وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر
وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر
وَكُــن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعــــــدَهُ
يَقولــونَ مَـــــرَّ وَهَذا الأَثَر
«أحمد شوقى»
احتفلنا في أبريل بذكرى غالية وعزيزة علينا جميعًا؛ وهي ذكرى عيد تحرير سيناء في 24 أبريل من كل عام، ذكرى غالية وعزيزة، تحرير قطعة من أرض الوطن مازالت تحاك وتدبر حولها المؤامرات؛ وهي أرض سيناء الغالية، ولكن يظل وعي الشعب المصري بكامل طوائفه مساندًا للقيادة السياسية وقواتنا المسلحة حجر عثرة تتحطم عليها جميع التحديات.. ولمَ لا؟! فسيناء هي الأرض التي طالما ارتوت بدماء المصريين، بدءًا من حفرهم قناة السويس، ثم معارك تحرير الأرض والحفاظ عليها من عدو واضح؛ وهو المحتل الإسرائيلي، وعدو خائن من الإخوان والمتحالفين معهم من الجماعات الإرهابية.
من المناسب جدًا أن يتوالى الاحتفال من عيد تحرير سيناء إلى الاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو من كل عام، فقد أدركت مصر جيدًا أن العمل على تنمية وتطوير وتعمير سيناء هو أحد العوامل التي تخفف من وطأة الأطماع..
وفي فترة زمنية لم تتجاوز الـ 6 سنوات قامت الدولة المصرية بمجهود جبار في تنمية وإعمار سيناء، هذا المجهود الذي لفت نظر العدو القريب فانتبه إليه جيدًا، بل قام برصده، ونشرت صحفهم عددًا من التقارير حول هذا الأمر، فيكفي قيام الدولة المصرية بتوجيه مباشر من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء 6 أنفاق تمر أسفل قناة السويس لتسهيل حركة الانتقال من وإلى سيناء الغالية التي ظلت طيلة عقود لا يربطها بالوادي إلا نفق واحد ووحيد، ذلك فضلا عن خطط إعادة إعمار الشيخ زويد والعريش ورفح وفي الجنوب مشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين، إلى جانب مشروعات إقامة المدارس والمستشفيات والتجمعات السكانية الجديدة.
فالعمل، والعمل فقط، هو زادنا وقوتنا في المرحلة الحالية التي تشهد المزيد من التوترات والحروب الاقتصادية، ليس على مستوى الإقليم فحسب، بل على مستوى العالم أجمع.
أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء هذه المفاهيم فقال سيادته: نحتفل بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر، التي طالما كانت هدفًا للطامعين، وظلت على مدار التاريخ، عنوانًا للصمود والفداء؛ سيناء التي نقشت في وجدان المصريين، حقيقة راسخة لا تقبل المساومة بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة محفوظة بإرادة شعبها وجسارة جيشها، وعزيمة أبنائها الذين سطروا أروع البطولات، حفاظًا على ترابها المقدس، مؤكدا أن الدفاع عن سيناء وحماية كل شبر من أرض الوطن، عهد لا رجعة فيه، ومبدأ ثابت في عقيدة المصريين جميعًا يترسخ في وجدان الأمة جيلًا بعد جيل، ضمن أسس أمننا القومي التي لا تقبل المساومة أو التفريط.
أضاف قائلا عن وعي الشعب المصري: لقد أثبتم برؤيتكم الواعية، وإدراككم العميق لحجم التحديات، التي تواجه مصر والمنطقة، أنكم جبهة داخلية متماسكة، عصية على التلاعب والتأثير، وأن الوطن في أيديكم، وبوعيكم وفطنتكم، محفوظ إلى يوم الدين.
وفي ظل ما تشهده المنطقة، من تحديات غير مسبوقة، تستمر الحرب في قطاع غزة، لتدمر الأخضر واليابس، وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا، في مأساة إنسانية مشينة ستظل محفورة في التاريخ.
ومنذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليًّا لا لبس فيه، مطالبًا بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضًا بكل حزم أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، مؤكدا أن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدًّا منيعًا، أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقًا للخطة العربية الإسلامية، دون أى شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونًا لأمننا القومى.
في سياق موازٍ وعلى نفس درجة الأهمية وأيضًا أحد ثوابت الأمن القومس المصري وأمنها الغذائي، نشهد هذه الأيام موسم حصاد القمح في مختلف محافظات الجمهورية، والقمح هو رغيف الخبز الذي لا تخلو مائدة مصرية من وجوده عليها، ونحتاج إلى كل حبة قمح سواء من الأراضي القديمة أو الأراضي الجديدة.
وقد رصدت الحكومة في خطتها، التي نأمل أن تنجح في تحقيقها، أن تحقق إنتاجًا يقارب الـ 10 ملايين طن، وهو رقم يكاد يغطي 50% من استهلاكنا من الأقماح، فاستهلاك مصر قد ارتفع إلى ما يقارب الـ 20 مليون طن، في الوقت الذي كان فيه استهلاك مصر من القمح عام 2011 يقارب الـ 12 مليون طن وقت أن كان معدل الإنتاج نحو 8 ملايين طن.
وببساطة أكثر، فقد ارتفع إنتاج مصر من القمح من 8 ملايين طن في 2011 إلى 10 ملايين طن، ولكن في الوقت نفسه زاد الاستهلاك من 12 مليون طن إلى ما يزيد على الـ 20 مليون طن، وزيادة الاستهلاك طبعًا لعوامل ارتفاع نسب الزيادة السكانية، ولكننا مازلنا نحتاج إلى مضاعفة الجهود في زيادة معدلات الإنتاج من القمح، وتحويل الطفرات التي حققها بعض شباب المستثمرين في الأراضي الجديدة في مشروع مستقبل مصر إلى نمط زراعي في كامل الأراضي الزراعية المصرية، وهذا هو دور أصيل لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي كان قد طالب به السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح موسم الحصاد العام الماضي.
وهذا المثلث العام «الأمن.. التنمية.. العمل» الذي تعمل مصر فيه ويجب علينا جميعًا أن نعمل من خلاله محافظين فيه على وطننا وعلى كل حبة رمل، وأن نبذل كل الطاقات المتاحة في كل موقع نعمل فيه بجد وتفان وإخلاص بهدف تحقيق التنمية، والحفاظ على الوطن.