تشهد البيوت المصرية هذه الأيام حالة من الاستنفار والقلق المصاحب لفترة الامتحانات. وبينما ينصب تركيز الطلاب على المذاكرة وتحصيل الدرجات، يلعب أولياء الأمور دورًا محوريًا في تهيئة المناخ المناسب وتقديم الدعم النفسي والمعنوي الذي يحتاجونه أبناؤهم لتجاوز هذه الفترة بنجاح.
موضوعات مقترحة
يقدم الدكتور إبراهيم مجدي استشارى الطب النفسي، مجموعة من النصائح الهامة لأولياء الأمور لمساعدة أبنائهم خلال فترة الامتحانات:
1. تهيئة بيئة منزلية هادئة وداعمة:
توفير مكان هادئ للمذاكرة، تخصيص زاوية أو غرفة بعيدة عن الضوضاء والإزعاج، جيدة الإضاءة والتهوية، ومجهزة بكل ما يحتاجه الطالب من أدوات وكتب.
تنظيم أوقات المذاكرة والراحة، وضع جدول مذاكرة مرن يتضمن فترات راحة قصيرة لتجنب الإرهاق الذهني، مع التأكيد على أهمية النوم الكافي.
تخفيف الأعباء المنزلية، قدر الإمكان، حاولوا تخفيف المهام المنزلية المطلوبة من الأبناء خلال فترة الامتحانات لتوفير وقتهم وجهدهم للمذاكرة.
2. الدعم النفسي والمعنوي:
التشجيع والتحفيز المستمر، التعبير عن الثقة بقدرات الأبناء وتشجيعهم على بذل قصارى جهدهم دون الضغط المبالغ فيه لتحقيق نتائج مثالية.
الاستماع والتفهم، تخصيص وقت للاستماع إلى مخاوفهم وقلقهم بشأن الامتحانات وتقديم الدعم والتفهم اللازمين.
تجنب المقارنات السلبية، الابتعاد عن مقارنة الأبناء بزملائهم أو بأشقائهم، والتركيز على جهودهم الفردية وتقدمهم.
التركيز على الجهد وليس النتيجة فقط، تقدير المجهود الذي يبذله الأبناء بغض النظر عن النتيجة النهائية، وتعزيز قيمة التعلم والاجتهاد.
3. الاهتمام بالصحة الجسدية:
توفير وجبات صحية ومتوازنة، التأكد من حصول الأبناء على تغذية جيدة وغنية بالعناصر الغذائية التي تعزز التركيز والطاقة.
تشجيع ممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة، تخصيص وقت قصير لممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية وتخفيف التوتر.
مراقبة ساعات النوم، التأكيد على أهمية الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً لتحسين الذاكرة والتركيز أثناء المذاكرة والامتحانات.
4. التواصل الفعال مع المدرسة:
متابعة أداء الأبناء، التواصل المستمر مع المعلمين للاطلاع على مستوى الأبناء ونقاط قوتهم وضعفهم.
حضور اجتماعات أولياء الأمور، المشاركة الفعالة في الاجتماعات التي تنظمها المدرسة لمناقشة سبل دعم الطلاب.
ونصح الدكتور إبراهيم مجدي أولياء الأمور أن يتذكروا أن دورهم في فترة الامتحانات لا يقل أهمية عن دور أبنائكم. بتهيئة البيئة المناسبة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي، يمكنكم مساعدة أبنائكم على تجاوز هذه الفترة بنجاح وتحقيق أفضل ما لديهم. كونوا بجانبهم، مشجعين وداعمين، وثقوا بقدراتهم. فالامتحانات هي مجرد محطة في رحلتهم التعليمية، والأهم هو غرس حب التعلم والاجتهاد في نفوسهم.
وفي سياق متصل يؤكد الدكتور علاء الغندور، استشاري تعديل السلوك، على أن "فترة الامتحانات تتطلب من أولياء الأمور تبني استراتيجيات سلوكية داعمة تساعد الأبناء على التعامل الأمثل مع الضغوط."
ويوضح الدكتور الغندور، من الضروري التركيز على بناء روتين يومي صحي ومتوازن للطالب خلال فترة الامتحانات. يتضمن ذلك تحديد أوقات ثابتة للمذاكرة، وتناول الوجبات، والنوم، وأوقات للراحة والاسترخاء. هذا التنظيم يقلل من الشعور بالفوضى والقلق ويساعد الطالب على إدارة وقته بفعالية."
ويشير استشاري تعديل السلوك إلى أهمية تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الأبناء: "بدلاً من التركيز على الأخطاء أو النتائج المتوقعة، يجب على الآباء مكافأة وتشجيع أي جهد يبذله الطالب وأي تقدم يحرزه، حتى لو كان بسيطًا. هذا التعزيز الإيجابي يزيد من دافعية الطالب ويحسن من حالته النفسية."
ويحذر الدكتور الغندور من بعض السلوكيات الخاطئة التي قد يمارسها أولياء الأمور دون قصد، الضغط المبالغ فيه، والتوقعات غير الواقعية، والانتقادات المستمرة، كلها عوامل تزيد من توتر الطالب وتؤثر سلبًا على أدائه. يجب أن يكون دور ولي الأمر هو الدعم والتوجيه الهادئ، وليس مصدرًا إضافيًا للضغط."
ويختتم الدكتور علاء الغندور رأيه بالتأكيد على أهمية المرونة والتفهم: "كل طالب لديه قدرات وظروف مختلفة. يجب على أولياء الأمور أن يكونوا مرنين في توقعاتهم وأن يتفهموا الصعوبات التي قد يواجهها أبناؤهم. الهدف هو مساعدة الطالب على تقديم أفضل ما لديه في ظل الظروف المتاحة، وتعليمه كيفية التعامل مع التحديات بشكل صحي ومثمر."