أخذنا الفيلم الوثائقي "الملك المنسي" في رحلة ممتعة عبر تاريخ الملك فؤاد الأول وحياته منذ توليه الحكم في عام 1920، وحتى وفاته في عام 1936، وتميز الفيلم الذي عرضته القناة الوثائقية على شاشتها يإطلاع المشاهدين على الوثائق والأوراق التاريخية التي تُظهر تفاصيل دقيقة حول حكم الملك وعلاقاته بقادة الحركة الوطنية في تلك الفترة.
كما سلط الضوء على التحديات التي واجهها الملك، بما في ذلك الأزمات السياسية والاجتماعية التي كانت تعصف بمصر.
براعة الفيلم لم تتوقف على الصورة والتقنيات المستخدمة والإعداد المتقن والإخراج البديع، بل تعدى كل ذلك ظهور الشهادات الموثوقة من مؤرخين وصحفيين تحدثوا بطلاقة حول تلك الفترة، مما أضفى مصداقية على الأحداث المعروضة، ومن بينها الأجواء السياسية والاجتماعية المشحونة التي سبقت رحيل الملك، الذى لم يكن مجرد حدث شخصي، بل كان له تأثيرات كبيرة فى هذا الوقت.
النجاح الذى حققه فيلم "الملك المنسي" على الوثائقية يؤكد أنه من أبرز الأعمال الوثائقية التي تناولت حياة الملك فؤاد الأول، لما قدمه من رؤية شاملة ومعمقة لفترة حاسمة في تاريخ مصر، وأعاد الفيلم قراءة أحداث مفصلية في حياة الملك فؤاد الأول، مسلطًا الضوء على كواليس وصوله إلى الحكم، وعلاقاته بقيادات الحركة الوطنية المصرية، إلى جانب علاقته بالمحتل البريطاني وتأثيره على سياسات الدولة في تلك الفترة.
أيضًا تطرق الفيلم إلى لغز وفاة الملك فؤاد الأول، ورصد تفاصيل المشهد الأخير في حياته ووفاته في 28 أبريل 1936، واستعرض الشهادات التاريخية التي تفسر الغموض المحيط بوفاته فيلم "الملك المنسي" تجربة سينمائية فريدة تعيد تقديم تاريخ الملك فؤاد الأول بشكل جديد ومبتكر يفتح آفاقًا جديدة لفهم الأحداث التاريخية التي شكلت ملامح مصر الحديثة، ويُعتبر إضافة قيمة للمكتبة الوثائقية العربية.
النجاح الذى حققه فيلم "الملك المنسي" لم يأت من فراغ، بل هو نتاج المجهود الكبير الذي بذله فريق العمل، بدءًا من الباحثين الذين جمعوا المعلومات التاريخية، مرورًا بالمخرجين والمصورين الذين أبدعوا في تقديم الفيلم بشكل جذاب، وصولا إلى الإنتاج وكل تفاصيل الفيلم الشيقة ومشاهده التي تم فيها استخدام التقنيات المبهرة التي ساهمت في إحياء الأحداث التاريخية بطريقة بديعة.
كل الشكر لفريق عمل الفيلم الوثائقي "الملك المنسي"، الذي يعد تجربة فريدة تستحق إعادة العرض والمشاهدة مرات ومرات.