في زمن باتت فيه التكنولوجيا متوغلة في تفاصيل الحياة اليومية، تزداد المخاطر المرتبطة باستخدام التطبيقات، خصوصًا المجانية منها، إذ أصبحت الخصوصية الرقمية على المحك، وسط تسابق الشركات لجمع أكبر قدر من بيانات المستخدمين.
موضوعات مقترحة
ما لا يعرفه كثيرون أن التطبيقات المجانية ليست مجانية حقًا، بل يدفع المستخدم "ثمنًا خفيًا" يتمثل في بياناته الشخصية وسلوكياته الرقمية، كما يوضح الدكتور محمد عسكر، مستشار التكنولوجيا وخبير أمن المعلومات.
التطبيقات تجمع كل شيء.. دون علمك
بحسب الدكتور عسكر، فإن معظم التطبيقات تقوم بجمع معلومات دقيقة عن المستخدم، تشمل:
والغرض من ذلك هو تحليل هذه البيانات لأغراض إعلانية وتسويقية وربحية.
جوجل نموذج صارخ لانتهاك الخصوصية
في نهاية عام 2023، توصلت جوجل إلى تسوية تاريخية تجاوزت قيمتها خمسة مليارات دولار بعد اتهامها بجمع بيانات مستخدمين أثناء استخدامهم وضع التصفح الخفي.
وفي عام 2022، دفعت الشركة 391.5 مليون دولار لتسوية قضية تتعلق بتتبع المواقع الجغرافية رغم تعطيل خاصية التتبع.
لماذا تحتاج التطبيقات هذه الأذونات؟
يحذر الدكتور عسكر من أن كثيرًا من التطبيقات تطلب أذونات لا تتناسب مع وظيفتها الأساسية، مثل:
-
تطبيق صور يطلب الوصول إلى الموقع الجغرافي
-
تطبيق موسيقى يطلب الوصول للملفات
-
تطبيق تقويم يطلب إذن الكاميرا أو الميكروفون
-
تطبيق طقس يطلب قراءة الرسائل النصية
والسبب في الأغلب هو جمع البيانات لبيعها أو استخدامها في الإعلانات.
هل هناك قوانين تحمينا؟
رغم وجود قوانين دولية، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في الاتحاد الأوروبي، إلا أن المنظومة القانونية في أغلب الدول العربية لا تزال ضعيفة في هذا المجال.
كيف نحمي أنفسنا؟
يوصي الدكتور محمد عسكر باتباع خطوات بسيطة لتعزيز الخصوصية الرقمية:
-
مراجعة أذونات التطبيقات باستمرار
-
عدم منح الموافقة التلقائية
-
استخدام متصفحات تركّز على الخصوصية مثل DuckDuckGo
-
تفعيل إعدادات حظر التتبع
-
تجنب تحميل التطبيقات من مصادر غير موثوقة
الخصوصية معركة هذا العصر
ما حدث مع جوجل ليس استثناءً، بل جزء من نظام رقمي يقوم على "البيانات كعملة". ومع غياب الشفافية في كثير من التطبيقات، يتحول الهاتف الذكي إلى "أداة مراقبة" خفية تحت ستار الخدمة المجانية.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل نعيد ضبط علاقتنا بالتكنولوجيا؟ أم نستمر في منح بياناتنا طوعًا مقابل تجربة رقمية تبدو مريحة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها كثيرًا من الخطر؟
دكتورمحمد عسكر مستشار التكنولوجيا وخبير أمن المعلومات