أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن العبرة ليست بمجرد حفظ النصوص الدينية، بل في الفهم العميق لها، مشددًا على أن الفهم يحتاج إلى أدوات ومنهج واضح يُستمد من علماء الأمة الكبار، وعلى رأسهم الصحابة والتابعون، ومن بعدهم علماء الأزهر الشريف، الذي وصفه بأنه "حصن حصين تنهار عليه موجات التطرف".
موضوعات مقترحة
وأوضح، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن "الأزهر الشريف يُعلّي من صوت الوسطية كلما ارتفعت أصوات الغلو والتشدد"، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يرد فقط على الانحراف في الفكر، بل "يصوّب المسار ويرد الكلمة إلى أصلها، ويكشف التشويه الذي يُلصق بالإسلام زورًا".
وأضاف: "في ظل الفوضى التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن يتأنّى الناس قبل أخذ دينهم من أي شخص يظهر على الإنترنت، فليس كل من تحدث عن الدين مؤهلاً لذلك، خصوصًا في زمن أصبحت فيه الريلز والفيديوهات القصيرة مصدرًا لمعلومات دينية مشوهة".
ونبّه إلى أن الشباب، خاصة من يفتقدون الخلفية الدينية المتينة، قد ينخدعون بأي نص قرآني يُذكر لهم دون فهم لسياقه وتفسيره الصحيح، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، موضحًا أن البعض يقتطع هذه الآية ليكفر بها المجتمعات والدول، دون أن يدركوا أن الكفر هنا يعني الجحود والإنكار، لا مجرد مخالفة ظاهرية لبعض الأحكام.
وتابع: "نحن لا نقلل من أهمية حفظ القرآن الكريم، بل ندعو الجميع لحفظه، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، لكن الأهم أن نفهمه كما فهمه الصحابة والعلماء، حتى لا نقع في أخطاء الفهم التي وقع فيها الخوارج حين كفروا سيدنا علي وسيدنا معاوية، رغم أن شعارهم كان 'إن الحكم إلا لله'، وهي كلمة حق أريد بها باطل".