2-5-2025 | 16:15

في خضم الأحداث الجارية من حولنا، لا بد أن نتوقف مع أنفسنا ونتساءل: ماذا يحدث لأطفالنا؟ هل نحن أم هم المخطئون؟

نعتقد جميعًا أننا نربي، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا: هل تربيتنا إيجابية أم سلبية؟

إننا نوفر كل الاحتياجات المادية اللازمة لأبنائنا، لكننا نغفل الاحتياجات النفسية الأساسية، مثل الاحتواء النفسي، ولغة الحوار والحب والتفاهم، والأمان النفسي.

نحن نطمح أن نربي أطفالنا تربية نفسية آمنة تجعلهم سعداء نفسيًا.

وتبدأ القصة من طفولتنا نحن، لذا يجب أن نسأل أنفسنا: هل تربيتنا لأولادنا تربية تمنحهم الثقة بالنفس ولغة حوار ناجحة؟ هل نرشدهم ونعلمهم قبل التحاقهم بالحضانة كيفية الحفاظ على أنفسهم ورفع وعيهم من خلال الألعاب وتجسيد كل ما يستطيع تعزيز هذا الوعي، كالدمى التي يمكن استخدامها لتعليمهم الخصوصية في تغيير ملابسهم؟

يجب أن يتعلم الابن أو الابنة أن يحكي لوالدته كل شيء أولًا بأول، وأنه لا يوجد سر بينهما وبين أي شخص آخر، بالإضافة إلى تعليمه رد الفعل المناسب في المواقف المختلفة.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأفراد الذين تعرضوا للتحرش والأذى الجنسي في طفولتهم هم أكثر عرضة لطلب الخدمات النفسية، لأن هذه التجارب ترتبط بمشاعر متدنية للقيمة الذاتية، والشعور بالذنب، والاضطرابات العاطفية.

وينعكس ذلك سلبيًا بعد الزواج في بعض الحالات على شكل نفور من العلاقة الحميمية أو رهاب منها أو اضطرابات أو انحرافات في السلوك.

كما أن الانسحاب الاجتماعي هو رد فعل شائع لدى الذين تعرضوا للتحرش، حيث يميلون للانطواء والعزلة، ويعجزون عن التفاعل الاجتماعي وتكوين علاقات عاطفية صحية في الكبر نتيجة لمشاعر الخوف والقلق.

سيدي القارئ
أبناؤنا هم أغلى ما نملك، فاستمع إلى طفلك جيدًا، فعلى الرغم من ضغوطات الحياة التي نمر بها، إلا أنهم الأهم في حياتنا. اجعل لغة التواصل بينك وبينه قائمة على الاحتواء النفسي والعاطفة، ولا تكن سلطة قمعية عندما يخطئ، بل ركز على فهم العواقب وليس مجرد العقاب.

كن حذرًا جدًا إذا أراد شخص -أيًا كان هذا الشخص- قضاء وقت طويل بمفرده مع طفلك.

وكن حذرًا أيضًا من الأشخاص الذين يبالغون في تقديم الهدايا وإظهار الحنان المفرط.

راقب سلوك طفلك بانتباه، فالمتحرش يبني علاقة ودودة عن طريق الهدايا والحب والاحتواء؛ ليتمكن من السيطرة عليه وجعله يحبه ويطمئن له.

لا بد من تضافر جميع الجهود لرفع الوعي الجنسي العام؛ من خلال مناهج التربية الجنسية بداية من المراحل الأولى من التعليم، ووسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى بث أفلام الكارتون التي تحمل رسائل توعوية لأطفالنا في هذا الجانب.

كما يجب على الآباء توفير الاحتواء النفسي ومراقبة أطفالهم بانتباه، وعلى الأم الواعية التركيز في سلوكيات أولادها، وعدم الانشغال عنهم بضغوط الحياة المختلفة. 

فمظاهر الانسحاب والانعزال الاجتماعي، والخوف، والانخفاض في مستوى التعليم، وفقدان الثقة بالنفس، والفزع وحتى الأحلام المزعجة والكوابيس المستمرة، كلها تعكس واقعًا مريرًا في العقل اللاواعي الذي يخزن كل ذكرى مؤلمة، وتظهر في سلوكيات خاطئة في الكبر دون أن نعرف سببها؛ لذا، لا بد من اللجوء إلى متخصص نفسي لمساعدتنا في الوصول إلى الطريق الصحيح لتربية أولادنا.

وعلى الدولة أن تضرب بيد من حديد دون شفقة أو رحمة لمعاقبة أي شخص يدمر طفولة الملائكة الصغار ويغتصب براءتهم.

كلمات البحث