ذكرى النكبة.. و"خيانة أهل الصمود"!!

12-5-2025 | 16:31

قبل أيام من ذكرى نكبة 1948، التي تحل في 15 مايو.. تحتدم المشاعر لإحياء تلك الذكرى التي شهدت النزوح الأول والتهجير والتطهير العرقي، الذي مارسته قوات الاحتلال الصهيوني على مدى 77 عامًا، تم فيها تدمير وطرد شعب بكامله، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو على 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة، وانتهى المقام بغالبيتهم إلى الهجرة خارج أراضيهم وديارهم!! 

ما يحدث الآن في غزة وشعبها من قتل وتطهير عرقي وتجويع وحرق للحقول والمزروعات وتدمير للممتلكات، والاستيلاء على الأراضي، واعتقال الشباب، وسحب هوياتهم، وهدم منازلهم، وضرب مقومات صمودهم ووجودهم، ما هي إلا مظاهر لاستمرار هذه النكبة!! 

إن المجتمع الدولي الذي أهمل وأغفل وتجاهل نكبة عام 48 ما زال يمارس نفس سيناريو "الطرش والعمى والخرس" عن عمليات الإبادة التي يمارسها الاحتلال بكل جبروت، وانعكاسات ذلك على الاستقرار والأمن ليس في الأراضي المحتلة، وإنما في المنطقة برمتها. 

لقد مللنا المناشدات والاستغاثات والتحذيرات من مغبة تكرار نكبة 48، وعدم اتخاذ موقف دولي وعربي وإسلامي شجاع ومسئول، يكفل مواجهة مخاطر وتداعيات تلك النكبة الجديدة، التي نعيش معالمها وآلامها يوميًا مع صور عشرات آلاف الشهداء والجرحى في غزة.

حملات التزييف الإعلامي المكثفة المدعومة من بعض الأنظمة الغربية والعربية، نجحت في زرع بذور الشك في عقول شباب العرب، وتقديم فلسطينيي المقاومة وجهاد العدو على أنهم "خونة"، باعوا قضيتهم وأرضهم ويستحقون مصيرهم الحالي!! 

من الذي باع وخان؟ هل هو الفلسطيني الذي استبسل في الدفاع عن أرضه؟ أم من تقاعس عن دعم هذا الشعب وتركه وحيدًا في وجه الاحتلال؟ مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات يجيب عن هذه التساؤلات وغيرها، من خلال عرض أرقام موثقة من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن النكبة، وما تلاها:
سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.

يبلغ عدد الفلسطينيين 14.8 مليون نسمة، يتواجد منهم 5.5 مليون في الضفة الغربية وقطاع غزة، و2.1 مليون ما زالوا يقيمون في أراضي 48، بينما يتواجد خارج أراضي فلسطين 6.3 مليون في الدول العربية، وحوالي 772 ألفًا في الدول الأجنبية.

تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 9 مرات منذ النكبة، أكثر من 6 ملايين منهم لاجئ ومسجل لدى وكالة الأمم المتحدة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو 152 ألف شهيد، منهم أكثر من 52 ألفًا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وأصيب أكثر من 119 ألفًا.

كشفت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مقتل 212 صحفيًا، بينما أُصيب 409 آخرون، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ويعاني بعض المصابين من حالات بتر وشلل دائمين، فيما تم اعتقال 48 إعلاميًا.

تكشف بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني حقائق مروعة تتعلق بالأطفال الشهداء، فمن بين نحو 18 ألفًا استشهدوا، هناك 274 رضيعًا استشهدوا عقب ولادتهم تحت القصف، إضافة إلى أن 876 شهيدًا لم يبلغوا عامًا واحدًا من أعمارهم، و21 طفلًا استشهدوا جراء البرد في خيام النازحين، و72 آخرين بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج.

قطاع غزة يعاني من أكبر أزمة "يُتم" في التاريخ الحديث، حيث فقد نحو 39 ألفًا و384 طفلًا في القطاع أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم حوالي 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين.

هناك حوالي 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية في قطاع غزة، كما تواجه 155,000 سيدة حامل ومرضعة عدم الحصول على خدمات الرعاية الصحية والطعام.

أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قتلت في حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، نحو 2.8% من سكان غزة، 39% منهم من فئة الشباب والأطفال.

بلغ إجمالي عدد الإصابات الخطيرة التي تتطلب رعاية وإعادة تأهيل مستمرتين في غزة، أكثر من 13 ألفًا و455 إصابة، وهناك 17 ألفًا و550 إصابة خطيرة في الأطراف، وتواجد أكثر من 5 آلاف حالة بتر للأطراف، معظمها من الأطراف السفلية.

استشهاد 12441 طالبًا و519 معلمًا جراء قصف الاحتلال، وأصيب 19819 طالبًا و2703 معلمين بجروح متفاوتة الخطورة.

تدمير أكثر من 95% من المدارس، حيث خرجت 293 مدرسة من أصل 309 عن الخدمة، ما بين دمار كامل وجزئي، كما تعرضت أكثر من 85% من الجامعات للقصف، وتم تدمير مبانيها، مما أدى إلى حرمان أكثر من 800 ألف طالب في الصفوف المختلفة من حقهم في التعليم أسوة بكل أطفال العالم. تدمير الاحتلال لـ 111 مدرسة حكومية بشكل كامل، و241 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، و89 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا.

حرمان 700 ألف طالب وطالبة من حقهم الأساسي في التعليم، وحرمان نحو 39 ألفًا من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة، ولا توجد حتى الآن معلومات دقيقة حول عدد طلبة المدارس والكوادر التعليمية الذين تم اعتقالهم من قبل الاحتلال خلال العمليات البرية في مختلف مناطق قطاع غزة.

إسرائيل تحتل أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية؛ حيث قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: إن مساحات الأرض التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيلي عام 2024 بلغت 46 ألف كيلو متر.

تم إصدار 35 أمرًا بوضع اليد على حوالي 1,073 كيلو متر، وخمسة أوامر لتملك لحوالي 803 كيلو مترات، و9 أوامر إعلان أراضي دولة لحوالي 24,597 كيلو متر، إضافة إلى 6 أوامر تعديل حدود محميات طبيعية، إلى جانب الاستيلاء على حوالي 20,000 كيلو متر من غزة.

في أول تقييم للأضرار والاحتياجات في القطاع بعد العدوان، أعلنت الأمم المتحدة الحاجة إلى 53.2 مليار دولار لتمويل جهود التعافي وإعادة الإعمار خلال العقد المقبل.

إزاء هذه الأرقام المروعة، لا يزال هناك إعلام وجمهوره يصرون على ترديد مقولة "الفلسطينيون خائنون"!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة