من القاهرة.. دول الثماني تضع خارطة طريق للسياحة الذكية والمستدامة

6-5-2025 | 16:36
من القاهرة دول الثماني تضع خارطة طريق للسياحة الذكية والمستدامةوزير السياحة والآثار شريف فتحي
فاطمة السروجي

أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن منظمة الدول الثمانية النامية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون بين دولنا في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع الاقتصادي.

موضوعات مقترحة

وشهد اليوم الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الوزاري الرابع لوزراء السياحة للدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي D8 والذي تستضيفه مصر بمدينة القاهرة، ويترأسه وزير السياحة والآثار، على مدار اليوم، وينعقد بحضور إيزياكا عبد القادر إمام سكرتير عام المنظمة، وعدد من وزراء وكبار مسئولي السياحة بالدول الأعضاء.

وهنأ فتحي وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرصوي، على اختيار مدينة أنطاليا كأول مدينة سياحية لمجموعة الدول الثمانية النامية لعام 2025.

أهمية السياحة كقطاع اقتصادي

وأشار فتحي إلى أن السياحة هي محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، حيث تمثل صناعة السياحة دخلاً متناميًا بشكل قوي للاقتصاد الوطني، يساهم في خلق فرص عمل، وزيادة الدخل القومي، وتدفق العملات الأجنبية، فضلاً عن دعم المشاريع الاستثمارية، وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.

وقد أكد "إعلان القاهرة" الصادر عن قمة مجموعة الثمانى النامية، في ديسمبر 2024، التزام دولنا بتعزيز التعاون في مجالات السياحة المستدامة، والتبادل الثقافي، والحفاظ على التراث، وهو ما يعكس أهمية السياحة كقطاع اقتصادي رائد بالنسبة لدول المجموعة، آملا أن يخرج اجتماع اليوم بتوصيات عملية لتعزيز التعاون السياحي والاستثمار، وتبادل الخبرات بين دولنا الأعضاء.

الذكاء الاصطناعي 

وأوضح أننا نعيش اليوم في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، والتكنولوجيا تتغير بشكل سريع – وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي – كل هذه التطبيقات تلعب دورًا متزايد الأهمية في صناعة السياحة. وقد أشار "إعلان القاهرة" إلى التأثيرات المحتملة لهذه التقنيات على اقتصاداتنا وشعوبنا. 

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز التعاون المشترك بين دولنا في صياغة الأطر المناسبة للتعامل مع هذه التطورات التكنولوجية، خاصة في ظل وجود تفاوت بين طرق تعامل الدول معه، حيث أن التحدي الأكبر في هذا الشأن هو حوكمة التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي وتقنياته المختلفة له العديد من التأثيرات الإيجابية على صناعة السياحة وعلى التسويق بصفة خاصة، والتي من بينها مساهمته في تعزيز تدابير وإجراءات الأمن والسلامة، وتوفير سهولة في الوصول إلى المعلومات المختلفة، كما أنه يجعل هناك فرصة أكبر للترويج للمنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية.

ونحن في مصر ندرك أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع السياحة، سواء في تعزيز الأمن والسلامة، أو في تحسين تجربة السائح، أو في الترويج الذكي للمنتجات السياحية. وقد استخدمنا بالفعل بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملاتنا الترويجية، وكانت النتائج مشجعة للغاية.

«تنوع لا يضاهى» 

وأشار إلى تبنى وزارة السياحة والآثار في مصر إستراتيجية طموحة تهدف إلى النهوض بالقطاع السياحي، وإبراز ما يتمتع به المقصد السياحي المصري من تنوع لا يُضاهى في المنتجات والأنماط السياحية وليس له مثيل، وهذا هو شعار حملاتنا الترويجية:

"مصر... تنوع لا يُضاهى Unmatched Diversity، ونعمل على تحويل هذه المقومات إلى منتجات قابلة للتسويق.

كما أن من مستهدفات هذه الاستراتيجية هو تحقيق الأمن الاقتصادي السياحي، الذي يضمن عوائد مستدامة تنعكس إيجابيًا على البيئة والمجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع السياحية والأثرية المختلفة، بما ينعكس إيجاباً على سلوكياتهم وحرصهم على الحفاظ على هذه المناطق.

ولفت إلى الاهتمام الخاص بتحويل السياحة إلى قطاع صديق للبيئة، حيث باتت أكثر من 41% من المنشآت الفندقية في مصر تطبق معايير الاستدامة والممارسات الخضراء.

صناعة السياحة 

وقال إن القطاع الخاص هو العمود الفقري لصناعة السياحة، ودور الحكومة يتمثل في تهيئة البنية التحتية، وتهيئة مناخ الاستثمار، والترويج الخارجي، والتنظيم والرقابة، بما يضمن جودة الخدمات وتحقيق التنافسية العادلة.

وفي هذا السياق، أكد أهمية العمل المشترك بين الدول لتنظيم لقاءات وورش عمل مهنية بين الشركات والمنشآت السياحية والمؤسسات الممثله لها  لتبادل الخبرات وجذب مزيد من الحركة السياحية.

أما على صعيد تنمية العنصر البشري، فإننا نعمل حاليًا على إطلاق منصة إلكترونية أكاديمية شاملة للتدريب في السياحة والسفر Learning Management System، بهدف تدريب وتأهيل ورفع كفاءة العاملين في القطاع، وهو توجه نرى أن تبادل الخبرات فيه بين دولنا سيسهم في تطوير رأس المال البشري وتعزيز أداء القطاع.

زيادة الطاقة الفندقية 

وأوضح أن من بين الأولويات الحالية لوزارة السياحة والآثار المصرية زيادة الطاقة الفندقية في مصر، ولذا أطلقنا العديد من الحوافز والتسهيلات الاستثمارية، بالإضافة إلى تنظيم وحدات "شقق الإجازات Holiday Homes بما يضمن جودة الخدمة وسلامة السائح، واستيعاب الطاقة والطلب المتزايد.

وقريبًا، سيتم إطلاق "بنك للفرص الاستثمارية"، الذي سيضم خريطة موحدة وشاملة لأهم الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة، والترويج لها داخليًا وخارجيًا.

وقال إننا نؤمن إيماناََ راسخاً أن التعاون بين دولنا سيكون له أثر كبير فى تعزيز دور السياحة كمحرك للتنمية، ونأمل أن يثمر اجتماعنا اليوم عن نتائج ملموسة تفتح آفاقًا جديدة للعمل المشترك بما يحقق طموحات شعوبنا.

وفي ختام كلمته أقتبس من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في افتتاح قمة الدول الثمانية النامية في ديسمبر الماضي، حيث قال: "إن لكل دولة من دولنا تاريخًا وحضارة وثقافة.. وكذا خلفيتها الاقتصادية التي تميزها.. وهو الأمر الذي يعلي من قيمة منظمتنا.. ويعزز من روح التضامن والتكامل والعمل المشترك فيما بيننا."

وأعرب عن تطلعه من خلال مناقشات اليوم، إلى بلورة توصيات تحقق الأهداف والمصالح المشتركة..وتدفع بقطاع السياحة في دولنا نحو آفاق أرحب.

ودعا الحضور لاكتشاف جمال القاهرة الكبرى، التي يروي كل ركن فيها فصلاً من التاريخ والتي ستشهد يوم 3 يوليو حدثا استثنائيا، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد صرحاً ثقافياً وأثرياً عالمياً، بتصميمه المعماري المبتكر وموقعه الفريد بالقرب من أهرامات الجيزة ومطار سفنكس الدولي، مما يجعل منه منطقة جذب سياحي متكامل ووجهة سياحية قائمة بذاتها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة