهاب العناكب، المرتفعات، الطيران، أو الدم.

2- الرهاب الاجتماعي، الخوف من التفاعل مع الآخرين أو من الأحكام الاجتماعية، مثل الحديث أمام الجمهور.

3- رهاب الأماكن المفتوحة الخوف من التواجد في أماكن يصعب الهروب منها أو تلقي المساعدة فيها.

 


الرهاب

ويضيف  الدكتور حسام خليل، أخصائي الطب النفسي، قد يبدو رهاب العصافير أو المصاعد غريبًا للبعض، لكن تأثيره على المريض حقيقي جدًا. فالمصاب قد يغير نمط حياته بالكامل لتجنب المسبب.

شهادات حقيقية.. الرهاب يغيّر المسار

روّت أمل، 26 عامًا، قصتها مع الرهاب قائلة: " أعاني من رهاب المصاعد: "أعيش في الطابق السابع وأصعد الدرج يوميًا مهما كان التعب. لا يمكنني دخول المصعد ولو لدقيقة واحدة."

أما أحمد، 32 عامًا، يعاني من رهاب التحدث أمام الآخرين: " فقدت فرصًا كثيرة في العمل لأنني لا أستطيع عرض أفكاري في الاجتماعات. مجرد التفكير في الوقوف أمام الناس يصيبني بالغثيان والرجفة."

اقرأ أيضا:

الأسباب بين الطفولة والجينات

و يرى علماء النفس أن أسباب الرهاب غالبًا ما تعود إلى:

- تجارب سلبية في الطفولة، كالتعرض لحادث أو صدمة مرتبطة بمسبب الرهاب.

- الوراثة والعوامل البيولوجية، بعض الأشخاص يولدون أكثر عرضة للقلق والخوف.

- النمذجة، رؤية أحد الوالدين يعاني من رهاب معين يمكن أن يُغرس في الطفل نفس الخوف.


الرهاب

هل من علاج؟

ويرى علماء علم النفس أن العلاج السلوكي المعرفي  هو الأكثر فعالية في حالات الرهاب. ويقول  الدكتور وائل وفاء، استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، نعمل على تعريض المريض تدريجيًا للمسبب تحت إشراف متخصص، مما يساعد الدماغ على إعادة برمجة استجابته للخوف."

وتابع: كما يتم أحيانًا استخدام الأدوية المضادة للقلق في الحالات الحادة، لكن العلاج السلوكي يظل الأساس.

المجتمع والنظرة الخاطئة

ويؤكد  وائل وفاء أن الرهاب لا يزال يُعامل في مجتمعاتنا كـ"دلع" أو ضعف، مما يدفع كثيرين إلى إخفاء معاناتهم.

ويشير الباحث الاجتماعي طارق عبد الحليم إلى أن الوصمة المجتمعية تجاه المرض النفسي تجعل من الصعب على المصابين طلب المساعدة، رغم أن العلاج متاح وفعّال.


الرهاب

الرهاب ليس عيبًا بل تحدٍ قابل للعلاج

وتؤكد الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع أن الرهاب ليس ضعفًا ولا مبالغة، بل حالة نفسية معترف بها، تؤثر في تفاصيل الحياة اليومية. والمفتاح الأول للتغلب عليه هو الاعتراف به، ثم طلب الدعم المهني، منوهة على أننا لا نختار مخاوفنا لكن يمكننا أن نختار ألا نعيش أسرى لها.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: