تقع مدرسة داود تكلا الخيرية فى الجهة الجنوبية الشرقية في قرية بهجورة بحوض الشيخ مركز نجع حمادي، المدرسة التي تحتل رقم 20، تقع المدرسة داخل سور بنائى حديث من جميع الجهات.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الأثري الدكتور محمود مدنى فى كتابه «دليل آثار نجع حمادي»، إن المدرسة تُشرف بواجهتها الشرقية وهى الرئيسية على شارع التحرير، يليه ترعة الصماصمة الرئيسية، ومن الجهة الجنوبية تشرف على أرض زراعية كما هو موضع بالخريطة المساحية رقم 6-25-99 والتى مسحت عام 1904م، وأعيد مساحتها عام 1928م.
داود تكلا
تاريخ إنشاء المدرسة
شرع داود تكلا فى بناء المدرسة على أحدث طراز لولا أن عاجلته المنية، فتوفى فى فرنسا فى 18 سبتمبر سنة 1924م، فقامت قرينته السيدة سيدة فلسطين وكريمته السيدة منيرة تكلا بإتمام تلك المدرسة واكتمل بنائها واحتفل بافتتاحها فى يناير 1929م، كما هو مدون بالنص التاسيسى للمدرسة، وقد تم تشيد البناء على مساحة من الأرض تقرب من الفدانين وأوقفت السيدة قرينته عليها 100 فدان من أجود الأراضى.
تمثال داود تكلا
المنشئ
ويوضح محمود مدنى، أن منشئ المدرسة هو داود تكلا بك من أبناء قرية بهجورة ولد بها فى 17 برمهات قبطى الموافق عام 1859م، وقد عُنى بتربيته كل من والده ثم عمه فلسطين الذى كان ناظر قضايا مديرية قنا، وقد أتقن داود تكلا اللغات العربية والقبطية والفرنسية على يد جهابذة الأساتذة.
ولما قوى عوده، واشتد ساعده اشتغل بالزراعة فكان مزارعًا ناجحًًا وعًين وكيلاً للقنصلية الفرنسية فى أسوان، وقام بما عُهد إليه أحسن قيام فأهدته الحكومة الفرنسية وسامًا فخريًا؛ نظير خدماته الجليلة لها وكان داود تكلا محسنًا كبيرًا وله يد بيضاءعلى كثير من الجمعيات الخيرية والملاجئ والمستشفيات، حيث تبرع داود تكلا لبناء مستشفى الحميات بقنا بألف جنيه، أثناء زيارة الأمير يوسف كمال لها بقنا.
وكان داود تكلا مُحبًا للقانون فأقام قاعة المنيرة بالمتحف القبطى بالقاهرة، وهى الآن قاعة المناظر النيلية بالدور الثانى بالمتحف القبطى، ومكتوب على مدخلها يرجع الفضل الأكبر فى إنشاء هذه القاعة لسعادة داود بك تكلا، عميد بهجورة بمدرية قنا لسنة 1636 قبطية.
وقدرت الحكومة المصرية خدماته، فأنعم عليه أولياء الأمر بالنيشان العثمانى الثالث، ثم النيشان المجيدى الثانى، فالنيل الثالث وقد كان داود تكلا محبًا للعلم والتعليم، وأراد أن يجعل من بلدته مدينه للعلم والنور، فانشأ مدرسة للبنين عام 1891م وأخرى للبنات بدأ بنائها عام 1903م وانتهى منها عام 1905م.
وأوقف داود تكلا مع السيدة قرينته 108 فدان من أجود أطيانه وأنشئ بها قسمًا للتعليم الثانوى عام 1909م، ولما اشتد الإقبال على التعليم نُقلت هذه المدرسة إلى مكان أوسع خارج القرية وتقترب مساحتها من الفدانين.
مدرسة داود تكلا بقرية بهجورة بنجع حمادي
عمارة المدرسة
بُنيت مدرسة داود تكلا من الطوب الأحمر ومونة مكونة من رمل وجير وقصر-مل فى كل جدران المدرسة وبنيت الأساسات من الحجر، وقد بُنيت المدرسة بطريقة الحوائط الحاملة بالطريقة المصرية القديمة على حسب الطراز الإنجليزى فى المبانى، وهى تعتبر بذلك تجسيد لذلك النوع من المباني، والذى ظهر واضحًا فى النصف الأول من القرن العشرين.
وقد سقفت المدرسة فى طابقيها الأول والثانى بسقف من الخرسانة المسلحة محمول على جدران المدرسة الحاملة، أما سقف البدروم فهو من القضبان الحديدية التى تحصر بينها قطع حديدية حولها خرسانة مسلحة، أما سقف الظلة تعلو سلم المدرسة فقد صنعت من براطيم خشبية بأعلاها وأسفلها سدايب خشبية مبلطه بنظام البغدادى.
واستخدمت الأخشاب فى الأبواب والنوافذ واستخدم الرخام فى النصوص التأسيسية واللوحات الإرشادية والسلالم وتمثال داود تكلا، واستخدم الزجاج فى تغشية الشبابيك والنوافذ، واستخدم الجبس فى عمل زخارف كتلة المدخل وتيجان أعمدة الصالة الوسطى وفى الزخرفة الجبسية التى تفصل بين الطابق الأول والثانى من الخارج بجميع وجهات المدارس ونفس تلك الزخرفة أسفل السقف فى جميع واجهات المدرسة الخارجية.
مدرسة داود تكلا بقرية بهجورة بنجع حمادي
التخطيط العام للمدرسة
ويضيف محمود مدنى، أن المدرسة تتكون من مبنيين منفصلين الشرقى منهما هو الرئيسى يقع فى مواجهة المدخل وهو يتخذ تخطيط أشبه بالصليب، حيث يبرز الجزء الأوسط من الواجهة الشرقية والجهة الغربية فى حين يمتد جناحى المدرسة نحو الشمال والجنوب مما يشبه فى شكله الصليب مباشرة.
أما المبنى الثانى فيقع وهو الغربى فيتكون من سقفيه وسطى يفتح عليها ثلاث حجرات فى الطابق الأول وحجرتان فى الطابق الثانى، وقد فُتحت بجدران المدرسة العديد من الشبابيك والنوافذ بشكل محورى متماثل..
مدرسة داود تكلا بقرية بهجورة بنجع حمادي
مدرسة داود تكلا بقرية بهجورة بنجع حمادي